الجواب الاجمالي:
للّه سبحانه في هذا العالم أسباب و علل لم يصل إليها البشر مع ما بذل من الجهود، ثمّ إنّ الاَسباب تنقسم إلى طبيعية ومادية وإلى غيبية وإلهية، أمّا الاَوّل فالنظام الكائن مبني على العلل والاَسباب الطبيعية وتأثير كلّ سبب طبيعي ومادي بإذن اللّه سبحانه، غير انّ المادي ينظر إلى هذه الاَسباب بنظرة استقلالية ولكن الاِلهي ينظر إليها نظرة تبعية قائمة باللّه سبحانه، موَثرة بإذنه، فذو القرنين يتمسك بالاَسباب الطبيعية في إيجاد السد أمام يأجوج ومأجوج ويستعين بالاَسباب ولا يراها مخالفاً للتوحيد: (آتُوني زُبَرَ الْحَديد حَتّى إِذا سَاوى بَيْنَ الصَّدَفَيْن قالَ انْفُخُوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُوني أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً* فَما اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً* قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبّي حَقّاً)، وهذا موسى الكليم استغاثه بعض شيعته فأجابه دون أن يخطر ببال أحد انّ الاستغاثة لا تجوز إلاّ باللّه: (... فَاستَغاثَهُ الَّذي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقضى عَلَيْهِ))
وما هذا إلاّ لاَنّ موسى وشيعته تعتقد بأنّ المغيث إنّما يغيث بقوة وإذن منه سبحانه، فلا مانع من طلب النجدة والاستغاثة والاستعانة من الاَحياء شريطة القيد المذكور
وما هذا إلاّ لاَنّ موسى وشيعته تعتقد بأنّ المغيث إنّما يغيث بقوة وإذن منه سبحانه، فلا مانع من طلب النجدة والاستغاثة والاستعانة من الاَحياء شريطة القيد المذكور
الجواب التفصيلي:
کما ان الموحد لا یعبد غیر الله ولا یستعین الا به. و لهذا نری ان الله تعالی عطف التوحید فی استعانته الی التوحید فی عبادته وامر المسلم ان یقول فی صلواته الیومیة (ایاک نعبد وایاک نستعین) والفصل بین هذین والقول بحرمة عبادة غیر الله وجواز الاستعانة بغیره تعالی یخالف القرآن. فالمسلم لا یعبد الا الله و لا یستعین الا به.
هذه من جهة. لکن العقلاء موحدین کانوا ام غیر ذلک والانبیاء و الاولیاء کلهم یستعینون بغیر الله فی حیاتهم الیومیة والله تعالی امرنا فی القرآن باستعانة غیره: (فاستعینوا بالصبر و الصلاة).
وقال تعالی فی ذکر ذی القرنین انه استعان من اهل ارض یأجوج ومأجوج: (وما مکننی فیه ربی خیر فاعینونی بقوة). وامر المسلمین بأن اذا استعانهم احد علیهم نصره (وان استنصروکم فی الدین فعلیکم النصر).
فما هو التکلیف؟ فمن جهة اکد القرآن بأن الاستعانة من الله تعالی وحده و من جهة اخری یأمر بالاستعانة من غیره. فیجب التحقیق فی الاستعانة التی هی لله وحده و تعیین الفرق بینه و بین الاستعانة من الغیر الذی هو محور اساسی من محاور الحیاة فلنوضح.
ان الاستعانة بالله یتصور علی قسمین:
اولها ان نستعین بشیء مع الاعتقاد بأن فاعلیته مستندة بالله تعالی و أنه یمکنه العون و حل المشاکل باذن الله و بالقدرة التی اعطاها الله تعالی ایاه.
هذه الاستعانة لیست منفصلة عن الاستعانة بالله لأنها تحمل اعترافا ضمنیا بأن الله هو الذی اعطی هذه القدرة له و إن اراد اخذه منه. الزارع الذی یستعین من الماء و الشمس و الارض فی زرعه فی الحقیقة یستعین بالله الذی اعطی قدرة النمو الی البذرة.
ثانیها الاستعانة بالغیر، آدمیا کان ام غیر آدمی، مع الاعتقاد بأنه مؤثر مستقلا عن الله تعالی. لاشک ان هذه الاستعانة تعتبر عبادة و هی شرک بالله. فالزارع اذا اعتقد ان للارض او الشمس او الماء قدرة مستقلة فی الوجود او الاثر او العمل فهو مشرک.
ظهر من هذا القصد من الاستعانة فی الآیات المذکورة فالاول یدل علی ان الاستعانة من الله وحده ولا شریک و لا ناصر له فی ذلک. و الثانی یدلنا الی اشیاء معینة مع الله فانها ناصرة مع الله. فإذا عرفنا المقصود من الآیات لایحصل تعارض بینهما. فالایات التی تحصر الاستعانة بالله تعالی تدل ان لامؤثر مستقل فی الوجود الا الله. الآیات التی تجوز الاستعانة من غیر الله ناظرة الی ما هو فی وجوده و فعله محتاج الی اللخ و کل ما یفعل هو بإذن الله و قدرته تعالی و ان لم یعطه الله القدرة لم یکن له قدرة علی شیء.
ففی کل الاحوال المستعان الحقیقی هو الله تعالی و لایجوز الاستعانة من الغیر بصفته معینا مستقلا عن الله فالاستعانة من الله وحده. لکن هذا لایعارض الاستعانة من غیرالله مع الاعتقاد بأن استعانته مستندة الی الله تعالی لابنحو استقلالی لأنه:
اولا الاستعانة بالله غیر الاستعانة بغیر الله فالاستعانة بالله تعالی هو مع الاعتقاد بأنه بنفسه یمکنه استعانتنا من دون الاستعانة من غیره. و کون الاستعانة من النحو الاول لله تعالی لا یدل علی کون الثانیة ایضا له تعالی.
ثانیا هذه الاستعانة لیست منفصلة عن الاستعانة بالله بل هی هی و لا سبیل للموحد الا ذلک.
هذه من جهة. لکن العقلاء موحدین کانوا ام غیر ذلک والانبیاء و الاولیاء کلهم یستعینون بغیر الله فی حیاتهم الیومیة والله تعالی امرنا فی القرآن باستعانة غیره: (فاستعینوا بالصبر و الصلاة).
وقال تعالی فی ذکر ذی القرنین انه استعان من اهل ارض یأجوج ومأجوج: (وما مکننی فیه ربی خیر فاعینونی بقوة). وامر المسلمین بأن اذا استعانهم احد علیهم نصره (وان استنصروکم فی الدین فعلیکم النصر).
فما هو التکلیف؟ فمن جهة اکد القرآن بأن الاستعانة من الله تعالی وحده و من جهة اخری یأمر بالاستعانة من غیره. فیجب التحقیق فی الاستعانة التی هی لله وحده و تعیین الفرق بینه و بین الاستعانة من الغیر الذی هو محور اساسی من محاور الحیاة فلنوضح.
ان الاستعانة بالله یتصور علی قسمین:
اولها ان نستعین بشیء مع الاعتقاد بأن فاعلیته مستندة بالله تعالی و أنه یمکنه العون و حل المشاکل باذن الله و بالقدرة التی اعطاها الله تعالی ایاه.
هذه الاستعانة لیست منفصلة عن الاستعانة بالله لأنها تحمل اعترافا ضمنیا بأن الله هو الذی اعطی هذه القدرة له و إن اراد اخذه منه. الزارع الذی یستعین من الماء و الشمس و الارض فی زرعه فی الحقیقة یستعین بالله الذی اعطی قدرة النمو الی البذرة.
ثانیها الاستعانة بالغیر، آدمیا کان ام غیر آدمی، مع الاعتقاد بأنه مؤثر مستقلا عن الله تعالی. لاشک ان هذه الاستعانة تعتبر عبادة و هی شرک بالله. فالزارع اذا اعتقد ان للارض او الشمس او الماء قدرة مستقلة فی الوجود او الاثر او العمل فهو مشرک.
ظهر من هذا القصد من الاستعانة فی الآیات المذکورة فالاول یدل علی ان الاستعانة من الله وحده ولا شریک و لا ناصر له فی ذلک. و الثانی یدلنا الی اشیاء معینة مع الله فانها ناصرة مع الله. فإذا عرفنا المقصود من الآیات لایحصل تعارض بینهما. فالایات التی تحصر الاستعانة بالله تعالی تدل ان لامؤثر مستقل فی الوجود الا الله. الآیات التی تجوز الاستعانة من غیر الله ناظرة الی ما هو فی وجوده و فعله محتاج الی اللخ و کل ما یفعل هو بإذن الله و قدرته تعالی و ان لم یعطه الله القدرة لم یکن له قدرة علی شیء.
ففی کل الاحوال المستعان الحقیقی هو الله تعالی و لایجوز الاستعانة من الغیر بصفته معینا مستقلا عن الله فالاستعانة من الله وحده. لکن هذا لایعارض الاستعانة من غیرالله مع الاعتقاد بأن استعانته مستندة الی الله تعالی لابنحو استقلالی لأنه:
اولا الاستعانة بالله غیر الاستعانة بغیر الله فالاستعانة بالله تعالی هو مع الاعتقاد بأنه بنفسه یمکنه استعانتنا من دون الاستعانة من غیره. و کون الاستعانة من النحو الاول لله تعالی لا یدل علی کون الثانیة ایضا له تعالی.
ثانیا هذه الاستعانة لیست منفصلة عن الاستعانة بالله بل هی هی و لا سبیل للموحد الا ذلک.
لا يوجد تعليق