3 ـ التمسّک بروایات جمرة العقبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
جمرات بین الماضى والحاضر
2 ـ التمسّک بالاستصحاب القهقهری4 ـ التمسّک ببعض القرائن

وقد ذهب البعض إلى أنّ هناک عدّة روایات تقول: «فارمها من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها»(1).

والتعبیر بکلمة (وجه) دلیل على وجود عمود هناک فی موقع الجمرة.

الجواب : یتّضح الجواب على هذا الدلیل بملاحظة هذه الحقیقة، وکذلک یتّضح الجواب أیضاً على الأسئلة والإشکالات الاُخرى فی مورد جمرة العقبة، وهی :

إن جمرة العقبة تقع فی منحدر شدید، وأحد طرفیه أعلى والثانی أسفل منه بحیث إنّه ورد التعبیر فی بعض الروایات عن هذا المکان بـ (الوادی).

وقد جاء فی الروایات الشریفة أنّ النبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله) کان یقف إلى أسفل الوادی ویرمی الجمرة وقد نهى عن الوقوف عند طرفها الأعلى، بل یستفاد أیضاً من الرّوایات الشریفة أنه قد بنی هناک جداراً لکیلا یتوجه الناس إلى الطرف الأعلى ثمّ بنی بعد ذلک مسجداً هناک لکی یوصد الطریق على من یرید الذهاب إلى أعلى ذلک المحل (ولعلّ الحکمة فی ذلک أنّه لو وقف بعض الناس إلى الجهة العلیا والبعض الآخر عند الجهة السفلى ورموا الجمرة فیحتمل أن تصیب بعض الأحجار الأشخاص الواقفین فی الطرف الأسفل).

وعلى أیة حال فإنّ الشخص الذی یقف إلى الجهة السفلى تکون الجمرة (أی محل اجتماع الحصى) فی مقابله، ومن هنا کان التعبیر بکلمة (وجه)، وکذلک فإنّ التعبیر بقوله (من أعلاها) مفهومه أنّهم یصعدون إلى أعلى المحل ویرمون الجمرة من هناک.

ومن هنا تتضح نکتة اُخرى قد یتعجب منها البعض، وهی أن المرحوم العلاّمة الحلّی ذکر فی «المنتهى »:

«عن الجمهور ان عمر جاء والزحام عند الجمرة فصعد فرماها من فوقها»(2).

حیث کان تعجبهم انه لابدّ من وجود عمود هناک وأنّ عمر صعد إلى أعلى العمود وأخذ یرمی أسفله فی حین أن معنى الحدیث هو أنّه: «نظراً إلى أن أسفل الجمرة (إلى جانب الوادی) کان الزحام شدیداً، فلذلک توجه عمر إلى أعلى ذلک المکان وأخذ یرمی الجمرة منه، أی یرمی بالأحجار على مرکز اجتماع الحصى فی حین أنّ الحکم الشرعی یقتضی أن یقف إلى الأسفل ویواجه الجمرة من هناک».

وأمّا ما یتصور البعض أنّ مفهومها هو أن عمر وقف على العمود وأخذ یرمی بالأحجار من هناک فإنّه وبقلیل من التأمل والدقة یتبین لنا أن أی عاقل لا یرتکب مثل هذا العمل.

لأنه على فرض أن الزحام کان شدیداً حول الجمرة (وفرضنا أن الجمرة هی العمود) وکان الناس یرمون ذلک العمود باستمرار وحینما یتوجه شخص إلى ذلک العمود ویرید أن یصعد علیه ویرمی سبع حصیات هناک ثمّ ینزل ویعود إلى مکانه، فمن المعلوم أن مثل هذا الشخص سیتعرض لاصابات وجروح کثیرة فی بدنه، فأی عاقل یاترى یسمح لنفسه بارتکاب مثل هذا العمل الخطیر ؟

وبدیهی أن الواقعة لم تکن کذلک، بل ان عمر ولأجل أن یتخلص من شدّة الزحام توجه إلى أعلى المکان وأخذ یرمی أحجاره من هناک على الجمرة، أی مجتمع الحصى حیث یکون مثل هذا العمل مریح ویسیر جداً.


1. الوسائل ، ج10، من أبواب «رمی جمرة العقبة»، الباب 3 ، ح 1.
2. المنتهى ، ج 2، ص 732.
2 ـ التمسّک بالاستصحاب القهقهری4 ـ التمسّک ببعض القرائن
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma