الجواب الاجمالي:
ینقل
السهمودی: قحط أهل المدینة قحطا شدیدا فشکوا إلى عائشة رضی الله عنها فقالت انظروا إلى قبر النبی (صلى الله علیه وسلم) فاجعلوا کرة إلى السماء حتى لا یکون بینه وبین السماء سقف ففعلوا حتى مطرت السماء ونبت العشب وسمنت
الإبل حتى تفتقت من الشحم وتحول الامر الى سنة بالنسبة الى اهل المدینة عند القحط والجفاف.
وهذا یعد توسل عملی بقبر النبی (صلى الله علیه وسلم) بعد وفاته
الجواب التفصيلي:
فی هذا المجال نشیر الى بعض الروایات على سبیل المثال التی تشرع التوسل ب النبی (صلى الله علیه وسلم) بعد رحلته منها:
1ـ ینقل السهمودی عن الطبرانی فی الجامع الکبیر عن عثمان بن حینف ان رجلا کان یختلف إلى عثمان بن عفان ( رض ) فی حاجة له فکان لا یلتفت إلیه ولا ینظر فی حاجته فلقی ابن حنیف فشکا إلیه ذلک ، فقال عثمان بن حنیف ائت المیضاة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل رکعتین ثم قل : اللهم إنی أسألک وأتوجه إلیک بنبینا محمد ( ص ) نبی الرحمة ، یا محمد انی أتوجه بک إلى ربی فتقضی حاجتی وتذکر حاجتک . فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاءه البواب فأخذ بیده ، فادخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال : ما حاجتک ؟ فذکر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذکرت حاجتک حتى کانت الساعة وقال ما کان لک من حاجة فاذکرها. ثم خرج من عند عثمان والتقى بان حنیف وقال له جزاک الله خیر الجزاء، فان الخلیفة لم ینظر فی حاجتی الى حین کلمته انت بمسألتی. قال ابن حنیف: أقسم بالله! انی لم اکلمه ولکنی رایت رجلاً أعمى جاء الى النبی (صلى الله علیه وسلم) وشکى حاله فقال له النبی (صلى الله علیه وسلم): اذا ترید فادعوا لک والا فالزم الصبر. قال الرجل: ان فی تحمل العمى علی مشقة کبرى. فقال له رسول الله: " ائت المیضاة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل رکعتین وادعوا بهذا الدعاء!".
قال ابن حنیف: أقسم بالله! اننا لم نفترق ولم یطل کلامنا حتى دخل علینا الرجل الاعمى مبصراً.
ان هذه الروایة تعد دلیلاً على التوسل بالنبی (صلى الله علیه وسلم) بعد رحلته کما انها دلیل آخر على ما نقله ابن حنیف فی خصوص حیات النبی (صلى الله علیه وسلم).
2ـ ینقل السهمودی: قحط أهل المدینة قحطا شدیدا فشکوا إلى عائشة رضی الله عنها فقالت انظروا إلى قبر النبی (صلى الله علیه وسلم) فاجعلوا کرة إلى السماء حتى لا یکون بینه وبین السماء سقف ففعلوا حتى مطرت السماء ونبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم وتحول الامر الى سنة بالنسبة الى اهل المدینة عند القحط والجفاف.
وهذا یعد توسل عملی بقبر النبی (صلى الله علیه وسلم) بعد وفاته.
3ـ ینقل عن محمد بن عبید الله بن عمرو العتبی انه قال: کنت جالسا عند قبر رسول الله " ص " فجاء أعرابی فقال السلام علیک یا رسول الله سمعت الله یقول . وفی روایة : یا خیر الرسل إن الله أنزل علیک کتابا صادقا قال فیه : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوک فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحیما وقد جئتک مستغفرا من ذنبی مستشفعا بک إلى ربی . وفی روایة : وإنی جئتک مستغفرا ربک عز وجل من ذنوبی ثم بکى وأنشأ یقول : یا خیر من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طیبهن القاع والاکم نفسی الفداء لقبر أنت ساکنه * فیه العفاف وفیه الجود والکرم ثم استغفر وانصرف فغلبتنی عینای فرأیت النبی " ص " فی المنام فقال یا عتبی إلحق الأعرابی فبشره إن الله غفر له فخرجت خلفه فلم أجده (3) وذکر حکایة الأعرابی هذه السمهودی فی وفاء الوفا وسیأتی نقلها فی فصل الزیارة وحکى السمهودی عن السبکی أن الآیة دالة على الحث بالمجئ إلیه " ص " والاستغفار عنده واستغفاره لهم وهذه رتبة لا تنقطع بموته وقد حصل استغفاره لجمیع المؤمنین لقوله تعالى استغفر لذنبک وللمؤمنین والمؤمنات فإذا وجد مجیئهم واستغفارهم تکملت الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله ولرحمته وقوله واستغفر لهم معطوف على جاؤوک فلا یقتضی کون استغفاره بعد استغفارهم مع إنا لا نسلم أنه لا یستغفر بعد الموت لما سبق من حیاته ومن استغفاره لأمته بعد الموت عند عرض أعمالهم علیه ویعلم من کمال رحمته أنه لا یترک ذلک لمن جاءه مستغفرا ربه.
یقول الکاتب فی کتاب وفاء الوفاء: "ان هذه الحکایة مشهورة ونقلها الکتاب فی مبحث مناسک الحج عن جمیع المذاهب ووصفوها من آداب الزیارة، وذکرها ابن عساکر کذلک فی تاریخه وینقلها ابن الجوزی فی مشیر الغرام وینقلها غیرهما عن طریق محمد بن حرب الهلالی(4)
4ـ روى البیهقی وابن شیبة ان: "فی عصر خلافة عمر اصاب الناس قحط وذهب بلالبن حرث ـ من اصحاب النبی (صلى الله علیه وسلم) ـ الى قبر النبی (صلى الله علیه وسلم) وقال: یا رسول الله! هلکت الناس فاطلب لهم نزول المطر، فاذا ببلال یرى النبی فی المنام ویخبره: سترتوی الناس فی اقرب وقت"(5)
فی هذه الروایة بلال یخاطب النبی (صلى الله علیه وسلم) بعد رحلته ویطلب منه نزول المطر وارتوائ الناس ویتوسل به بعد وفاته واذا کان هذا العمل بدعة وعمل خلاف ومنکر فلیس من الممکن ان یفعل صحابی هذا العمل فی حضور اصحاب النبی (صلى الله علیه وسلم) والمسلمین.
5ـ "فی کتاب خلاصة الکلام ینقل عن کتاب المواهب اللدنیة: قال ابن أبی فدیک وهو من أتباع التابعین ومن الأئمة الثقات المشهورین ومن المروی عنهم فی الصحیحین وغیرهما : سمعت بعض من أدرکت من العلماء والصلحاء یقول بلغنا إن من وقف عند قبر النبی " ص " فقال هذه الآیة ( إن الله وملائکته یصلون على النبی "یا أیها الذین آمنوا..." صلوا علیه وسلموا تسلیما ) وقال صلى الله علیک یا محمد حتى یقولها سبعین مرة ناداه ملک صلى الله علیک یا فلان ولم تسقط له حاجة . قال : وهذا الذی نقله فی المواهب عن ابن أبی فدیک رواه عنه البیهقی.
ان طلب الحاجة فی المقام تعد توسل بالنبی بعد وفاته وتدل على امکان الاتصال بالنبی (صلى الله علیه وآله بعد رحلته(6)
لا يوجد تعليق