البروج السماویة، إشارة
إلى الصور الفلکیة الخاصّة حیث تستقر الشمس والقمر فی کل فصل وکل موضع من السنة إزاء واحد منها، یقولون مثلا: استقرت الشمس فی برج «الحمل» یعنی أنّها تکون بمحاذاة «الصورة الفلکیة»، «الحمل»، أو القمر فی «العقرب» یعنی وقفت کرة القمر أمام الصورة الفلکیة «العقرب» (تطلق الصورة الفلکیة على مجموعة من النجوم لها شکل خاص فی نظر المشاهد)
(فلا تضربوا لله الأمثال) التی هی من صنع أفکارکم المحدودة ومن صنع موجودات (ممکنة الوجود) وملیئة بالنواقص. وإنّکم
لو أحطتم علماً بعظمة وجوده الکریم وبلطفه ورحمته المطلقة، لعرفتم أنّه أقرب إلیکم من أنفسکم ولما جعلتم بینکم وبینه سبحانه من واسطة أبداً
معنى الجملة المتقدمة هو فناء جمیع الموجودات عدا ذات الخالق المقدّسة... وهذا الفناء بالنسبة للموجودات الممکنة غیر منحصر بفناء هذا العالم وانتهائه، فالموجودات الآن فانیة قبال الذات المقدّسة، وهی تحتاج إلى فیضه لحظة بعد لحظة، ولیس لدیها فی ذاتها أی شیء، وکلّ ما لدیها فمن الله!
لقد فُسّر «الکلم الطیّب» بأنّه العقائد الصحیحة فیما یخصّ المبدأ والمعاد والنبوّة، نعم... فعقیدة صحیحة هکذا تصعد إلى الله، وتجعل المعتقد بها یحلق هو الآخر، حتى یکون فی قرب جوار الحقّ تعالى، وتغمره فی عزّة الله لیکون عزیزاً.
إنّ الزوجیة والتعدّد فی جمیع أشیاء العالم تذکّر الإنسان بأنّ الله خالق هذا العالم واحد أحد، لأنّ التثنیة والتعدّد من خصائص المخلوقات. وقد جاءت الإشارة إلى هذا المعنى فی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) إذ قال: بمضادته بین الأشیاء عُرف أن لا ضدّ له وبمقارنته بین الأشیاء عرف أن لا قرین له
هناک کلام کثیر بین المفسّرین حول المراد من «الخلق» و«الأمر» ولکن بالنظر إلى القرائن الموجودة فی هذه الآیة ـ والآیات القرآنیة الاُخرى - یستفاد أنّ المراد من «الخلق» هو الخلق والإیجاد الأوّل. والمراد من «الأمر» هو السنن والقوانین الحاکمة على عالم الوجود بأسره بأمر الله تعالى، والتی تقود الکون فی مسیره المرسوم له.
إنّ معنى (إن الحکم إلاّ لله) واضح، أی إنّ کل أمر فی عالم الخلق والتکوین وفی عالم الأحکام والتشریع بید الله، وبناء على ذلک إذا کان لرسول الله(صلى الله علیه وآله) أن یقوم بمهمّة فذلک أیضاً بأمر من الله.
القمي قال على اختلاف الاهواء والارادات والمشيئات وقيل أي تارات ترابا ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ولحوما ثم أنشأه خلقا آخر فإنه يدل على عظم قدرته وكمال حكمته .
إنّ المقاییس الدقيقة التي خلق الله عز وجل بها المخلوقات ودبر أمرها في كافة المجالات من نظام الفلك إلى أعماق البحار، ومن أعظم المخلوقات إلى أصغرها، بل حتى الترکیبات الکیفیة أیضاً تتمتّع بنفس الخصوصیات الحسابیة، فالنظام المتحکّم على روح الإنسان ومیوله وغرائزه، وکذلک المقاییس الدقیقة فی مسیر المتطلّبات الفردیة والاجتماعیة للإنسان كلها ضمن النظام الدقيق الذي قدره ودبره الخالق