الجواب الاجمالي:
الغوص في سبر التاريخ والتمعن فيه يعطينا صورة تختلف عما يزعم أتباع ابت تيمية والوهابية من النهي عن الاستغاثة والدعاء بين صحابة رسول الله(ص) فان طلب الاستغاثة من النبی (صلى الله علیه وسلم) کان سائداً اما فی کل الحالات أو بعضها واذا کان الامر قبیح وغیر شرعی فان المسلمین لا شک لنهو عنه ولاندحر هذا السلوک
الجواب التفصيلي:
اوّلاً: اثبات هذه الدعوى أمر مستصعب بل محال اذ ان لازم هذه الدعوى ان ابن تیمیة وامثاله استطاعوا بعد مئة عام ان یحیطوا بکل احوال واعمال وسلوک الاصحاب وهذا امر محال.
هل من الممکن ان یطلع او یحیط شخص بکل احوال الاصحاب والتابعین ویشهد انهم لم یفعلوا هذا الفعل او ذاک؟ ولهذا السبب یقولون ان الشهادة على النفی لیست مقبولة بمعنى اذا شهد شاهد على ان فلان ابن فلان لم یکن من المصلین او الصائمین او لم یکذب فی حیاته لم تقبل شهادته لانها دعوى فی مقام النفی والترک وفی الحالات الطبیعیة الاطلاع على حالات نفی الفعل لیست ممکنة وغیر مقبولة.
وکیف یدعی ابن تیمیة ان الصحابة والتابعین ومن تبعهم لم یصلو ولم یدعوا عند قبر النبی (صلى الله علیه وسلم) وغیرها من القبور ولم یطلبوا منه طلب حاجة أو أن یدعوا لهم سیما ان الفاصلة الزمنیة بینه وبین اصحاب النبی (صلى الله علیه وسلم) والتابعین طویلة هذا مع ان الدعاء والاستغاثة بالنبی لم تکن من المسائل العلنیة وعادة ما تؤدا بصوت منخفض وفی الخفاء وبعیداً عن انظار الآخرین.
هل کان یعیش ابن تیمة الذی یذهب الى هذه الاعتقادات والآراء فی القرن السابع والثامن من الهجرة؟
وامثال محمد بن عبد الوهاب الذین عاشوا بعد ألف سنة من وفاة اصحاب النبی (صلى الله علیه وسلم) کیف یمکن لهم ان یدعوا الاحاطة الکاملة باحوال وافعال صحابة النبی (صلى الله علیه وسلم) ویخبرون عن وقوع هذا الفعل أو ذاک وینفقون قیام هذا الفعل أو ذاک ولم یکن هذا الادعاء الا دعوى واهیة وفارغة.
ومن الممکن ان یرد اشکال على الاستدلال المتقدم حیث انه اذا لم نستطع ان ننفی وقوع التوسل والشفاعة وبناء القبب والجدران والاضرحة من قبل الصحابة والتابعین فکذلک لا یمکن لنا أن نسند وقوعها إلیهم من دون دلیل.
وفی الاجابة نقول: نحن لسنا فی صدد اثبات صدور هذه الاعمال من اصحاب النبی (صلى الله علیه وسلم) وانما فی جواب من یدعی ان سیرة الاصحاب والتابعین کان ساریة على ترک اعمال محددة ویستدلون بذلک على امور اخرى نقول: لا یمکن اثبات ترک عمل من خلال استناد الى سیرة الاصحاب وعدم اثبات سیرة الاصحاب على الترک کافیة فی رد مدعى الوهابیة التی استندت فی دعواها على دلیل الترک(1)
لا يوجد تعليق