الجواب الاجمالي:
صحیح أنّ الجهاد والسعی هما مفتاح حلّ الکثیر من المشاکل، ولکن إغفال مسبب الأسباب والنظر إلى الأسباب فقط، واعتبار الکفاءة هی المؤثر الوحید یعد خطأً کبیراً حيث هناك ید قویّة اُخرى خلف عالم الاسباب تدیر الشؤون وفق .منهج محسوب وهي اليد الربانية
الجواب التفصيلي:
مع نظرة خاطفة الى حیاة الاشخاص الذین یحیطون بنا نقف على أن الکثیر من الأشخاص الکفوئین یعیشون حیاة المستضعفین والبسطاء، فی حین نرى أنّ الکثیر من الأشخاص غیر الکفوئین یعیشون أثریاء ومتنعمین من کلّ النواحی، فلو کان الظفر المادىّ کلّه یأتی عن طریق جهد وسعی الإنسان إضافة إلى کفاءته، لما کنّا نرى مثل هذه المشاهد. إذن فمن هنا یستدل على وجود ید قویّة اُخرى خلف عالم الاسباب تدیر الشؤون وفق منهج محسوب.
صحیح أنّه یجب على الإنسان أن یبذل الجهد والسعی فی حیاته، وصحیح أنّ الجهاد والسعی هما مفتاح حلّ الکثیر من المشاکل، ولکن إغفال مسبب الأسباب والنظر إلى الأسباب فقط، واعتبار الکفاءة هی المؤثر الوحید یعد خطأً کبیراً.
فإحدى أسرار إحاطة الفقر والحرمان بمجموعة من العلماء المقتدرین، وإحاطة الغنى بمجموعة من الجهلة غیر الأکفاء هو تنبیه لکلّ الناس التائهین فی عالم الأسباب بأن لا یعتمدوا فقط على قواهم الذاتیة، لذا تضیف الآیة (إنّ فی ذلک لآیات لقوم یؤمنون). الآیات التی وضّحها أمیر المؤمنین علیه السلام عندما قال: «عرفت الله بفسخ العزائم وحلّ العقود ونقض الهمم»(1).(2)
لا يوجد تعليق