الجواب الاجمالي:
یقول الله تعالى: (قل لو کان البحر مداداً لکلمات ربّی لنفد البحر قبل أن تنفد کلمات ربّی ولو جئنا بمثلهُ مدداً)
إنَّ العدد الذی یتضمّنه المثال القرآنی یحس بعظمته الجمیع سواء کانوا ریاضیین أو أمیین.
نعم، إنَّ علم الله تعالى هو أعلى وأوسع مِن هذا العدد.
علم غیر محدود ولا مُتناهی.
علم یشمل کلّ الوجود، سابقاً وحاضراً ومستقبلا، وهو یضم فی طیّاته کلّ الأسرار والحقائق
الجواب التفصيلي:
یمکن الحصول على جواب هذا السؤال من خلال التمعن فی فی الآیة 27 من سورة «لقمان»، یقول الله تعالى: (قل لو کان البحر مداداً لکلمات ربّی لنفد البحر قبل أن تنفد کلمات ربّی ولو جئنا بمثلهُ مدداً)
یقوم القرآن الکریم بتجسید العدد اللانهائی ویقرّب معنى العلم المطلق غیر المحدود لله تعالى، ویقرّب سعة عالم الوجود العظیم إلى أفکارنا. وقد استخدم القرآن فی ذلک توضیحاً بلیغاً للغایة، وذکر أرقاماً حیَّة وذات روح.
تُرى هل هناک أعداد حیَّة واُخرى میتة؟
نعم، ففی الریاضیات إذا وُضعت الأصفار إلى یمین العدد الصحیح فهی لا تعبِّر فی الواقع سوى عن أعداد میتة لا تستطیع أن تجسِّد عظمة شیء معیّن.
الأشخاص الذین یهتمّون بالقضایا الریاضیة والحسابیة یعرفون أنَّ العدد الواحد (کرقم واحد مثلا) لو وضع أمامهُ مِن الجهة الیمنى أصفاراً بطول کیلومتر واحد، فسیکون عدد عظیم جدّاً ومحیِّر ولا یمکن تصوّر عظمته، ولکن لمن؟ للاشخاص الریاضیین لا عامّة الناس الذین لا یستطیعون تصوّر العظمة فی هذا الرقم.
العدد الحی هو العدد الذی تنشغل أفکارنا به، ویجسِّد الحقائق کما هی ویملک روحاً ولساناً وعظمة.
والقرآن الکریم بدلا مِن أن یقول: إنَّ مخلوقات عالم الوجود تتجاوز فی کثرتها الرقم الذی تقع على یمینه مئات الکیلومترات مِن الأصفار، یقول: إذا تحوّلت جمیع الأشجار إلى أقلام، وکلّ البحار إلى مواد وحبر، فإنَّ الأقلام ستتکسر ومیاه البحار ستنتهی، ولا تنتهی أسرار ورموز وحقائق عالم الوجود، هذه الأسرار التی یحیط بها جمیعاً علم الله تعالى.
فکّروا جیّداً وتأملوا المقدار الذی یستطیع أن یکتبهُ القلم، ثمّ ما هو عدد الأقلام التی یمکن صناعتها مِن غصن واحد صغیر من شجرة معیّنة؟
ومعلوم أنّ باستطاعتنا صناعة آلاف بل حتى ملایین الأقلام مِن شجرة کبیرة عظیمة، ولنا أن نتصوّر کمیّة الاقلام التی یمکن صنعها مِن أشجار الأرض جمیعاً وغاباتها!
من الجهة الثّانیة لنا أن نتصوّر عدد الکلمات التی یمکن کتابتها مِن قطرة حبر واحدة، ثمّ علینا أن نتصوَّر ما نستطیع کتابته مِن حوض واحد، فبحیرة واحدة، فبحر واحد، فمحیط، ومِن ثمّ جمیع بحار الأرض ومحیطاتها!
إنَّ الحصیلة ـ بلا شک ـ ستکون رقماً عجیباً وخیالیاً!!
وتتوضّح عظمة المثال القرآنی إذا عرفنا أنَّ رقم (سبع) لیسَ للتحدید، بل هو إشارة للکثرة، ومعنى هذا الکلام أنّنا لو أضفنا لهذا العدد أضعافه مِن البحار، فإنَّ کلمات الله لا تنفد.
والآن لِنتصوّر الحیویة والروح الدافقة فی هذا العدد، والشاهد الحی الذی یبعث الیقظة فی روح الإنسان، ویشغل فکره ویجعلهُ یفکِّر فی آفاق اللانهایة!
إنَّ العدد الذی یتضمّنه المثال القرآنی یحس بعظمته الجمیع سواء کانوا ریاضیین أو أمیین.
نعم، إنَّ علم الله تعالى هو أعلى وأوسع مِن هذا العدد.
علم غیر محدود ولا مُتناهی.
علم یشمل کلّ الوجود، سابقاً وحاضراً ومستقبلا، وهو یضم فی طیّاته کلّ الأسرار والحقائق!(1)
لا يوجد تعليق