7 ـ التمسّک ببعض کتب التاریخ وأقوال المؤرّخین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
جمرات بین الماضى والحاضر
5 ـ إذا کان المراد من الجمرة هو الأرض فهی الأرض أسفل العمودالأعمدة علامة لا محل الرمی

وقد تحدّث معی أحد علماء الحوزة وقال وهو یشیر إلى أقدم تواریخ مکّة : حیث یذکر فی هذا الکتاب أنه نزل مطر کثیر فی مکّة ومنى فی أحد سنوات القرن الثالث للهجرة، وحمل معه (جمرة العقبة) ثمّ إنّهم أعادوا الجمرة إلى مکانها.

فلابدّ أن یکون هناک عمود قد جرفه السیل من هناک ثمّ إنّ الناس أعادوه إلى مکانه وأقاموه فیه.

أبو الولید الأزرقی أحد مؤرّخی القرن الثالث ذکر فی کتاب «أخبار مکّة» الّذی یعتبر من أقدم کتب التاریخ یقول :

«إنّ امطار الخریف قد کثرت وتواتر بمکّة ومنى فی هذا العام (عام 240) فهدمت منازل کثیرة وإنّ السیل هدم من دار الامارة بمنى وما فیها... وهدم العقبة المعروفة بجمرة العقبة... واحکم (إسحاق والی مکّة) العقبة وجدرانها واصلح الطریق التی سلکها رسول الله(صلى الله علیه وآله) من منى إلى الشعب... وکانت هذه الطریق قد عفت ودرست فکانت الجمرة زایلة عن موضعها أزالها جهّال الناس برمیهم الحصى وغفل عنها حتّى ازیحت عن موضعها شیئاً یسیراً منها من فوقها فردّها إلى موضعها الذی لم تنزل علیه وبنى من ورائه جداراً أعلاه علیها ومسجداً متّصلاً بذلک الجدار لئلاّ یصل إلیها من یرید الرمی من أعلاها وإنّما السنّة لمن أراد الرمی أن یقف من تحتها من بطن الوادی»(1).

الجواب : عندما نراجع المصدر الأصلی لهذه العبارة، أی کتاب أخبار مکّة للأزرقی سوف نرى أن الموضوع شیء آخر، ولکن البعض لعلّه أراد أن یقول إنّ السیل قد نزل فی مکّة ومنى وأخذ معه الجمرة وقد أعادها والی مکّة إلى محلها الأصلی (وعلیه فلابدّ من القول من وجود عمود هناک قد جرفه السیل معه ثمّ اُعید إلى مکانه).

فی حین أننا عندما نراجع ذلک الکتاب نرى أن بین قصة حدوث السیل فی مکّة ومنى وبین مسألة تغییر مکان الجمرة هناک ثلاثة صفحات ونصف فاصلة بینها، إنّ مؤلف کتاب أخبار مکّة بعد أن یذکر قصة السیل المذکور یتطرق إلى مسائل اُخرى ویذکر حادثة محو مسیر رسول الله(صلى الله علیه وآله)باتجاه الجمرة على أثر مرور الزمان ثمّ یستعرض انتقال الجمرة من مکانها بسبب عمل الجُهّال.

والملفت للنظر أن تغییر محل الجمرة (وبمقدار قلیل) کان بسبب عمل بعض الجُهّال فی رمیهم للجمرة.

ونلاحظ أیضاً أنّ المؤلف لذلک الکتاب یقول : «کانت الجمرة زایلة عن موضعها ازالها جُهّال الناس برمیهم الحصى».

وبدیهی أنّ العمود الحجری لا یمکن أن یتحرّک وینتقل من مکانه بسبب رمی الجُهّال للحصى، بل إنّ الجمرة هنا بمعنى (مجتمع الحصى) الذی تغیر مکانه بسبب غفلة الناس فی عملیة الرمی (فتدبر).

ومع ملاحظة أن کتاب تاریخ مکّة للأزرقی یعد من أقدم الکتب فی تاریخ مکّة حیث تم تألیفه فی النصف الأوّل من القرن الثالث للهجرة، أی فی زمن المعصومین(علیهم السلام) فإنّه یعتبر دلیل واضحاً على هذا المدّعى وأنّه لم یکن هناک عمود فی ذلک الزمان والجمرة کانت تعنی (مجتمع الحصى) فقط حیث تغیر موضعها برمی الجُهّال بدون دقة.

أمّا الجدار الذی بنی خلفها وثمّ بنی مسجد فوق ذلک المکان فهو بسبب أن عملیة الرمی ینبغی أن تتم من الطرف الأسفل للوادی (بعنوان مستحب لا واجب) لا أن یتم الرمی من أعلى المنخفض کما تقدّم سابقاً.

والملاحظة الاُخرى الملفتة للنظر أنّ المؤلف المذکور أی (الأزرقی) یذکر فی کتابه هذا «أخبار مکّة» حدیثاً عن ابن عبّاس الصحابی المعروف حیث یقول :

«قال عطاء سألت ابن عبّاس فقلت : یابن عبّاس إنّی توسّطتُ الجمرة فرمیت بین یدیّ ومن خلفی وعن یمینی وعن شمالی فوالله ما وجدت له مسّاً، فقال ابن عباس: والله ما تقبّل الله عزّوجلّ من امرىء حجّه إلاّ رفع حصاه»(2).

وأعجب من ذلک أنّ أنواع البلایا التی وردت على عبارات کتاب «مرآة الحرمین» لمؤلفه «رفعت باشا» حیث تم اقتطاع صدرها وذیلها مع الأسف.

وتوضیح ذلک أن مؤلف الکتاب (رفعت باشا) کان یعیش فی القرن الرابع عشر وفی ذلک الزمان کان هناک عمود فی محل الجمرات وکان الناس یرمون ذلک العمود وقلنا أنّه من الخطأ اعتبار هذه العلامة هی المقصود بالرمی، حیث یقول هذا المؤلف فی هذا الصدد :

«وبعض الناس لا یکتفی بالحصیات الصغیرة بل یأتی بأحجار کبیرة ویرمی بها الجمرة، العمود القائم، بل لا یرتاح له بال إلاّ إذا هدم جزءً من البناء ومنهم من یقف على البناء ویرمی ! ومنهم من یلصق به جسده ویرمی!»(3).

فلو تصورنا واضفنا إلى هذا المقطع من الکلام صدره وذیله المحذوفین لاختلف المعنى کلیاً.

أمّا صدر العبارة فهکذا : «ومن فکاهات الحجاج عند رمی الجمرات السبع ان بعضهم... ومنهم من یقف على البناء».

ونقرأ فی ذیل العبارة المتقدّمة أنه : «قال المحبّ الطبری : ولیس للرمی حدّ معلوم غیر أن کلّ جمرة علیها علم وهو عمود معلّق هناک فیرمى تحته وحوله ولا یبعد عنه احتیاطاً وحَدَّه بعض المتأخرین بثلاثة أذرع من سائر الجوانب إلاّ فی الجمرة العقبة فلیس لها إلاّ وجه واحد لأنّها تحت الجبل»(4).

ویستفاد من هذه العبارة بوضوح عدّة مطالب :

1 ـ أنّ الأعمدة لیست هی الجمرة بل علامة علیها.

2 ـ أنّ محل الرمی هو أسفل الأعمدة وأطرافها، یستفاد من هذه العبارة
أنّه لم یکن هناک عمود حجری سابقاً بل کان هناک عمود معلق بحیث یمکنهم الرمی أسفله (وهو بمعنى مرکز الحوض).

3 ـ ذهب البعض إلى أنّ الحوض حول العمود بمقدار ثلاثة أذرع لکلّ طرف (کلّ ذراع نصف متر تقریباً) بحیث یکون قطر الحوض ثلاثة أمتار فی المجموع (سوى جمرة العقبة التی تقع إلى جوار التلّ حیث ترمى من طرف واحد، أی أنّها على شکل نصف دائرة قطرها ثلاثة أمتار وشعاعها متر ونصف).

4 ـ یستفاد من هذه العبارة عدم وجود العمود إلى زمان محبّ الدین الطبری من علماء القرن الخامس، بل کان هناک عمود معلّق بعنوان علامة على الجمرة وکان الحجّاج یرمون أسفل هذه العلامة.

بل ورد فی بعض الکتب المعروفة بتاریخ مکّة المکتوبة فی العصور المتأخرة أنّ هذه الأعمدة هی علامة على محل الجمرة، والجمرة هی قطعة الأرض الواقعة فیما حولها حیث صارت فی زماننا الحاضر عبارة عن حوض یتجمع فیه الحصى :

وقد ذکر محمّد الیاس الغنی فی کتاب «تاریخ مکّة المکرمة قدیماً وحدیثاً» أنّه :

«الأعمدة الموجودة وسط الأحواض الثلاث علامة للمکان الذی ظهر به الشیطان ورماه إبراهیم، أمّا الأحواض التی حول الأعمدة فإنّها اُحدثت بعد سنة 1292 هـ لتخفیف زحمة الناس وتوسیع دائرة الرمی وجمع الحصى فی مکان واحد»(5).

ویقول بعد ذلک فی حدیثه عن جمرة العقبة :

«لمّا أزیل الجبل بقى الحوض نصف دائرة لمکان الرمی سابقاً».

ویستفاد من هذه العبارة أن الحوض الذی على شکل نصف دائرة هو محل الرمی السابق.


1. أخبار مکّة للأزرقی ، ج 1، ص 298 ـ 303.
2. أخبار مکّة ، ج 1، ص 171.
3. مرآة الحرمین ، ص 49.
4. مرآة الحرمین ، ص 48.
5. تاریخ مکّة المکرمة قدیماً وحدیثاً.
5 ـ إذا کان المراد من الجمرة هو الأرض فهی الأرض أسفل العمودالأعمدة علامة لا محل الرمی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma