3- الجمرات فی الروایات الإسلامیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
جمرات بین الماضى والحاضر
النتیجةنتیجة البحث الروائی

بالرغم من أنّ موضوع الجمرة لم یرد بصراحة فی الرّوایات الإسلامیة ولکن هناک إشارات فی هذه الرّوایات إلى أنّ (الجمرات) یراد بها محل اجتماع الحصى.

وتوضیح ذلک : أنّ روایات رمی الجمرات الواردة فی کتاب «وسائل» وردت فی مکانین :

الأوّل: فی أبواب (رمی جمرة العقبة) حیث أورد صاحب الوسائل روایات کثیرة فی باب أحکام الجمرات ضمن 17 باباً، ولکن لم یرد فی أیٍّ منها تفسیر وتوضیح حول موقع الجمرة وأنّ المراد بالجمرة هو (العمود) أو (محل اجتماع الحصى).

الثانی: أورد بعد أبواب الذبح والتقصیر أحادیث کثیرة أیضاً تحت عنوان (أبواب العود إلى منى ورمی الجمار) ضمن سبعة أبواب حیث تتحدث هذه الرّوایات عن رمی الجمرات الثلاثة بعنوان (أعمال الیوم الحادی عشر والثانی عشر من ذی الحجّة) وهنا أیضاً لا نشاهد فی هذه الروایات أیّ کلام حول توضیح المراد من الجمرات.

ولکن مع التدقیق والتحقیق فی مجموع هذه الأبواب الأربعة والعشرین یمکننا أن نستوحی من روایات عدیدة إشارات عمیقة مؤیدة للنظریة أعلاها حیث تدلّ على أن الجمرة هی (محل اجتماع الحصى).

وکنموذج نلفت النظر إلى هذه الروایات :

1 ـ ورد فی حدیث معتبر عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق(علیه السلام)أنّه قال :

«فَإن رَمَیْتَ بِحَصَاة فَوَقَعَتْ فِی مَحْمِل فَأعِدْ مَکَانَهَا وَإنْ أَصَابَتْ إنْسَاناً أوْ جَمَلاً ثُمّ وَقَعَتْ عَلَى الْجِمَارِ أجْزَأکَ»(1).

فنرى أنّ التعبیر بقوله (وقعت على الجمار) یدلّ على أنّ الجمرة هی قطعة الأرض الملیئة بالحصى والجمار تقع علیها.

وننلاحظ أیضاً أنّ الکثیر من أرباب اللغة فسّروا (الجمار) بمعنى الحصى والأحجار الصغیرة ومن ذلک :

یقول ابن الأثیر فی «النهایة» :

«الجمار هی الأحجار الصغار».

ویقول الفیومی فی «المصباح المنیر» :

«والجمار هی الحجارة».

وکذلک یقول ابن منظور فی «لسان العرب» :

«الجمرات والجمار الحصیات التی ترمى بها فی مکّة».

وعلیه فإن وقوع الحصى على الجمار یعنی وقوعها على الحصى الکثیرة المتجمعة، وهذا المعنى وطبقاً للروایة المذکورة آنفاً یکفی لأداء وظیفة رمی الجمرات.

إذن فالعبارة المذکورة تدلّ بصورة جیّدة على المقصود.

ومضافاً إلى ذلک فإنّ الحجر الّذی یصیب بدن الإنسان أو یصیب بعیراً فإنه حین العودة لا تکون له تلک القوة بحیث یصیب العمود (إذا کان هناک عمود فی البین) فغایة ما هناک انه سوف یقع على مجمع الحصى.

2 ـ فی حدیث البزنطی (أحمد بن محمّد ابن أبی نصر) عن أبی الحسن علی بن موسى الرضا(علیه السلام) یقول :

«وَاجْعَلْهُنَّ عَلَى یَمِینِکَ کُلَّهُنَّ وَلا تَرْمِ عَلَى الْجَمْرَةِ»(2).

وهذا الحدیث یدلُّ أیضاً على أنّ الجمرة هی مجمع الحصى لأنّ البعض یقف على طرف منها ویرمی نحو الطرف الآخر، ویرى بعض علماء العامة أنّ فی ذلک کفایة، ولکننا نرى الحرمة أو الکراهة فی ذلک، والإمام(علیه السلام) هنا ینهى عن هذا العمل، ومن البدیهی أن أیُّ عاقل عندما یرمی الجمرة لا یقف على العمود.

ورأینا فی کلمات فقهاء العامّة فی البحث السابق أیضاً هذا المعنى حیث یقول البعض : «لایجوز الوقوف على الجمرة» (فتدبّر).

3 ـ وجاء فی کتاب «فقه الرضا(علیه السلام)» :

«وَإنْ رَمَیْتَ وَوَقَعَتْ فی مَحْمِل وَانْحَدَرتْ مِنْهُ إلَى الأرْضِ أجْزَأتْ عَنْکَ»(3).

4 ـ وفی نسخة اُخرى من هذا الکتاب أیضاً :

«إنْ أصَابَ إنْسَاناً أوْ جَمَلاً ثُمَّ وَقَعَتْ عَلَى الأرْضِ أجْزَأهُ»(4).

ومن الواضح أن المراد من هذه العبارة أن تتدحرج الحصى وتقع على الأرض محل الرمی، وعلیه فإنّ إشکال المرحوم صاحب الجواهر الذی یقول :

«إنّ هذا الحدیث مبهم لأنّ کلمة (الأرض) مطلقة» لا یکون وجیهاً ولیس هناک ابهام فی الحدیث الشریف، والمراد من وقوع الحصى على الأرض هو وقوعها على الجمرة (مجتمع الحصى).

5 ـ وینقل «البیهقی» المحدّث المعروف لدى أهل السنّة فی حدیث مفصل :

«إن جبرئیل کان یعرض مناسک الحجّ على إبراهیم ومن ذلک أنّه قال (ثمّ انتهى إلى جمرة العقبة فعرض له یعنی الشیطان فرماه بسبع حصیات حتّى ذهب»(5).

ومن الواضح أن المراد بـ (الجمرة) هنا هو مجمع الحصى التی تتراکم بشکل طبیعی هناک لا أن المراد أنّ هناک عموداً فی زمان النبیّ إبراهیم فی ذلک المحل کان موجوداً قبل وقوع هذه الحادثة (إلاّ أن یکون هناک کلام مقدر ولکنه خلاف ظاهر الکلام).

6 ـ ونقرأ فی حدیث آخر فی هذا الکتاب :

یقول «ابن أبی نعیم ابن أبی نعم» : سألت من أبی سعید (الخدری) حول رمی الجمرات فقال :

«ما تقبّل منه رُفع ولولا ذلک کان أطول من ثبیر !»(6).

ویستفاد من هذا الحدیث جیداً أن المراد من الجمرات هو مجمع الحصى الّتی تتجمع وتزداد کلّ یوم بسبب قذف الحصى ورمی الجمرات.

7 ـ وینقل «الأزرقی» فی کتاب «أخبار مکّة» کما سیأتی حدیثاً عن عطاء حیث یقول :

«سألت ابن عباس فقلت: یابن عباس، أین توسطت الجمرة فرمیت بین یدیّ ومن خلفی وعن یمینی وعن شمالی، فوالله ما وجدت له مسّاً؟

فقال ابن عباس:.. والله مت تقبّل عزّوجلّ من امرء حجّه إلاّ رفع حصاه»(7).

فهل أنّ الذهاب وسط الجمرة والرمی إلى الإمام والخلف والیمین والشمال یمکن أن یکون له وجه صحیح بغیر ما قلنا ؟

وهنا توجد روایتان یمکن أن یقال إنّهما تشیران إلى وجود عمود للجمرات :

1 ـ «عَنْ أبِی غَسَّانَ حُمَیْدِ بْنِ مَسْعُود، قَالَ : سَألْتُ أبَا عَبْدِالله (علیه السلام)عَنْ رَمْیِ الْجِمَارِ عَلَى غَیْرِ طَهُور، قَالَ : الْجِمَارُ عِنْدَنَا مِثْلُ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ حِیطَانٌ إنْ طُفْتَ بَیْنَهُمَا عَلَى غَیْرِ طَهُور، لَمْ یَضُرَّکَ وَالطُّهْرُ أحَبُّ إلَیَّ فَلا تَدَعْهُ وَأنْتَ قَادِرٌ عَلَیْهِ»(8).

فقد تصور بعض الفقهاء المتأخّرین من کلمة حیطان (جمع حائط) أن ذلک یدلّ على وجود حائط فی ذلک المکان وذلک الحائط یحتمل أن یکون هو أعمدة الجمرات.

ولکن هذا الاستدلال قابل للمناقشة من عدّة وجوه :

أوّلاً : إنّ سند هذا الحدیث ضعیف لأنّ حمید ابن مسعود من المجاهیل، وعلیه فمثل هذا الحدیث هو خبر واحد ضعیف ولا یمکنه اثبات شیء فی حین أنّ الروایات السابقة متظافرة، مضافاً إلى وجود الأحادیث الصحیحة والمعتبرة بینها.

ثانیاً : من حیث الدلالة فإنّ هذه الروایة إن لم تدلّ على خلاف المطلوب فإنّها لا تدلّ وفق المطلوب، لأنّه :

1 ـ کلمة (حیطان) جمع (حائط) بمعنى الجدار الذی یحیط بالشیء، وهذه الکلمة مأخوذة من مادة (حوط) و(احاطه) و(احاط) ولذلک یقال للبستان المحصور بحصار حوله أنّه (حائط).

ویقول ابن منظور فی «لسان العرب» :

«والحائط : الجدار لاِنَّهُ یحوط ما فیه، والجمع حیطان».

والملفت للنظر أنّ المعنى الأصلی لکلمة (حَوطَ) تأتی بمعنى الحفظ والمحافظة للشیء ولذلک تطلق على الجدار الذی یحیط بالشیء لأنّه یحفظه، والفرق بین (الجدار) و(الحائط) هو أنّ الحائط فی الأصل هو ما یحوط حول الشیء ولکن (الجدار) یطلق على أی جدار کان.

وعلى هذا الأساس فلا معنى لأن یقال للعمود الذی یشبه أعمدة الجمارات الفعلیة انه حائط، ولو کان هناک (حائط) فإنّه لا یعدو کونه شبیهاً بحائط الحوض الحالی للجمرات الذی یحیط ببقعة الأرض المعینة للرمی ولا یتعلق بالعمود (فتدبر).

2 ـ إن تشبیه بـ (الصفا والمروة) یعطی هنا معنىً خاصاً، لأن الصفا والمروة عبارة عن جبلین أحدهما صغیر والآخر أکبر منه قلیلاً ولیس هناک جدار، مضافاً إلى أن وجود الحائط لا یرتبط بمسألة الوضوء بحیث یقول (علیه السلام): إنّ (الصفا والمروة، والجمرات) حیطان ولا تحتاج إلى وضوء.

إنّ تصورنا عن هذه الروایة أنّ المراد هو أنّ الصفا والمروة تعتبر أرضاً ومنطقة عادیة ولیست کالمسجد، وهکذا حال الجمرات أیضاً، فلیس لهذه الأماکن حکم الکعبة والمسجد الحرام حیث یجب فیها الوضوء للإتیان بالطواف أو یستحبُّ الوضوء للدخول إلیها.

وعلیه فإنّ هذه الروایة لا تدلُّ إطلاقاً على وجود الأعمدة فی الجمرات بل من المحتمل أن تدلُّ على خلاف ذلک أیضاً.

2 ـ ونقرأ فی حدیث آخر عن عبدالأعلى عن الإمام الصادق (علیه السلام)أنّه قال :

«قَالَ : قُلتُ لُهُ : رَجلٌ رَمى الجَمرَة بِستِ حَصیات فَوَقَعَتْ وَاحدةٌ فِی الحَصى ؟ قَالَ : یُعیدُها إن شـاءَ مِنْ سـاعَتِهِ وَإن شـاءَ مِنَ الغَدِ إذا أرادَ الرّمی»(9).

یقول أحد الفضلاء : إنّ هذا الحدیث یدلُّ على عدم کفایة وقوع الحصى على مجمع الحصى فی حین أنّ الرأی المختار یذهب إلى أن الجمرة هی (مجمع الحصى).

ونقول فی الجواب : إنّه یستفاد من عبارات الفقهاء أنّ (الجمرة هی مجتمع الحصى لا السائل منه) أی لیس المراد منها الحصى المتناثرة فی أطراف مجتمع الحصى، ولعلّ مراد الروایة أعلاه وقوع الجمرة على الحصى المتناثرة لا فی مجمع الحصى، وقطعاً یجب الإعادة حینئذ فلذلک یقول (فی الحصى) ولم یقل فی (مجتمع الحصى) مضافاً إلى أنّ هذا الحدیث ضعیف السند أیضاً وضعیف الدلالة کذلک، حیث وقع فی ألسنة (سهل ابن زیاد) الذی وقع مورد إشکال الرجالیین، ومن حیث الدلالة فإنّ فی ذیل الحدیث المذکور عبارة لم یعمل بها الفقهاء، أی لم یقل أحد منهم بتأخیر رمی حجر واحد إلى الغد.


1. الوسائل، ج 10، أبواب رمی جمرة العقبة، الباب 6، ح 1.
2. الوسائل، ج 10، أبواب رمی جمرة العقبة، الباب 10، ح 3.
3. مستدرک الوسائل ، ج 10، أبواب رمی جمرة العقبة، الباب 6، ح 1، وجاء فی المصدر : وإن رمیت ودفعت.
4. مستدرک الوسائل ، ج 10، أبواب رمی جمرة العقبة، الباب 6، ح 1.
5. السنن الکبرى ، ج 5، ص 154.
6. السنن الکبرى ، ج 5، ص 128.
7. أخبار مکّة : ج 1، ص 171.
8. الوسائل : ج 10، أبواب رمی جمرة العقبة، الباب 2، ح 5.
9. وسائل الشیعة ، من أبواب «العود إلى منى»، الباب 7، ح 3.
النتیجةنتیجة البحث الروائی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma