الجواب الاجمالي:
إنّه یعلم بأعمال العباد التی تعرج إلى السماء، والملائکة التی تقفل صاعدة إلى السماء بعد أداء تکالیفها، وبالشیاطین الذین یرتقون إلى السماء لاستراق السمع، وبفروع الأشجار التی تتطلّع برؤوسها إلى السماء، وبالأبخرة التی تتصاعد من البحار إلى أعالی السماء لتتکاثف مکونةً سحباً، وبالآهات التی تنطلق من قلب المظلوم متصاعدة إلى السماء ..
الجواب التفصيلي:
إن الله تعالی لإظهار علمه اللآمتناهی الى عباده یقول فی الآیة 2 من سورة «سبأ» (یعلم ما یلج فی الأرض وما یخرج منها).
نعم، فقد أحاط علماً بکلّ حبّة مطر وقطرة ماء تنفذ وتلج فی أعماق الأرض حتى إذا وصلت طبقة صلدة تجمّعت هناک وصارت ذخیرة للإنسان.
ویعلم بالبذور التی تنتقل على سطح الأرض بواسطة الریح أو الحشرات، لتنبت فی مکان ما وتصبح شجرة باسقة أو عشباً طریّاً.
یعلم بجذور الأشجار عند توغلها فی أعماق التربة بحثاً عن الماء والغذاء.
یعلم بالموجات الکهربائیة والغازات المختلفة، بذرّات الهواء التی تنفذ فی الأرض، یعلم بالکائنات الحیّة التی تشقّ طریقها فیها، ویعطیها الحیاة.
وکذلک، یعلم بالکنوز والدفائن وأجساد الموتى من الإنسان وغیره... نعم إنّه مطّلع على کلّ هذا.
وکذلک فهو عارف وعالم بالنباتات التی تخرج من الأرض، والناس الذین یبعثون منها، بالعیون التی تفور بالماء منها، بالغازات التی تتصاعد منها، بالبراکین التی تلوّح بجحیمها، بالحشرات التی تتّخذ أوکاراً فیها، وتخرج منها.
والخلاصة، فهو عالم بکلّ الموجودات التی تلج الأرض وتخرج منها أعمّ ممّا نعلمه أو ما لا نعلمه.
ثمّ یضیف قائلا: (وما ینزل من السماء وما یعرج فیها).
فهو یعلم بحبّات المطر، وبأشعّة الشمس التی تنثر الحیاة، بأمواج الوحی والشرائع السماویة العظیمة، وبالملائکة التی تهبط إلى الأرض لإبلاغ الرسالات أو أداء الأوامر الإلهیّة المختلفة، بالأشعة الکونیة التی تدخل جو الأرض من الفضاء الخارجی، بالشهب والذرّات المضطربة فی الفضاء والتی تهوی نحو الأرض، فهو تعالى محیط بهذا کلّه.
وکذلک فإنّه یعلم بأعمال العباد التی تعرج إلى السماء، والملائکة التی تقفل صاعدة إلى السماء بعد أداء تکالیفها، وبالشیاطین الذین یرتقون إلى السماء لاستراق السمع، وبفروع الأشجار التی تتطلّع برؤوسها إلى السماء، وبالأبخرة التی تتصاعد من البحار إلى أعالی السماء لتتکاثف مکونةً سحباً، وبالآهات التی تنطلق من قلب المظلوم متصاعدة إلى السماء ... نعم هو عالم بکلّ ذلک.
فهل هناک من مطّلع على کلّ ذلک غیره تعالى؟ وهل یمکن لعلوم جمیع العلماء مجتمعة أن تحیط ولو بجزء من هذه المعلومات؟
وفی ختام الآیة یضیف تعالى: (وهو الرحیم الغفور)(1)
لا يوجد تعليق