الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
جاء جواب هذا السؤال فی الآیة 54 من سورة «الأعراف»، حیث قال تعالى: (ألا له الخلق والأمر) هناک کلام کثیر بین المفسّرین حول المراد من «الخلق» و«الأمر» ولکن بالنظر إلى القرائن الموجودة فی هذه الآیة ـ والآیات القرآنیة الاُخرى - یستفاد أنّ المراد من «الخلق» هو الخلق والإیجاد الأوّل. والمراد من «الأمر» هو السنن والقوانین الحاکمة على عالم الوجود بأسره بأمر الله تعالى، والتی تقود الکون فی مسیره المرسوم له.
إنّ هذا التعبیر ـ فی الحقیقة ـ ردّ على الذین یتصورون أنّ الله خلق الکون ثمّ ترکه لحاله وأهله، وجلس جانباً. أی إنّ العالم بحاجة إلى الله فی وجوده وحدوثه، دون بقائه واستمراره.
إنّ هذه الجملة تقول: کلاّ، بل إنّ العالم کما یحتاج فی حدوثه إلى الله، کذلک یحتاج فی تدبیره واستمرار حیاته وإدارة شؤونه إلى الله، ولو أنّ الله صرف عنایته ولطفه عن الکون لحظة واحدة لتبدد النظام وانهار وانهدم بصورة کاملة.
وقد مال بعض الفلاسفة إلى أن یفسّر عالم «الخلق» بعالم «المادة» وعالم «الأمر» بعالم «ما وراء المادة» لأنّ لعالم الخلق جانباً تدریجیاً، وهذه هی خاصیة المادة. ولعالم الأمر جانباً دفعیاً وفوریاً، وهذه هی خاصیة عالم ما وراء المادة، کما نقرأ فی قوله تعالى: (إنّما أمره إذا أراد شیئاً أن یقول له کن فیکون)(1).
ولکن بالنظر إلى موارد استعمال لفظة الأمر فی آیات القرآن، وحتى عبارة (والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره) الواردة فی الآیة المبحوثة یستفاد أنّ الأمر یعنی کل أمر إلهی سواء فی عالم المادة أو فی عالم ما وراء المادة (فتدبّر)(2)
لا يوجد تعليق