الجواب الاجمالي:
إنّ مخلوقات الله تعالى دائماً تحت رعایته، وذلک یعنی أنّ فیض وجوده یصل کلّ لحظة إلى مخلوقاته، فإنّه سبحانه لم یخلقهم لیترکهم بدون رعایة، وفی الأصل فإنّ جمیع الممکنات مرتبطة دائماً بوجوده تعالى، وإذا ما فقدت تعلّقها بذاته المقدّسة لحظة واحدة فإنّها ستسلک طریق الفناء، إنّ الإنتباه وإدراک طبیعة هذه العلاقة القائمة والخلقة والأواصر الثابتة، هی أفضل دلیل على علم الله بأسرار جمیع الموجودات فی کلّ زمان ومکان.
الجواب التفصيلي:
یمکن الحصول على جواب هذا السؤال من خلال التمعن فی الآیة 14 من سورة «الملک» حیث یقول تعالى: (ألا یعلم من خلق وهو اللطیف الخبیر) ذکرت إحتمالات متعدّدة فی تفسیر عبارة: (ألا یعلم من خلق)فقال البعض: إنّ القصد منها هو أنّ الذی خلق القلوب یعلم ما تکنّ فیها من أسرار.
أو أنّ الربّ الذی خلق العباد هل یجهل أسرارهم.
أو أنّه تعالى الذی خلق عالم الوجود جمیعاً عارف ومطلع بجمیع أسراره، وعندئذ هل تکون أسرار الإنسان ـ الذی هو جزء من هذا العالم العظیم ـ خافیة على الله تعالى؟
ولإدراک هذه الحقیقة لابدّ من الالتفات إلى أنّ مخلوقات الله تعالى دائماً تحت رعایته، وذلک یعنی أنّ فیض وجوده یصل کلّ لحظة إلى مخلوقاته، فإنّه سبحانه لم یخلقهم لیترکهم بدون رعایة، وفی الأصل فإنّ جمیع الممکنات مرتبطة دائماً بوجوده تعالى، وإذا ما فقدت تعلّقها بذاته المقدّسة لحظة واحدة فإنّها ستسلک طریق الفناء، إنّ الإنتباه وإدراک طبیعة هذه العلاقة القائمة والخلقة والأواصر الثابتة، هی أفضل دلیل على علم الله بأسرار جمیع الموجودات فی کلّ زمان ومکان.
«اللطیف» مأخوذ فی الأصل من (اللطف) ویعنی کلّ موضوع دقیق وظریف، وکلّ حرکة سریعة وجسم لطیف، وبناءً على هذا فإنّ وصف الله تعالى بـ (اللطیف) إشارة إلى علمه عزّوجلّ بالأسرار الدقیقة للخلق، کما جاءت أحیاناً بمعنى خلق الأجسام اللطیفة والصغیرة والمجهریة وما فوق المجهریة.
إنّ جمیع ما ذکر سابقاً إشارة إلى أنّ الله اللطیف عارف ومطّلع على جمیع النوایا القلبیة الخفیة، وکذلک أحادیث السرّ، والأعمال القبیحة التی تنجز فی الخفاء والخلوة... فهو تعالى یعلم بها جمیعاً(1)
لا يوجد تعليق