الجواب الاجمالي:
إن من شروط استجابة الدعاء تطهير القلب والروح والتوبة من الذنوب، أداء حق الناس، الجهاد المستمر ضد كل أنواع الفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العمل بالمواثيق الإلهية والعمل الصالح وأداء الأمانة والصلاح ، والعمل واللسعي الجاد فعن علی(علیه السلام): «الدَّاعِی بِلاَ عَمَل کَالرَّامِی بِلاَ وَتَر»
الجواب التفصيلي:
الروایات الإسلامیة تذکر شروطاً لاستجابة الدعاء منها:
1ـ ینبغی لمن یدعو أن یسعى أولا لتطهیر قلبه وروحه، وأن یتوب من الذنب، وأن یقتدی بحیاة قادة البشریة الإلهیین.
عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إیَّاکُمْ أَنْ یَسْأَلَ أَحَدُکُمْ رَبَّهُ شَیْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَالاْخِرَةِ حَتَّى یَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، وَالْمِدْحَةِ لَهُ وَالصَّلاَةِ عَلَى النَّبِّی وَآلِهِ، وَالاْعْتِرافِ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ الْمَسْأَلَة»(1).
2ـ أن یسعى الداعی إلى تطهیر أمواله من کل غصب وظلم، وأن لا یکون طعامه من حرام. عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُسْتَجَابَ دُعاؤُهُ فَلْیُطَیِّبْ مَطْعَمَهُ وَمَکْسَبَهُ»(2).
3ـ أن لا یفترق الدعاء عن الجهاد المستمرّ ضدّ کل ألوان الفساد، لأنّ الله لا یستجیب ممن ترک الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، عن النبی(صلى الله علیه وآله): «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْکَرِ، أَوْ لَیُسَلّطَنَّ اللهُ شَرَارَکُمْ عَلَى خِیَارِکُمْ فَیَدْعُو خِیَارُکُمْ فَلاَ یُسْتَجَابُ لَهُمْ»(3).
ترک هذه الفریضة الإلهیة (فریضة المراقبة الاجتماعیة) یؤدّی إلى خلوّ الساحة الاجتماعیة من الصالحین، وترکها للمفسدین، وعند ذاک لا أثر للدعاء، لأنّ هذا الوضع الفاسد نتیجة حتمیة لأعمال الإنسان نفسه.
4ـ العمل بالمواثیق الإلهیّة، الإیمان والعمل الصالح والأمانة والصلاح من شروط إستجابة الدعاء، فمن لم یف بعهده أمام بارئه لا ینبغی أن یتوقع من الله إستجابة دعائه.
جاء رجل إلى أمیر المؤمنین علی(علیه السلام)، وشکا له عدم استجابة دعائه، فقال الإمام:
«إنَّ قُلُوبَکُمْ خَانَتْ بِثَمـَانِ خِصَال:
أَوَّلُهَا: إنَّکُمْ عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ کَمَا أَوْجَبَ عَلَیْکُمْ، فَمَا أَغْنَتْ عَنْکُمْ مَعْرِفَتُکُمْ شَیئاً.
وَالثَانِیَةُ: إنَّکُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ، وَأَمَتُّمْ شَرِیعَتَهُ فَأَیْنَ ثَمَرَةُ إیَمانِکُمْ؟!
وَالثَّالِثَةُ: إنَّکُمْ قَرَأْتُمْ کِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَیْکُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ، وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ!
وَالرَّابِعَةُ: إنَّکُم قُلتُم تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ، وَأنْتُم فِی کُلِّ وَقت تَقدُمُونَ إلَیها بِمَعاصِیکُم فَأینَ خَوفُکُم؟!
وَالْخَامِسَةُ: إنَّکُمْ قُلْتُمْ تَرْغَبُونَ فی الْجَنَّةِ، وأَنْتُمْ فی کُلِّ وَقْت تَفْعَلُونَ مَا یُبَاعِدُکُمْ مِنْها فَأَیْنَ رَغْبَتُکُمْ فِیهَا؟
وَالسَّادِسَةُ: إنَّکُمْ أَکَلْتُمْ نِعْمَةَ الْمَوْلى فَلَمْ تَشْکُرُوا عَلَیْهَا!
وَالسَّابِعَةُ: إنَّ اللهَ أَمَرَکُمْ بِعَداوَةِ الشَّیْطَانِ، وَقَالَ: (إنَّ الشَّیطان لکم عدوٌّ فاتَّخذوه عدواً)(4)، فَعَادَیْتُمُوهُ بِلاَ قَوْل، وَوَالیـَمُوهُ بِلاَ مخَالَفَة.
وَالثَّامِنَةُ: إنَّکُمْ جَعَلْتُمْ عُیُوبَ النَّاسِ نَصْبَ أَعْیُنِکُمْ وَعُیْوبَکُمْ وَراءَ ظُهُورِکُمْ تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ بِالْلَوْمِ مِنْهُ فَأَیُّ دُعَاء یُسْتَجَابُ لَکُمْ مَعَ هَذا، وَقَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَکُمْ وَأَخْلِصُوا سَرَائِرَکُمْ وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَن الْمُنْکَرِ فَیَسْتَجِیبُ اللهُ لَکُمْ دُعَاءَکُمْ»(5).
هذا الحدیث یقول بصراحة: إنّ وعد الله باستجابة الدعاء وعد مشروط لا مطلق. مشروط بتنفیذ المواثیق الإلهیّة، وإنّ عمل الإنسان بهذه المواثیق الثمانیة المذکورة فله أن یتوقع استجابة الدعاء، وإلاّ فلا.
العمل بالاُمور الثمانیة المذکورة باعتبارها شروطاً لاستجابة الدعاء کاف لتربیة الإنسان ولاستثمار طاقاته على طریق مثمر بنّاء.
5ـ من الشروط الاُخرى لاستجابة الدعاء العمل والسعی، عن علی(علیه السلام): «الدَّاعِی بِلاَ عَمَل کَالرَّامِی بِلاَ وَتَر»(6).
الوتر بحرکته یدفع السهم نحو الهدف، وهکذا دور العمل فی الدعاء.
من مجموع شروط الدعاء المذکورة نفهم أنّ الدعاء لا یغنینا عن التوسل بالعوامل الطبیعیة، بل أکثر من ذلک یدفعنا إلى توفیر شروط إستجابة الدعاء فی أنفسنا، ویحدث بذلک تغییراً کبیراً فی حیاة الإنسان وتجدیداً لمسیرته، وإصلاحاً لنواقصه.
ألیس من الجهل أن یصف شخص الدعاء بهذا المنظار الإسلامی أنّه مخدّر؟!(7)
1ـ ینبغی لمن یدعو أن یسعى أولا لتطهیر قلبه وروحه، وأن یتوب من الذنب، وأن یقتدی بحیاة قادة البشریة الإلهیین.
عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إیَّاکُمْ أَنْ یَسْأَلَ أَحَدُکُمْ رَبَّهُ شَیْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَالاْخِرَةِ حَتَّى یَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، وَالْمِدْحَةِ لَهُ وَالصَّلاَةِ عَلَى النَّبِّی وَآلِهِ، وَالاْعْتِرافِ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ الْمَسْأَلَة»(1).
2ـ أن یسعى الداعی إلى تطهیر أمواله من کل غصب وظلم، وأن لا یکون طعامه من حرام. عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُسْتَجَابَ دُعاؤُهُ فَلْیُطَیِّبْ مَطْعَمَهُ وَمَکْسَبَهُ»(2).
3ـ أن لا یفترق الدعاء عن الجهاد المستمرّ ضدّ کل ألوان الفساد، لأنّ الله لا یستجیب ممن ترک الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، عن النبی(صلى الله علیه وآله): «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْکَرِ، أَوْ لَیُسَلّطَنَّ اللهُ شَرَارَکُمْ عَلَى خِیَارِکُمْ فَیَدْعُو خِیَارُکُمْ فَلاَ یُسْتَجَابُ لَهُمْ»(3).
ترک هذه الفریضة الإلهیة (فریضة المراقبة الاجتماعیة) یؤدّی إلى خلوّ الساحة الاجتماعیة من الصالحین، وترکها للمفسدین، وعند ذاک لا أثر للدعاء، لأنّ هذا الوضع الفاسد نتیجة حتمیة لأعمال الإنسان نفسه.
4ـ العمل بالمواثیق الإلهیّة، الإیمان والعمل الصالح والأمانة والصلاح من شروط إستجابة الدعاء، فمن لم یف بعهده أمام بارئه لا ینبغی أن یتوقع من الله إستجابة دعائه.
جاء رجل إلى أمیر المؤمنین علی(علیه السلام)، وشکا له عدم استجابة دعائه، فقال الإمام:
«إنَّ قُلُوبَکُمْ خَانَتْ بِثَمـَانِ خِصَال:
أَوَّلُهَا: إنَّکُمْ عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ کَمَا أَوْجَبَ عَلَیْکُمْ، فَمَا أَغْنَتْ عَنْکُمْ مَعْرِفَتُکُمْ شَیئاً.
وَالثَانِیَةُ: إنَّکُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ، وَأَمَتُّمْ شَرِیعَتَهُ فَأَیْنَ ثَمَرَةُ إیَمانِکُمْ؟!
وَالثَّالِثَةُ: إنَّکُمْ قَرَأْتُمْ کِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَیْکُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ، وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ!
وَالرَّابِعَةُ: إنَّکُم قُلتُم تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ، وَأنْتُم فِی کُلِّ وَقت تَقدُمُونَ إلَیها بِمَعاصِیکُم فَأینَ خَوفُکُم؟!
وَالْخَامِسَةُ: إنَّکُمْ قُلْتُمْ تَرْغَبُونَ فی الْجَنَّةِ، وأَنْتُمْ فی کُلِّ وَقْت تَفْعَلُونَ مَا یُبَاعِدُکُمْ مِنْها فَأَیْنَ رَغْبَتُکُمْ فِیهَا؟
وَالسَّادِسَةُ: إنَّکُمْ أَکَلْتُمْ نِعْمَةَ الْمَوْلى فَلَمْ تَشْکُرُوا عَلَیْهَا!
وَالسَّابِعَةُ: إنَّ اللهَ أَمَرَکُمْ بِعَداوَةِ الشَّیْطَانِ، وَقَالَ: (إنَّ الشَّیطان لکم عدوٌّ فاتَّخذوه عدواً)(4)، فَعَادَیْتُمُوهُ بِلاَ قَوْل، وَوَالیـَمُوهُ بِلاَ مخَالَفَة.
وَالثَّامِنَةُ: إنَّکُمْ جَعَلْتُمْ عُیُوبَ النَّاسِ نَصْبَ أَعْیُنِکُمْ وَعُیْوبَکُمْ وَراءَ ظُهُورِکُمْ تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ بِالْلَوْمِ مِنْهُ فَأَیُّ دُعَاء یُسْتَجَابُ لَکُمْ مَعَ هَذا، وَقَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَکُمْ وَأَخْلِصُوا سَرَائِرَکُمْ وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَن الْمُنْکَرِ فَیَسْتَجِیبُ اللهُ لَکُمْ دُعَاءَکُمْ»(5).
هذا الحدیث یقول بصراحة: إنّ وعد الله باستجابة الدعاء وعد مشروط لا مطلق. مشروط بتنفیذ المواثیق الإلهیّة، وإنّ عمل الإنسان بهذه المواثیق الثمانیة المذکورة فله أن یتوقع استجابة الدعاء، وإلاّ فلا.
العمل بالاُمور الثمانیة المذکورة باعتبارها شروطاً لاستجابة الدعاء کاف لتربیة الإنسان ولاستثمار طاقاته على طریق مثمر بنّاء.
5ـ من الشروط الاُخرى لاستجابة الدعاء العمل والسعی، عن علی(علیه السلام): «الدَّاعِی بِلاَ عَمَل کَالرَّامِی بِلاَ وَتَر»(6).
الوتر بحرکته یدفع السهم نحو الهدف، وهکذا دور العمل فی الدعاء.
من مجموع شروط الدعاء المذکورة نفهم أنّ الدعاء لا یغنینا عن التوسل بالعوامل الطبیعیة، بل أکثر من ذلک یدفعنا إلى توفیر شروط إستجابة الدعاء فی أنفسنا، ویحدث بذلک تغییراً کبیراً فی حیاة الإنسان وتجدیداً لمسیرته، وإصلاحاً لنواقصه.
ألیس من الجهل أن یصف شخص الدعاء بهذا المنظار الإسلامی أنّه مخدّر؟!(7)
لا يوجد تعليق