الجواب الاجمالي:
التفاوت بین دخل الأفراد ینبع من التفاوت بالإستعدادات، وهو من المواهب والنعم الإلهیّة، وإنْ أمکن أنْ یکون بعض ذلک اکتسابیاً، فالبعض الآخر غیر اکتسابی قطعاً. وحکمة وجود التفاوت فی الاستعدادات المستتبعة لهذا التفاوت قد ألزمتها ضرورة
حفظ النظام الاجتماعی، ولیکون التفاوت فی الإستعدادات دافعاً لتربیة وإنماء الإستعدادات المختلفة للأفراد.
الجواب التفصيلي:
ینبغی الإلتفات إلى الملاحظتین التالیتین:
1ـ إنّ الإختلاف الموجود بین البشر فی جانب الموارد المادیة یرتبط بالتباین الناشىء بین الناس جرّاء اختلاف استعدادتهم وقابلیتهم من واحد لآخر.
والتفاوت فی الإستعدادین الجسمی والروحی یستلزم الاختلاف فی مقدار ونوعیة الفعالیة الاقتصادیة للأفراد، ممّا یؤدّی إلى زیادة وارد بعض وقلّة وارد البعض الآخر.
ولا شکّ أنّ بعض الحوادث والاتفاقات لها دخل فی ثراء بعض الناس، إلاّ أنّه لا یمکن أن نعوّل علیها عند البحث لأنّها لیست أکثر من استثناء، أمّا الضابط فی أکثر الحالات فهو التفاوت الموجود فی کمیة وکیفیة السعی (ومن الطبیعی أنّ بحثنا یتناول المجتمع السلیم والبعید عن الظلم والإستغلال، ولا نقصد به تلک المجتمعات المنحرفة التی ترکت قوانین التکوین والنظام الإنسانی جانباً وانزلقت فی طرق الظلم والإستغلال).
وقد یساورنا التعجّب حینما نجد بعض الفاقدین لأىّ مؤهل أو استعداد یتمتعون برزق وافر وجیّد، ولکننا عندما نتجرّد عن الحکم من خلال الظواهر ونتوغّل فی أعماق ممیزات ذلک البعض جسمیاً ونفسیاً وأخلاقیاً، نجد أنّهم یتمتعون بنقاط قوّة أوصلتهم إلى ذلک (ونکرر القول بأنّ بحثنا ضمن إطار مجتمع سلیم خال من الإستغلال).
وعلى أیّة حال... فالتفاوت بین دخل الأفراد ینبع من التفاوت بالإستعدادات، وهو من المواهب والنعم الإلهیّة أیضاً، وإنْ أمکن أنْ یکون بعض ذلک اکتسابیاً، فالبعض الآخر غیر اکتسابی قطعاً. فإذنْ وجود التفاوت فی الأرزاق أمر غیر قابل للإنکار من الناحیة الاقتصادیة، ویتمّ ذلک حتى داخل المجتمعات السلیمة.. إلاّ إذا افترضنا وجود مجموعة أفراد کلّهم فی هیئة واحدة من حیث: الشکل، اللون، الإستعداد ولا یعتریهم أیَّ اختلاف! وإذا ما افترضنا حدوث ذلک فإنّه بدایة المشاکل والویلات!
2ـ لو نظرنا إلى بدن إنسان ما، أو إلى هیکل شجرة أو باقة ورد، فهل سنجد التساوی بین أجزاء کلّ منها ومن جمیع الجهات؟
وهل أنّ قدرة ومقاومة وإستعداد جذور الشجرة مساویة لقدرة ومقاومة وإستعداد أوراق الوردة الظریفة؟ وهل أنّ عظم قدم الإنسان لا یختلف عن شبکیة عینه؟
وَهل من الصواب أن نعتبر کلّ ذلک شیئاً واحداً؟!
ولو ترکنا الشعارات الکاذبة والفارغة من أیِّ معنى، وافترضنا تساوی الناس من جمیع النواحی، فنملأ الأرض بخمسة ملیارات من الأفراد ذوی: الشکل الواحد، الذوق الواحد، الفکر الواحد، بل والمتحدین فی کلّ شیء کعلبة السجائر.. فهل نستطیع أن نضمن أنّ حیاة هؤلاء ستکون جیّدة؟ ستکون الإجابة بالنفی قطعاً، وسیحرق الجمیع بنار التشابه المفرط والرتیب الکئیب، لأنّ الکلّ یتحرک فی جهة واحدة، والکلّ یرید شیئاً واحداً، ویحبّون غذاءاً واحداً، ولا یرغبون إلاّ بعمل واحد!
و من البدیهی أن حیاة کهذه ستکون سریعة الإنقراض، ولو افترض لها الدوام، فإنّها ستکون متعبة ورتیبة وفاقدة لکل روح. وبعبارة أشمل سوف لا یبعدها عن الموت بون شاسع.
وعلى هذا فحکمة وجود التفاوت فی الاستعدادات المستتبعة لهذا التفاوت قد ألزمتها ضرورة حفظ النظام الاجتماعی، ولیکون التفاوت فی الإستعدادات دافعاً لتربیة وإنماء الإستعدادات المختلفة للأفراد. ولا یمکن للشعارات الکاذبة أن تقف فی وجه هذه الحقیقة التی یفرضها الواقع الموضوعی أبداً(1)
1ـ إنّ الإختلاف الموجود بین البشر فی جانب الموارد المادیة یرتبط بالتباین الناشىء بین الناس جرّاء اختلاف استعدادتهم وقابلیتهم من واحد لآخر.
والتفاوت فی الإستعدادین الجسمی والروحی یستلزم الاختلاف فی مقدار ونوعیة الفعالیة الاقتصادیة للأفراد، ممّا یؤدّی إلى زیادة وارد بعض وقلّة وارد البعض الآخر.
ولا شکّ أنّ بعض الحوادث والاتفاقات لها دخل فی ثراء بعض الناس، إلاّ أنّه لا یمکن أن نعوّل علیها عند البحث لأنّها لیست أکثر من استثناء، أمّا الضابط فی أکثر الحالات فهو التفاوت الموجود فی کمیة وکیفیة السعی (ومن الطبیعی أنّ بحثنا یتناول المجتمع السلیم والبعید عن الظلم والإستغلال، ولا نقصد به تلک المجتمعات المنحرفة التی ترکت قوانین التکوین والنظام الإنسانی جانباً وانزلقت فی طرق الظلم والإستغلال).
وقد یساورنا التعجّب حینما نجد بعض الفاقدین لأىّ مؤهل أو استعداد یتمتعون برزق وافر وجیّد، ولکننا عندما نتجرّد عن الحکم من خلال الظواهر ونتوغّل فی أعماق ممیزات ذلک البعض جسمیاً ونفسیاً وأخلاقیاً، نجد أنّهم یتمتعون بنقاط قوّة أوصلتهم إلى ذلک (ونکرر القول بأنّ بحثنا ضمن إطار مجتمع سلیم خال من الإستغلال).
وعلى أیّة حال... فالتفاوت بین دخل الأفراد ینبع من التفاوت بالإستعدادات، وهو من المواهب والنعم الإلهیّة أیضاً، وإنْ أمکن أنْ یکون بعض ذلک اکتسابیاً، فالبعض الآخر غیر اکتسابی قطعاً. فإذنْ وجود التفاوت فی الأرزاق أمر غیر قابل للإنکار من الناحیة الاقتصادیة، ویتمّ ذلک حتى داخل المجتمعات السلیمة.. إلاّ إذا افترضنا وجود مجموعة أفراد کلّهم فی هیئة واحدة من حیث: الشکل، اللون، الإستعداد ولا یعتریهم أیَّ اختلاف! وإذا ما افترضنا حدوث ذلک فإنّه بدایة المشاکل والویلات!
2ـ لو نظرنا إلى بدن إنسان ما، أو إلى هیکل شجرة أو باقة ورد، فهل سنجد التساوی بین أجزاء کلّ منها ومن جمیع الجهات؟
وهل أنّ قدرة ومقاومة وإستعداد جذور الشجرة مساویة لقدرة ومقاومة وإستعداد أوراق الوردة الظریفة؟ وهل أنّ عظم قدم الإنسان لا یختلف عن شبکیة عینه؟
وَهل من الصواب أن نعتبر کلّ ذلک شیئاً واحداً؟!
ولو ترکنا الشعارات الکاذبة والفارغة من أیِّ معنى، وافترضنا تساوی الناس من جمیع النواحی، فنملأ الأرض بخمسة ملیارات من الأفراد ذوی: الشکل الواحد، الذوق الواحد، الفکر الواحد، بل والمتحدین فی کلّ شیء کعلبة السجائر.. فهل نستطیع أن نضمن أنّ حیاة هؤلاء ستکون جیّدة؟ ستکون الإجابة بالنفی قطعاً، وسیحرق الجمیع بنار التشابه المفرط والرتیب الکئیب، لأنّ الکلّ یتحرک فی جهة واحدة، والکلّ یرید شیئاً واحداً، ویحبّون غذاءاً واحداً، ولا یرغبون إلاّ بعمل واحد!
و من البدیهی أن حیاة کهذه ستکون سریعة الإنقراض، ولو افترض لها الدوام، فإنّها ستکون متعبة ورتیبة وفاقدة لکل روح. وبعبارة أشمل سوف لا یبعدها عن الموت بون شاسع.
وعلى هذا فحکمة وجود التفاوت فی الاستعدادات المستتبعة لهذا التفاوت قد ألزمتها ضرورة حفظ النظام الاجتماعی، ولیکون التفاوت فی الإستعدادات دافعاً لتربیة وإنماء الإستعدادات المختلفة للأفراد. ولا یمکن للشعارات الکاذبة أن تقف فی وجه هذه الحقیقة التی یفرضها الواقع الموضوعی أبداً(1)
لا يوجد تعليق