المجموعة الثانیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
جمرات بین الماضى والحاضر
المجموعة الاولىالمجموعة الثالثة

وهم الذین صرحوا بأنّ الأعمدة المبنیّة التی فی الجمرات هی شواخص أو علامات للدلالة على محلّ الرمی، حتى أنّ بعضهم قال: إنّ الرمی على الشاخص لایجزی، ویشترط أن یکون الرمی إلى مجتمع الحصى. ومن هؤلاء:

8 ـ العلاّمة المحقّق الکبیر بحر العلوم. قال فی رسالة له فی باب الحج والعمرة سماها «تحفة الکرام»: «قال ابن جماعة(1): قال الشافعیّة: إنّ الرمى مجتمع الحصى عند بناء الشاخص هناک لا ما سال من الحصى ولا بالنباء الشاخص، فانّه بُنی علامة على موضع الرمی»(2).

9 ـ ابن عابدین، المتوفّى سنة 1232هـ ، وهو من علماء السنة، یقول:

«وفی اللباب: ولو وقعت على الشاخص ـ أی أطراف المِیل الذی هو علامة للجمرة ـ أجزأه»(3).

عن الممکن أن یکون قوله بهذه الفتوى مستمدّاً من أنّه یقصد بالشاخص هو القسم الأسفل من المِیل أو العمود، وهو جزء من الجمرة، وإنّ کان قد بیّن قصده من الشاخص بکونه أطراف المیل، ولکن على کلّ حال فیه دلیل على أنّ المِیل أو العمود هو علامة للجمرة ولیس هو الجمرة.

10 ـ یقول الإمام أحمد المرتضى المتوفّى سنة 840هـ :

«لا یشترط أن یصیب الجمرة لأن المقصود اِصابة المرمى،وهو موضع الجمرة، فإن قصد إصابة البناء فقیل: لا یجزی; لأنّه لم یقصد المرمى، والمرمى هو القرار لا البناء المنصوب، وقیل: یجزى; لأن حکم الهواء حکم القرار»(4).

هذا القول فیه أیضاً دلالة على أنّ الاعتقاد السائد فی المحل الأصلی للرمی هو بقعة الأرض، ومنتهى الأمر أنّ بعضهم اعتبر فضاء تلک البقعة فی حکمها، وبعضهم لا یعتبر ذلک.

11 ـ ویقول محبّ الدین الطبری. المتوفى سنة 494هـ :

«لم یذکروا فی المرمى حدّاً معلوماً، غیر أنّ کلّ جمرة علیها عَلَمٌ، فینبغی أن یرمی تحته على الأرض، ولا یبعد عنه احتیاطاً، وحدَّهُ بعض المتأخرین بثلاثة أذرع من سائر الجوانب إلاّ فی جمرة العقبة فلیس لها إلاّ وجه واحد»(5).

إنّ تعیین محل الجمرات بثلاثة أذرع من سائر الجوانب، یصرّح بصوت مسموع أنّ محلّ الرمی هو بقعة الأرض لا غیر، کما أنّ الأعلام التی ذکرها محبّ الدین الطبری فی القرن الخامس، قد نصبت فی محلّ الجمرات کی لا یفقد الحجیج محلّ الجمرة فیرموا مکاناً آخر، لأنّه لم تکن منى فی ذلک الزمان سوى صحراء، فتعیین محل الجمرة فیها یحتاج إلى علامات.

وقد نُقل أنّ الحجیج کانوا أحیاناً یفقدون محلّ الرمی فیرمون مکاناً غیره اشتباهاً، وقیل: إنّه فی زمان المتوکّل العبّاسی غیّر بعض الناس غیر المطّلعین مکان الجمرة، فکانوا یرمون فی غیر محلّ الرمی، من هنا فإنّ إسحاق بن سلمة الصائغ المؤول عن أُمور الحج والکعبة فی زمان المتوکّل بنى حائطاً لتعیین محلّ الرمی(6). وسنورد هذا الکلام بعین ألفاظه.

12 ـ ویقول ابن جبیر الأندلسی المتوفى سنة 614هـ فی وصف جمرة العقبة:

«... وهی أول منى المتوجه من مکة، وعن یسار المار إلیها، وهی على قارعة الطریق مرتفعة; للمتراکم بها من حصى الجمرات... وبها عَلَم منصوب شبه أعلام الحرم التی ذکرناها».

ویقول فی مورد الجمرة الوسطى والاُولى:

«وبعد هذه الجمرة العقبیّة موضع الجمرة الوسطى، ولها أیضاً عَلَم منصوب، وبینهما قدر الغلّوة، ثمّ بعدها یلقى الجمرة الاُولى ومسافتها منها کمسافة الاُخرى»(7).

الغَلْوة: مقدار رمیة سهم، وتقدّر بثلاثمائة ذراع إلى أربعمائة. وهذه العبارة صریحة بأنّ الأعمدة هی علامات للجمرة، ولا تخفى صراحتها على أحد.

13 ـ ویقول الباجی من علماء أهل السنة:

«الجمرة: اسم لموضع الرمی، قال ابن فرحون فی شرحه على ابن الحاجب: ولیس المراد بالجمرة البناء القائم، وذلک البناء قائم وسط الجمرة علامة على موضعها، والجمرة اسم للجمیع; انتهى»(8).

14 ـ ویقول محمد بن الشربینی المتوفّى سنة 977هـ :

«ویشترط أیضاً قصد الجمرة بالرمی، فلو رمى الى غیرها، کأن رمى فی الهواء فوقع فی المرمى، لم یکفِ، وقضیة کلامهم أنّه لو رمى إلى العَلَم المنصوب فی الجمرة أو الحائط الذی بجمرة العقبة، کما یفعله کثیر من الناس، فأصابه به ثم وقع فی المرمى، لا یجزىء»(9).

وهذه العبارة جدیرة بالاهتمام لأنّه علاوة على اعتباره العمود المنصوب فی الجمرة علامة على موضعها ولیس هو الموضع، ورمی الحجر إلى تلک العلامة لیس کافیاً ولا مجزیاً، فإنّه صرّح بأن هذا هو مفهوم کلام وفتاوى الفقهاء.

15 ـ البهوتی من علماء أهل السنة، یقول فی کتابه (کشاف القناع):

«إنّ المرمى مجتمع الحصى، کما قال الشافعی، لانفس الشاخص ولا مسیله»(10).

 


1. «ابن جماعة» کنیة لرجلین: أحدهما من علماء الشافعیة فی القرن الثامن واسمه «عزالدین محمد بن أبی بکر»، والآخر من علماء الشافعیة المتعصبین فی القرن التاسع واسمه «عباد بن جماعة».
2. هذه الرسالة خطیّة ونسخة منها موجودة فی مدرسة الفیضیة والتی سُجّلت ضمن الکتب الخطیّة.
3. حاشیة ردّ المحتار، ج2، ص565.
4. شرح الأزهار، ج2، ص122.
5. مرأة الحرمین، إبراهیم رفعت باشا، القاهرة دار الکتب المصریة، اُفست طهران، المطبعة العلمیة، ج1، ص48، نقلاً عن کتاب الموسوعة الفقهیة، طبع الکویت، ج15، ص276.
6. إبراهیم رفعت باشا، الکتاب السابق، ج1، ص329، نقلاً عن: مهدی بیشوائی، حسین کودرزی، واُخذت هذه المطالب من الانترنیت.
7. رحلة ابن جبیر، بیروت، ص136، وقد ذکر هذا المطلب المؤلفان المذکوران أیضاً.
8. مواهب الجلیل، ج4، ص191.
9. مغنى المحتاج، ج1، ص507.
10. کشّاف القناع، ج2، ص582.
المجموعة الاولىالمجموعة الثالثة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma