وقد ورد فی کثیر من کلمات الأعاظم کالمحقّق الحلّی فی «شرائع الإسلام»(1)، والعلاّمة فی «المنتهى»(2) أنهم ینبغی على الحجّاج جمع سبعین حصاة للرمی من داخل منطقة الحرم (سواءً کانت هی المشعر الحرام أو منى) ویرمون سبعة منها فی الیوم الأوّل على جمرة العقبة، ویرمون فی الیوم الثانی 21 حصاة للجمار الثلاثة کلّها، و 21 حصاة للیوم الثانی و 21 حصاة للیوم الثالث (فیما لو بقوا ثلاثة أیّام فی منى) بحیث یکون المجموع سبعین حصاة صغیرة.
ولم یقل أحدٌ إلاّ القلیل بأنّ على الحجاج أن یحملوا معهم أکثر من هذا
المقدار، وهذا یدلّ على أن رمی الجمرات کان سهل جدّاً بحیث یندر احتمال عدم اصابة الهدف، فإذا قلنا بأنّ الجمرة هی مجتمع الحصى فسیکون رمیها میسوراً، ولکن إذا قلنا أن محل الرمی هو الأعمدة المنصوبة ویتم الرمی فی ذلک الزحام الشدید فمن الواضح أنّ الحاج یحتاج إلى أکثر من هذا المقدار من الحصى لأنّ احتمال عدم الإصابة کبیر جدّاً، وهذه قرینة اُخرى على المطلوب.