الجواب الاجمالي:
إنّ الأحاديث الواردة في النهي عن البناء على القبور ناظر إلى عمل اليهود والنصارى، وأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وينهى المسلمين عن متابعتهم في ذلك .
وبما أنّ أهل الكتاب معروفون بالشرك وعبادة غير اللّه طيلة الأجيال والقرون، فاليهود هم الذين طلبوا من نبيهم أن يجعل إلهاً كما أنّ لغيرهم آلهة، وهم الذين عبدوا العجل، بل عبدوا بعد رحلة الكليم أرباباً وآلهة، فهم كأنهم مفطورون على الوثنية وعبادة البشر، فينصرف الحديث إلى عمل يلحق المسلم بهم، ولا يمكن أن يدّعى أنّ الحديث يعم ما إذا كان عمل اتخاذ القبور مساجد مجرّداً عن أىّ شرك، أو إذا كانت إقامة الصلاة عند قبورهم من باب التبرك بهم.
وبما أنّ أهل الكتاب معروفون بالشرك وعبادة غير اللّه طيلة الأجيال والقرون، فاليهود هم الذين طلبوا من نبيهم أن يجعل إلهاً كما أنّ لغيرهم آلهة، وهم الذين عبدوا العجل، بل عبدوا بعد رحلة الكليم أرباباً وآلهة، فهم كأنهم مفطورون على الوثنية وعبادة البشر، فينصرف الحديث إلى عمل يلحق المسلم بهم، ولا يمكن أن يدّعى أنّ الحديث يعم ما إذا كان عمل اتخاذ القبور مساجد مجرّداً عن أىّ شرك، أو إذا كانت إقامة الصلاة عند قبورهم من باب التبرك بهم.
الجواب التفصيلي:
إن بناء المساجد على القبور أو عندها والصلاة فیها مسألة فقهیة فرعیة لا تمت إلى العقائد بصلة. فالمرجع فی هذه المسائل هم أئمة المذاهب وفقهاء الدین یستنبطون حکمه من الکتاب والسنة، ولیس لنا تکفیر أو تفسیق واحد من الطرفین إذا قال بالجواز أو بعدمه، وکم من مسألة فقهیة اختلفت فیها آراء الفقهاء والمجتهدین، ونحن بدورنا نعرض المسألة على الکتاب والسنة لنستنبط حکمها من أوثق المصادر الفقهیة. الذکر الحکیم یشرح لنا کیفیة عثور الناس على قبور أصحاب الکهف وأنهم - بعد العثور - اختلفوا فی کیفیة تکریمهم وإحیاء ذکراهم والتبرک بهم على قولین: فمن قائل: یبنى على قبورهم بنیان لیخلد ذکراهم بین الناس. إلى قائل آخر: یبنى على قبورهم مسجدا یصلى فیه(1).
وقد حکى سبحانه کلا الاقتراحین من دون تندید بواحد منهما، قال سبحانه: (وکذلک أعثرنا علیهم لیعلموا أن وعد الله حق وإن الساعة لا ریب فیها إذ یتنازعون بینهم أمرهم فقالوا ابنوا علیهم بنیانا ربهم أعلم بهم قال الذین غلبوا على أمرهم لنتخذن علیهم مسجدا).
قال المفسرون: إن الاقتراح الأول کان لغیر المسلمین ویؤیده قولهم فی حق أصحاب الکهف: (ربهم أعلم بهم) وهو ینم عن اهتمام بالغ بحالهم ومکانتهم فحولوا أمرهم إلى ربهم.
وأما الاقتراح الثانی فنفس المضمون (اتخاذ قبورهم مسجدا) شاهد على أن المقترحین کانوا هم المؤمنین، وما اقترحوا ذلک إلا للتبرک بالمکان الذی دفنت فیه أجساد هؤلاء الموحدین.
والقرآن یذکر ذلک الاقتراح من دون أن یعقب علیه بنقد أورد وهو یدل على کونه مقبولا عند منزل الوحی(2)
وقد حکى سبحانه کلا الاقتراحین من دون تندید بواحد منهما، قال سبحانه: (وکذلک أعثرنا علیهم لیعلموا أن وعد الله حق وإن الساعة لا ریب فیها إذ یتنازعون بینهم أمرهم فقالوا ابنوا علیهم بنیانا ربهم أعلم بهم قال الذین غلبوا على أمرهم لنتخذن علیهم مسجدا).
قال المفسرون: إن الاقتراح الأول کان لغیر المسلمین ویؤیده قولهم فی حق أصحاب الکهف: (ربهم أعلم بهم) وهو ینم عن اهتمام بالغ بحالهم ومکانتهم فحولوا أمرهم إلى ربهم.
وأما الاقتراح الثانی فنفس المضمون (اتخاذ قبورهم مسجدا) شاهد على أن المقترحین کانوا هم المؤمنین، وما اقترحوا ذلک إلا للتبرک بالمکان الذی دفنت فیه أجساد هؤلاء الموحدین.
والقرآن یذکر ذلک الاقتراح من دون أن یعقب علیه بنقد أورد وهو یدل على کونه مقبولا عند منزل الوحی(2)
لا يوجد تعليق