الجواب الاجمالي:
قال تعالى مخاطباً رسوله: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ. قال المفسرون في تفسير الآية أن المراد من (ولا تقف على قبره) هو قبر المنافق ولا تطلب الرحمة والمغفرة لهم لأنهم كفروا بالله ورسوله
من الآیة التی تنهى عن الوقوف على قبور المنافقین والتحیة علیهم وطلب الرحمة لهم یستفاد منها أن هذا العمل جائز للمؤمنین بل ان سیرة المسلمین وعمل رسول الله کانت قائمة على ذلک
الجواب التفصيلي:
من الآیة التی تنهى عن الوقوف على قبور المنافقین والتحیة علیهم وطلب الرحمة لهم یستفاد منها أن هذا العمل جائز للمؤمنین بل ان سیرة المسلمین وعمل رسول الله کانت قائمة على ذلک، لأن النبی لو لم یکن یقف على قبور المؤمنین ولا یحضر عند قبور المسلمین ولا یعمل أی عمل یصبح هذا النهی لغو ولیس له مفهوم صحیح.
الآیة المذکورة هی:
﴿وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ﴾.(1)
لا تصلی على أی أحد من المنافقین إن مات ولا تقف على قبورهم (لطلب الرحمة والمغفرة لهم) لأنهم کفروا بالله ورسوله وماتوا وهم على حال کانوا فیها فاسقین.
فی هذا المقطع الذی یقول: ﴿ولا تقم على قبره﴾ یستفاد منها ان الوقوف على قبر غیر المنافق عمل لائق وصحیح، وواضح ان الآیة لا تعنی الوقوف بما هو وقوف خالٍ عن أی عمل على القبر، لأنه لو وقف شخص مثلا على قبر منافق للتأنی أو للنظر إلى الأشکال الهندسیة لحجر القبر أو وقف مع رفیقه یتحدث أو یعترض علیه إذن فالمقصود لیس هذا الوقوف، بل المقصود الوقوف على القبر لأجل الإحترام وطلب الرحمة والمغفرة لصاحب القبر وهذا بنفسه دلیل على أن الوقوف على غیر قبر المنافق لا مانع منه، بل ان طلب الرحمة والمغفرة للمؤمنین أمر مطلوب ولائق.
والمقصود من لا تقم على قبره فسرها عدد کبیر من مفسری أهل السنة انها تدل على العموم وقالوا: لا تقم على قبره لا دفن أو للزیارة والدعاء؛ ولا تقف على قبر المنافق لدفنه أو زیارته أو الدعاء له"
مثل تفسیر ابن کثیر یقول:
"أمر الله تعالى رسوله صلى الله علیه وسلم أن یبرأ من المنافقین وأن لا یصلی على أحد منهم إذا مات وأن لا یقوم على قبره لیستغفر له أو یدعو له لانهم کفروا بالله ورسوله وماتوا علیه وهذا حکم عام فی کل من عرف نفاقه"(2)
وکذلک صفوة التفاسیر، الذی هو من التفاسیر المتأخرة لأهل السنة جاء:
"نهى عن الوقوف على قبر المنافق لأجل دفنه أو زیارته أو الدعاء له".(3)
الأمر الأهم الذی یفهم من کلمة المنافق التحلیل الذی جاء فی الآیة إذ تقول:
﴿إِنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ﴾(4)
لأنهم کفروا بالله والرسول وماتوا وهم على حال فسقهم ترکوا الدنیا.
العلة فی منع الوقوف على قبورهم أنهم کفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقین هذا التحلیل یقتضی ان المؤمنین والمسلمین لیسوا مشمولین للحکمین اللذین جاءا فی الآیة فی مجمع البیان جاء:
"وفی هذه الآیة دلالة علی أن القیام علی القبر للدعاء، عبادة مشروعة، ولولا ذلک لم یخص سبحانه بالنهی عنه الکافر"(5)
فی تفسیر ابن کثیر جاء:
"ولما نهى الله، عز وجل، عن الصلاة على المنافقین والقیام على قبورهم للاستغفار لهم، کان هذا الصنیعُ من أکبر القُرُبات فی حق المؤمنین، فشرع ذلک. وفی فعله الأجر الجزیل"(6)
لذا یُستفاد بوضوح من هذه الآیة انّ زیارة قبور المؤمنین وطلب الرحمة والمغفرة لهم أو فیه استحباب ورُغّب علیه(7)
لا يوجد تعليق