الجواب الاجمالي:
إنّ رزق کل أحد مقدّر وثابت، إلاّ أنّه مشروط بالسعی والجد، وإذا لم یتوفر الشرط لم یحصل المشروط. وأنّ أقل معرفة بالقرآن والأحادیث الإسلامیة تکفی فی بیان أنّ الإسلام یعدّ أساس أی استفادة مادیة ومعنویة للإنسان هو السعی والجد والمثابرة، حتى أنّنا نجد فی القرآن جملة بمثابة الشعار لهذا الموضوع، وهی الآیة الکریمة (لیس للإنسان إلاّ ماسعى)
الجواب التفصيلي:
یظنّ بعض الأفراد السذّج استناداً إلى الآیة آنفة الذکر، وإلى بعض الرّوایات التی تذکر أنّ الرزق مقدر ومعین، أنّه لا داعی للسعی من أجل الرزق والمعاش، فإنّه لابدّ من وصول الرزق، ویقول بکل بساطة: إنّ من خلق الأشداق قدّر لها الأرزاق.
إنّ سلوک مثل هؤلاء الأفراد الذین لاحظّ لهم من المعرفة الدینیة یعطی ذریعة إلى الأعداء حیث یدّعون أنّ الدین أحد عوامل الرکود الاقتصادی وتقبل الحرمان وإماتة النشاطات الإیجابیّة فی الحیاة، فیقول مثلا: إذا لم تکن الموهبة الفلانیة من نصیبی فإنّها لم تکن من رزقی قطعاً... فلو کانت من نصیبی لوصلتنی حتماً من دون تکلف عناء الکسب. وبهذا یستغل المستعمرون هذه الفرصة لیحرموا الکثیر من الخلق التمتع بأسباب الحیاة فی حین أنّ أقل معرفة بالقرآن والأحادیث الإسلامیة تکفی فی بیان أنّ الإسلام یعدّ أساس أی استفادة مادیة ومعنویة للإنسان هو السعی والجد والمثابرة، حتى أنّنا نجد فی القرآن جملة بمثابة الشعار لهذا الموضوع، وهی الآیة الکریمة (لیس للإنسان إلاّ ماسعى)(1)
وکان أئمّة المسلمین ـ ومن أجل أن یسنّوا للآخرین نهجاً یسیرون علیه ـ یعملون فی کثیر من المواقع أعمالا صعبة ومجهدة.
والأنبیاء السابقون ـ أیضاً ـ لم یُستثنوا من هذا القانون، فکانوا یعملون على الاکتساب، من رعی الأغنام إلى الخیاطة إلى نسج الدروع إلى الزراعة. فإذا کان مفهوم الرزق من الله أن نجلس فی البیت وننتظر الرزق، فما کان ینبغی للأنبیاء والأئمّة ـ الذین هم أعرف بالمفاهیم الدینیة ـ أن یسعوا هذا السعی إلى الرزق!
وعلى هذا نقول: إنّ رزق کل أحد مقدّر وثابت، إلاّ أنّه مشروط بالسعی والجد، وإذا لم یتوفر الشرط لم یحصل المشروط. وهذا کما نقول: إن لکلّ فرد أجلا ومدّة من العمر، ولکن من المسلم والطبیعیّ أن مفهوم هذا الکلام لا یعنی أنّ الإنسان حتى لو أقدم على الانتحار أو أضرب عن الطعام فإنّه سیبقى حیّاً إلى أجل معیّن !! إنّما مفهوم هذا الکلام أن للبدن إستعداداً للبقاء إلى مدّة معینة ولکن بشرط أن یراعی الظروف الصحیّة وأن یبتعد عن الأخطار، وأن یجنّب نفسه عمّا یکون سبباً فی تعجیل الموت(2)
لا يوجد تعليق