الجواب الاجمالي:
التبرّك في مفهومه الاصطلاحي يراد به طلب البركة عن طريق أشياء أو معان ميّزها الله تعالى بمنازل ومقامات خاصة، وآثرها بعنايته على سواها. كما في مسّ يد النبي(ص) تيمّناً ببركتها، أو المسح على بعض آثاره الشريفة بعد وفاته.. وهذا هو المراد بالتبرّك، مدار البحث، وأيّاً كان فإن مصدره إنمّا هو البركة التي خصّ الله تعالى بها أشياء أو أشخاصاً دون آخرين.
ان الفیض الالهی ینال العباد فی بعض الحالات عن طرق غیر عادیة، وذلک فی الوقت الذی تتعلق الارادة الالهیة بقضاء حاجة الانسان المؤمن عن طریق التبرک بالنبی أو بآثاره المتبقیة عنه. وتؤکد هذه الحقیقة آیات القرآن الکریم والروایات الکثیرة. وبالاضافة الى الآیات والروایات فلیس هناک من مانع عقلی یمنع من تأثیر آثار الانبیاء والصالحین فی قضاء حاجات الناس
ان الفیض الالهی ینال العباد فی بعض الحالات عن طرق غیر عادیة، وذلک فی الوقت الذی تتعلق الارادة الالهیة بقضاء حاجة الانسان المؤمن عن طریق التبرک بالنبی أو بآثاره المتبقیة عنه. وتؤکد هذه الحقیقة آیات القرآن الکریم والروایات الکثیرة. وبالاضافة الى الآیات والروایات فلیس هناک من مانع عقلی یمنع من تأثیر آثار الانبیاء والصالحین فی قضاء حاجات الناس
الجواب التفصيلي:
التبرک فی اللغة، مشتقة من "البرکة" وبمعنى الزیادة فی النعمة. وفی الاصطلاح أن یتزوّد ویطلب الموحدون من خلال التبرک بالنبی الاکرم (صلى الله علیه وآله) وعباد الله الصالحین، والآثار المتبقیة عنهم زیادة النعمة وافاضة البرکة علیهم. ولا یعنی هذا أن یغلق طالب التبرک الطرق والاسباب الطبیعة للوصول الى مبتغاه، وانما فی الوقت الذی یعتمد فیه الطرق والأسباب الطبیعیة، یُبقی باب التبرک مفتوحاً، لیحصل على الفیض الالهی الذی ینزل عن هذا الطریق بالاضافة على ما یتلقاه عن طرق طبیعیة.
ومن المسلم به عدم وجود علاقة مادیة بین آثار الانبیاء والصالحین وبین ما یحصل علیه الانسان من خیرات عبر التبرک، ولکن کما قلنا سابقاً فان الفیض الالهی ینال العباد فی بعض الحالات عن طرق غیر عادیة، وذلک فی الوقت الذی تتعلق الارادة الالهیة بقضاء حاجة الانسان المؤمن عن طریق التبرک بالنبی أو بآثاره المتبقیة عنه. وتؤکد هذه الحقیقة آیات القرآن الکریم والروایات الکثیرة. وبالاضافة الى الآیات والروایات فلیس هناک من مانع عقلی یمنع من تأثیر آثار الانبیاء والصالحین فی قضاء حاجات الناس.
1. قمیص یوسف (علیه السلام) وارتداد یعقوب (علیه السلام) بصیراً عانى یعقوب النبی لفترة طویلة من فقدان ابنه العزیز یوسف (علیه السلام)، وقد بکى على فراقه ویصور القرآن الکریم تلک الواقعة ویقول: (وَابْیَضَّتْ عَیْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ کَظِیمٌ)(1).
وشاءت الارادة الالهیة أن یرتد یعقوب بصیراً بواسطة قمیص ابنه یوسف، وینقل الله تعالى على لسان یوسف قوله: (اذْهَبُوا بِقَمِیصِی هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِی یَأْتِ بَصِیراً)(2).
ومن المعلوم أن قمیص یوسف ذاک لم یکن مصنوعا إلا من القطن أو ما شابهه، ولکن الله سبحانه جعل فیه أثرا غیر عادی بحیث لما ألقی على وجه یعقوب الذی ابیضت عیناه من الحزن عاد بصیرا. وأشار القرآن الى هذه الحقیقة بصراحة حیث قال: (فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِیراً)(3)
2. تابوت السکینة لبنی اسرائیل إن موسى (علیه السلام) وضع فی أواخر عمره الشریف الألواح المقدسة - التی تحمل على ظهرها أحکام الله - ودرعه وأشیاء أخرى تخصه وأودع کل ذلک فی أواخر عمره لدى وصیه "یوشع بن نون".
وبهذا ازدادت أهمیة هذا الصندوق عند بنی إسرائیل. وإذا حضر (بنو إسرائیل) القتال قدموه بین أیدیهم یستفتحون به على عدوهم، وکانت الملائکة تحمله فوق العسکر وهم یقاتلون العدو فإذا سمعوا من التابوت صیحة استیقنوا بالنصر، فلما عصوا وفسدوا سلط الله علیهم العمالقة فغلبوهم على التابوت وسلبوه، فلما سألوا نبیهم البینة على ملک طالوت قال ذلک النبی: إن آیة ملکه أنکم تجدون التابوت فی داره.
وفي الإشارة إلى هذه الواقعة يقول سبحانه وتعالى: (وَقالَ لَهُمْ نَبِیُّهُمْ إِنَّ آیَةَ مُلْکِهِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ التّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمّا تَرَکَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِکَةُ إِنَّ فِی ذلِکَ لاَیَةً لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ)(4)
إن التمعن فی الآیة یبین إن القرآن الکریم ینقل على لسان النبی ان بنی اسرائیل کانت تتبرک بهذا الصندوق، وکان له من القیمة والشرافة حتى ان الملائکة کانت تحمله.
وهنا نسأل: إذا کان هذا العمل یتعارض مع أصول التوحید فکیف نقل النبی خبر الصندوق إلیهم على شکل بشارة؟
نکتفی هنا بهاتین الآتین. والتمعن فی هذه الآیات یوقفنا على أصل علمی وقرآنی واضح وهو إن الله تعالى یجری فیضه ومواهبه المادیة والمعنویة على عباده عن طریقین فتارة عن طریق الأسباب العادیة، من دون أن یکون هناک تفاوت بین الأمور المادیة والمعنویة، کما لو تعلقت الارادة الالهیة بهدایة البشر عن طرق عادیة، ولهذا السبب بعث الله الانبیاء مبشرین ومنذرین.
وفی الوقت نفسه قد تتعلق ارادة الله تعالى فی حالات أخرى بإجراء فیضه عن طریق أسباب غیر عادیة. ویعتبر التبرک من الطرق غیر الطبیعیة التی یقبل الانسان علیها لینال الفیض الالهی ونعمائه. وعلى ضوء ذلک کان المسلمون یتبرکون بآثار رسول الله (صلى الله علیه وآله) حیث یتبرکون بشعره وبفضل وضوئه وثیابه وآنیته ومس جسده الشریف ، إلى غیر ذلک من آثاره الشریفة التی رواها الأخیار عن الأخیار . فصار التبرک بها سنة الصحابة واقتدى آثارهم من نهج نهجهم من التابعین والصالحین(5)
ومن المسلم به عدم وجود علاقة مادیة بین آثار الانبیاء والصالحین وبین ما یحصل علیه الانسان من خیرات عبر التبرک، ولکن کما قلنا سابقاً فان الفیض الالهی ینال العباد فی بعض الحالات عن طرق غیر عادیة، وذلک فی الوقت الذی تتعلق الارادة الالهیة بقضاء حاجة الانسان المؤمن عن طریق التبرک بالنبی أو بآثاره المتبقیة عنه. وتؤکد هذه الحقیقة آیات القرآن الکریم والروایات الکثیرة. وبالاضافة الى الآیات والروایات فلیس هناک من مانع عقلی یمنع من تأثیر آثار الانبیاء والصالحین فی قضاء حاجات الناس.
1. قمیص یوسف (علیه السلام) وارتداد یعقوب (علیه السلام) بصیراً عانى یعقوب النبی لفترة طویلة من فقدان ابنه العزیز یوسف (علیه السلام)، وقد بکى على فراقه ویصور القرآن الکریم تلک الواقعة ویقول: (وَابْیَضَّتْ عَیْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ کَظِیمٌ)(1).
وشاءت الارادة الالهیة أن یرتد یعقوب بصیراً بواسطة قمیص ابنه یوسف، وینقل الله تعالى على لسان یوسف قوله: (اذْهَبُوا بِقَمِیصِی هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِی یَأْتِ بَصِیراً)(2).
ومن المعلوم أن قمیص یوسف ذاک لم یکن مصنوعا إلا من القطن أو ما شابهه، ولکن الله سبحانه جعل فیه أثرا غیر عادی بحیث لما ألقی على وجه یعقوب الذی ابیضت عیناه من الحزن عاد بصیرا. وأشار القرآن الى هذه الحقیقة بصراحة حیث قال: (فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِیراً)(3)
2. تابوت السکینة لبنی اسرائیل إن موسى (علیه السلام) وضع فی أواخر عمره الشریف الألواح المقدسة - التی تحمل على ظهرها أحکام الله - ودرعه وأشیاء أخرى تخصه وأودع کل ذلک فی أواخر عمره لدى وصیه "یوشع بن نون".
وبهذا ازدادت أهمیة هذا الصندوق عند بنی إسرائیل. وإذا حضر (بنو إسرائیل) القتال قدموه بین أیدیهم یستفتحون به على عدوهم، وکانت الملائکة تحمله فوق العسکر وهم یقاتلون العدو فإذا سمعوا من التابوت صیحة استیقنوا بالنصر، فلما عصوا وفسدوا سلط الله علیهم العمالقة فغلبوهم على التابوت وسلبوه، فلما سألوا نبیهم البینة على ملک طالوت قال ذلک النبی: إن آیة ملکه أنکم تجدون التابوت فی داره.
وفي الإشارة إلى هذه الواقعة يقول سبحانه وتعالى: (وَقالَ لَهُمْ نَبِیُّهُمْ إِنَّ آیَةَ مُلْکِهِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ التّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمّا تَرَکَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِکَةُ إِنَّ فِی ذلِکَ لاَیَةً لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ)(4)
إن التمعن فی الآیة یبین إن القرآن الکریم ینقل على لسان النبی ان بنی اسرائیل کانت تتبرک بهذا الصندوق، وکان له من القیمة والشرافة حتى ان الملائکة کانت تحمله.
وهنا نسأل: إذا کان هذا العمل یتعارض مع أصول التوحید فکیف نقل النبی خبر الصندوق إلیهم على شکل بشارة؟
نکتفی هنا بهاتین الآتین. والتمعن فی هذه الآیات یوقفنا على أصل علمی وقرآنی واضح وهو إن الله تعالى یجری فیضه ومواهبه المادیة والمعنویة على عباده عن طریقین فتارة عن طریق الأسباب العادیة، من دون أن یکون هناک تفاوت بین الأمور المادیة والمعنویة، کما لو تعلقت الارادة الالهیة بهدایة البشر عن طرق عادیة، ولهذا السبب بعث الله الانبیاء مبشرین ومنذرین.
وفی الوقت نفسه قد تتعلق ارادة الله تعالى فی حالات أخرى بإجراء فیضه عن طریق أسباب غیر عادیة. ویعتبر التبرک من الطرق غیر الطبیعیة التی یقبل الانسان علیها لینال الفیض الالهی ونعمائه. وعلى ضوء ذلک کان المسلمون یتبرکون بآثار رسول الله (صلى الله علیه وآله) حیث یتبرکون بشعره وبفضل وضوئه وثیابه وآنیته ومس جسده الشریف ، إلى غیر ذلک من آثاره الشریفة التی رواها الأخیار عن الأخیار . فصار التبرک بها سنة الصحابة واقتدى آثارهم من نهج نهجهم من التابعین والصالحین(5)
لا يوجد تعليق