الکلام فی اللسان کثیر، لکن موضوع بحث هذه الروایة علاقة السیطرة على اللسان والتقوى. فعلاقتهما وطیدة بحیث تتعذر التقوى دون لحم اللسان! فدین الأفراد وقیمتهم الوجودیة والوعی الفکری والسمّو الروحی لهم وبالتالی إنسانیة بنی آدم إنّما تُقیّم باللسان. نعم، فاللسان معیار التقییم، ومن هنا فإنّ الخطوة الأولى فی تهذیب الأخلاق حفظ وتهذیب اللسان والسیطرة علیه. فاللسان وجود خطر وفی نفس الوقت مهم جدّاً وخطره بسبب أهمیّته. وخطر اللسان أنّه لدى الإنسان دائماً وتحصل الذنوب التی تتم بواسطته بسهولة وحیث اعتدنا علیه، فللأسف زالت قباحة وشناعة معاصی اللسان. أضف إلى هذین المطلبین ـ اللذین یوضحان خطر اللسان ـ فإنّ الأخطر أنّ الذنوب التی تحصل باللسان عادة من حقوق الناس: ومن ذلک الغیبة والتهمة وبث الشائعات والمزاح اللامشروع وإشاعة الفحشاء والکذب وإیذاء المؤمن والفحش والقذف وما شابه ذلک والتی تتمّ باللسان، لمن الذنوب التی تخصّ حق الناس. ویتضح ممّا سبق عدم حصول التقوى دون لحم اللسان. وعلیه فالخطوة الأولى فی طریق السعادة، المراقبة التامة للکلام.