الجواب الاجمالي:
إنه حديث متواتر عن النبي(ص) أكثر من مائة صحابي وهذا أعلى وأعز ما يكون من الحديث المتواتر فإنه لم يرد حديث قال الحفاظ بتواتره ووصل إلى هذه الدرجة من هذا العدد الكبير من الصحابة الذين رووه عن مشاهدة ورؤية وحضور عند عودة النبي(ص) من حجة الوداع وقال في خطبته على رؤوس الآلاف من أصحابه عند غدير خم: (من كنت مولاه فعليّ مولاه) فلا يقول بعدم تواتر حديث الغدير إلاّ جاهل بليد لم يدر العلم ولم يخض في ميدانه أو منافق حاقد أبطن النفاق وأظهر الإسلام وسوى هذين لا يمكن لمن له عقل ونظر أن ينكر تواتره فضلاً عن صحته!!
الجواب التفصيلي:
حدیث الغدیر من أبرز الأحادیث النبویة وأکثرها شهرة، صرح بصحته بل بتواتره عدد کبیر من المحدثین والعلماء(1).
قال ابن کثیر: "وصدر الحدیث (من کنت مولاه فعلی مولاه) متواتر، أتیقن أن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قاله"(2).
وقال الذهبی فی رسالته:
حدیث "من کنت مولاه فعلی مولاه " مما تواتر، وأفاد القطع بأن الرسول ( صلى الله علیه وآله ) قاله، رواه الجم الغفیر والعدد الکثیر من طرق صحیحة، وحسنة، وضعیفة، ومطرحة. . . (3 ).
یبدو أن الکلام عن سند الحدیث وصحته هو من فضول الکلام، ومما لا جدوى من ورائه . لذلک کله سنکتفی بشهادات عدد من المحدثین، قبل أن نترک هذه النقطة إلى بعد آخر من أبعاد البحث :
ذکر الترمذی بعد أن نقل الحدیث فی "السنن": "هذا حدیث حسن صحیح"(4).
وعند ترجمة الذهبی لابن جریر الطبری، کتب :
" لما بلغه - ابن جریر - أن ابن أبی داود تکلم فی حدیث غدیر خم، عمل کتاب الفضائل، وتکلم على تصحیح الحدیث. قلت: رأیت مجلدا من طرق الحدیث لابن جریر، فاندهشت له ولکثرة تلک الطرق"(5) .
وکتب ابن حجر :
"وأما حدیث : من کنت مولاه فعلی مولاه، فقد أخرجه الترمذی والنسائی، وهو کثیر الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة فی کتاب مفرد، وکثیر من أسانیدها صحاح حسان"(6) .
أما کتاب ابن عقدة الموسوم ب"ـحدیث الولایة " فقد کان متداولا بین العلماء حتى القرن الهجری العاشر تقریبا، وعنه کتب السید ابن طاووس یقول:
"وقد روی فیه نص النبی صلوات الله علیه على مولانا علی (علیه السلام) بالولایة من مائة وخمس طرق"(7) (8).
ممن أتى على نقل الحدیث أیضا ابن عساکر؛ حیث ذکره فی مواضع عدة من مصنفه العظیم، ویکفیک أنه ذکر له عشرات الطرق فی موضع واحد فقط (9).
وعلى النهج ذاته مضى عدد کبیر من المحدثین والمفسرین والعلماء(10).
لا يوجد تعليق