الجواب الاجمالي:
إن الله سبحانه وتعالى إنّما یمتحن البعض بالفقر کما یمتحن البعض الآخر بالغنى
والثروة، وربّما یضع الله الإنسان وفی وقتین مختلفین فی بوتقة الامتحان: الغنى والفقر، وینظر هل یؤدّی الأمانة حال فقره ویتمتّع بمناعة الطبع ویلج مراتب الشکر اللائقة، أم أنّه یطأ کلّ ذلک بقدمه ویمرّ؟ وفی حال الغنى هل ینفق ممّا تفضّل الله به علیه، أم لا؟
الجواب التفصيلي:
یتضح جواب هذا السؤال من خلال التمعن فی الآیة 47 من سورة «یس»، یقول تعالى: (وإذا قیل لهم أنفقوا ممّا رزقکم الله قال الذین کفروا للذین آمنوا أنطعم من لو یشاء الله أطعمه إن أنتم إلاّ فی ضلال مبین).
ذلک المنطق الضعیف الذی یتمسّک به الأنانیون والبخلاء فی کلّ عصر وزمان ویقولون: إنّ فلاناً أصبح فقیراً بسبب عمل إرتکبه وأدّى به إلى الفقر، مثلما أنّنا أغنیاء بسبب عمل عملنا فشملنا لطف الله ورحمته، وعلیه فلیس فقره ولا غنانا کانا بلا حکمة. غافلین عن أنّ الدنیا إنّما هی دار امتحان وإبتلاء، والله سبحانه وتعالى إنّما یمتحن البعض بالفقر کما یمتحن البعض الآخر بالغنى والثروة، وربّما یضع الله الإنسان وفی وقتین مختلفین فی بوتقة الامتحان: الغنى والفقر، وینظر هل یؤدّی الأمانة حال فقره ویتمتّع بمناعة الطبع ویلج مراتب الشکر اللائقة، أم أنّه یطأ کلّ ذلک بقدمه ویمرّ؟ وفی حال الغنى هل ینفق ممّا تفضّل الله به علیه، أم لا؟
ورغم أنّ البعض قد حصر الآیة من حیث التطبیق فی مجموعة خاصّة کالیهود، أو المشرکین فی مکّة، أو جمیع الملاحدة الذین أنکروا الأدیان الإلهیّة، ولکن یبدو أنّ للآیة مفهوماً عامّاً یمکن أن تکون له مصادیق فی کلّ عصر وزمان، وإن کان مصداقها حین نزولها هم الیهود أو المشرکون فتلک ذریعة عامّة یتشبّثون بها على مرّ العصور، وهی قولهم: إذا کان الله هو الرازق إذاً لماذا تریدون منّا أن نعطی الفقراء من أموالنا؟ وإذا کان الله یرید أن یرى هؤلاء محرومین فلماذا تریدون منّا إغناء من أراد الله حرمانه؟ غافلین عن أنّ نظام التکوین قد یوجب شیئاً، ویوجب نظام التشریع شیئاً غیره.
فنظام التکوین ـ بإراة الله ـ أوجب أن تکون الأرض بجمیع مواهبها وعطایاها مسخّرة للبشر، وأن یعطى البشر حریّة إنتخاب الأعمال لطی طریق تکاملهم، وفی نفس الوقت خلق الغرائز التی تتنازع الإنسان من کلّ جانب.
ونظام التشریع أوجب قوانین خاصّة للسیطرة على الغرائز وتهذیب النفوس، وتربیة الإنسان عن طریق الإیثار والتضحیة والتسامح والإنفاق، وذلک الإنسان الذی لدیه الأهلیة والإستعداد لأن یکون خلیفة الله فی الأرض، إنّما یبلغ ذلک المقام الرفیع من هذا الطریق، فبالزکاة تطهر النفوس، وبالإنفاق ینتزع البخل من القلوب، ویتحقّق التکافؤ، وتقلّ الفواصل الطبقیة التی تفرز آلاف العلل والمفاسد فی المجتمعات.
وذلک تماماً کما یقول شخص: لماذا ندرس؟ أو لماذا نعلّم غیرنا؟ فلو شاء الله سبحانه وتعالى لأعطى العلم للجمیع، فلا تکون هنالک حاجة إلى التعلّم! فهل یقبل ذلک عاقل؟(1)،(2)
ذلک المنطق الضعیف الذی یتمسّک به الأنانیون والبخلاء فی کلّ عصر وزمان ویقولون: إنّ فلاناً أصبح فقیراً بسبب عمل إرتکبه وأدّى به إلى الفقر، مثلما أنّنا أغنیاء بسبب عمل عملنا فشملنا لطف الله ورحمته، وعلیه فلیس فقره ولا غنانا کانا بلا حکمة. غافلین عن أنّ الدنیا إنّما هی دار امتحان وإبتلاء، والله سبحانه وتعالى إنّما یمتحن البعض بالفقر کما یمتحن البعض الآخر بالغنى والثروة، وربّما یضع الله الإنسان وفی وقتین مختلفین فی بوتقة الامتحان: الغنى والفقر، وینظر هل یؤدّی الأمانة حال فقره ویتمتّع بمناعة الطبع ویلج مراتب الشکر اللائقة، أم أنّه یطأ کلّ ذلک بقدمه ویمرّ؟ وفی حال الغنى هل ینفق ممّا تفضّل الله به علیه، أم لا؟
ورغم أنّ البعض قد حصر الآیة من حیث التطبیق فی مجموعة خاصّة کالیهود، أو المشرکین فی مکّة، أو جمیع الملاحدة الذین أنکروا الأدیان الإلهیّة، ولکن یبدو أنّ للآیة مفهوماً عامّاً یمکن أن تکون له مصادیق فی کلّ عصر وزمان، وإن کان مصداقها حین نزولها هم الیهود أو المشرکون فتلک ذریعة عامّة یتشبّثون بها على مرّ العصور، وهی قولهم: إذا کان الله هو الرازق إذاً لماذا تریدون منّا أن نعطی الفقراء من أموالنا؟ وإذا کان الله یرید أن یرى هؤلاء محرومین فلماذا تریدون منّا إغناء من أراد الله حرمانه؟ غافلین عن أنّ نظام التکوین قد یوجب شیئاً، ویوجب نظام التشریع شیئاً غیره.
فنظام التکوین ـ بإراة الله ـ أوجب أن تکون الأرض بجمیع مواهبها وعطایاها مسخّرة للبشر، وأن یعطى البشر حریّة إنتخاب الأعمال لطی طریق تکاملهم، وفی نفس الوقت خلق الغرائز التی تتنازع الإنسان من کلّ جانب.
ونظام التشریع أوجب قوانین خاصّة للسیطرة على الغرائز وتهذیب النفوس، وتربیة الإنسان عن طریق الإیثار والتضحیة والتسامح والإنفاق، وذلک الإنسان الذی لدیه الأهلیة والإستعداد لأن یکون خلیفة الله فی الأرض، إنّما یبلغ ذلک المقام الرفیع من هذا الطریق، فبالزکاة تطهر النفوس، وبالإنفاق ینتزع البخل من القلوب، ویتحقّق التکافؤ، وتقلّ الفواصل الطبقیة التی تفرز آلاف العلل والمفاسد فی المجتمعات.
وذلک تماماً کما یقول شخص: لماذا ندرس؟ أو لماذا نعلّم غیرنا؟ فلو شاء الله سبحانه وتعالى لأعطى العلم للجمیع، فلا تکون هنالک حاجة إلى التعلّم! فهل یقبل ذلک عاقل؟(1)،(2)
لا يوجد تعليق