الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
إنّ اللَّه سبحانه نهى نبیّه عن الوقوف على قبور المشرکین و الصلاة علیهم إذ قال:« وَ لاتُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِه» (التوبة- 84).
فالآیة الکریمة تنهى عن الوقوف على قبر المنافق و المشرک والصلاة علیه کما تدل عن طریق المفهوم؛ على أنّ القیام عند قبور المؤمنین و الدعاء لهم، والصلاة علیهم کان من سیرة النبی صلى الله علیه و آله و سلم؛ و لیس المراد بالقیام هو خصوص القیام عند الدفن حتى لایشمل القیام للزیارة لعدم الدلیل على التقیید، واللفظ مطلق.
و لأنّ المعنى بحکم واو العطف: لاتقم على قبره أبداً یعنی فی جمیع الأزمان فیشمل ما بعد الدفن أیضاً، کما إذا قیل: ما جاءنی زید قط ولا عمرو، أو قیل: لاتطعم زیداً أبداً و لا تسقه و هذا واضح.
و لعلّه لما فسّره جلال الدین السیوطی فی «تفسیر الجلالین» بقوله «لدفن» أو «لزیارة». لأنّه ذهب إلى الإطلاق فی تفسیره حیث قال: و لا تقم على قبره لدفن أو زیارة[1]
والمراد من الصلاة لیس خصوص صلاة المیت، إذ لو أُرید ذلک لم یکن وجه لقوله «أبداً» ضرورة أنّ الصلاة على المیت تجب مرة واحدة، و لا تتکرر حتى یقول أبداً، و لیس المراد إفادة الاستغراق الافرادی وبیان شمول الحکم لجمیع أفراد المنافقین، لسبق الدلالة على ذلک بقوله «على أحد منهم» و لأنّ ظاهر لفظ «أبداً» هو بیان استمرار الحکم فی الأزمان، لا الاستغراق فی الافراد. قال تعالى: « وَلا أنْ تَنْکِحُوا أزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أبَداً ..» (الأحزاب- 53)
یعنی و لو بعد عشر سنین أو عشرین سنة، إلى آخر الأبد؛ فدلّ على أنّ المراد بالصلاة، مطلق طلب الرحمة الذی یکرر فی مدة العمر لا خصوص صلاة المیت، نعم هی أیضاً داخلة فی عموم الآیة و هو واضح.
فإذا کان ذلک من سیرة النبی صلى الله علیه و آله و سلم؛ بدلالة القرآن فکیف یکون بدعة؟ بل یکون حینئذ سنّة،
و قال تعالى: «لَقَدْ کانَ لَکُمْ فی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة» (الأحزاب- 21).
و قال: «قُلْ إنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعونی یُحْبِبْکُمُ اللَّه» (آل عمران- 31).
فإذا استحبت زیارة قبر المؤمن- أعنی القیام عند قبره- لسیرة النبی فکیف بقبر النبی (ص) و قبور الأئمة علیهم السلام وهم أرکان الدین و رؤساء المؤمنین و أکملهم و أفضلهم و سادتهم أجمعین[2]
لا يوجد تعليق