الجواب الاجمالي:
کما انّ تعظیم وإحترام الأنبیاء والصالحین والأولیاء أیام حیاتهم لا یعتبر شرک، بل انّه برأی الروایات والآیات ممدوح ومحبب کذلک بعد موتهم تعظیمهم وتکریمهم ممدوح وفیه فضله لأن عظمة هؤلاء لم تذهب أو تسقط بموتهم مالک فی مناظرة له مع منصور الدوانیقی فی حرم رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال: "إن حرمة النبی میّتاً کحرمته حیاً" احترام النبی بعد وفاته مثل إحترامه فی أیام حیاته
الجواب التفصيلي:
أولاً: تعظیم قبور الأنبیاء والأولیاء من مصادیق ومسائل تجلیل وتعظیم الشعائر الإلهیة: (یقول الله تعالى فی القرآن الکریم: ﴿وَمَنْ یُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾(1).
وکل من یعظم شعائر الله فحقیقةً هو تقی القلب ولا یوجد دلیل على التحریم بإستثناء تحریم بعض موارد التعظیم مثل: السجود على القبور والصلاة علیها وکل إحترام یؤتى به بقصد العبادة، لا مجرد الإحترام والمحبة الصرفة.
ثانیاً: لیس کل تعظیم وخضوع هو عبادة وتوجب الشرک أو أنها حرام، بل إنّ نوعاً مخصوصاً من التعظیم یحسب عبادة وهذا هو الخضوع والتعظیم فی قبال شخص یرى انّه إلهاً ویقول بألوهیته، وإلاّ فالتعظیم والإحترام أمام الأب والأم والعظماء، الأساتذة، قواد الجیش، والأمراء لیس عبادة ولا یوجب الکفر والشرک وعلى هذا الأساس فالإحترام فی قبال الذی عظمهُ الله مثل الأنبیاء والأولیاء والعلماء والصالحین لیس عبادة.
بل لأنّ الله عدّه عظیماً نحن کذلک نعظّمه إذن تعظیمنا وإحترامنا للأب والأم وأخوة الدین مثلاً على أساس انّ الله أمرنا باحترامهم وتعظیمهم فقال: ﴿وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما کَما رَبَّیانِی صَغِیراً﴾(2).
وکذلک التعظیم والإحترام للکعبة بإعتبار انّها بیت الله والمسجد الحرام، الرکن، المقام، الحجر الأسود، الصفا والمروة، منى والمشعر، عرفات، وأمثالها تعظم باعتبار انتسابها إلى الله وإذا کان تجلیل وتعظیم وإحترام قبور الأنبیاء والأولیاء شرک إذن تعظیم وإحترام هذه الأماکن أو هؤلاء الأفراد کذلک یکون شرکاً.
کما انّ تعظیم وإحترام الأنبیاء والصالحین والأولیاء أیام حیاتهم لا یعتبر شرک، بل انّه برأی الروایات والآیات ممدوح ومحبب کذلک بعد موتهم تعظیمهم وتکریمهم ممدوح وفیه فضله لأن عظمة هؤلاء لم تذهب أو تسقط بموتهم مالک فی مناظرة له مع منصور الدوانیقی فی حرم رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال: "إن حرمة النبی میّتاً کحرمته حیاً" احترام النبی بعد وفاته مثل إحترامه فی أیام حیاته(3).
وعلى مثل ما یقول الوهابیون:
"أن رتبة النبی (صلى الله علیه وآله) أعلى مراتب المخلوقین وأنه حی فی قبره حیاة برزخیة"(4)
وإذا کان الدین یعدّ التعظیم والتکریم عبادة وتوجب الشرک لما أمر بها الله أصلاً ولما قال انّها جزء من وظائف المسلمین وعلى هذا الأساس إحترام وتعظیم قبور الأنبیاء والصالحین لأنهم قد دفنوا فی ذلک الموضع لا یعد شرکاً أو عبادة لهم"(5)
لا يوجد تعليق