النقطة الثالثة التی تعدّ فی الحقیقة ثمرة النقاط السابقة وأهم نقطة فیها یتمثّل فی إرعاب العدو وإخافته، أی یجب على المسلمین أن یکونوا جاهزین من حیث الإمکانات العسکریة والدفاعیة بالمستوى الذی یخلق حالة من الهیبة والأبهة فی جیش المسلمین التی تؤدی إلى إیجاد حالة من الرعب والخوف فی قلوب الأعداء، بحیث یطردون من أذهانهم التفکیر بالهجوم على الدولة الإسلامیّة.
فهل اطّلع أعداء الإسلام على هذه الجملة لیتهمونا بأننا نسعى للحروب؟
نعم، من وجهة نظر الإسلام فإنّ التجهیزات العسکریة والاستعدادات القتالیة والدفاعیة عندما تصل إلى حدها الأعلى لیس بهدف خلق الحروب وسفک الدماء والدمار وتکبید الخسائر فی الطرف المقابل، بل یتم ذلک کلّه لمنع الحرب، فهل یستهجن أی عاقل فی العالم سواء کان متمسکاً بدین أو مذهب أو لا مثل هذا الأمر
أو لا؟
إنّ الإسلام وبهدف منع الحروب التی تحمل معها الخسائر الروحیة والنفسیة والمالیة والجسدیة الکبیرة، یدعو المسلمین إلى أن یصلوا إلى حالة من القوّة والقدرة لئلا یسمحوا للعدو أن یفکر بالهجوم علیهم، وفی نفس الوقت لکی یحفظوا حال العزة والکرامة فیهم.
وبالنتیجة، تلک کانت من أهداف الحرب من منظور القرآن الذی یتمثل بالدفاع عن کیان الإسلام والمسلمین.