ولیس بالقلیل الأشخاص الذین صرّحوا بأن هذه الأعمدة هی علامة لمحل الرمی لا أنها هی محل الرمی، ومن هؤلاء :
1 ـ ینقل (العلاّمة بحر العلوم(قدس سره)) عن (ابن جماعة) الشافعی یقول :
«إن محل الرمی هو مجتمع الحصى الذی یقع قرب البناء الشاخص»(1).
2 ـ یقول ابن عابدین من علماء القرن الثالث عشر : جاء فی کتاب اللباب أنّه : «المیل الذی هو علامة للجمرة»(2).
3 ـ ویقول (الإمام أحمد المرتضى) من علماء القرن التاسع أنّ :
«الرمی هو القرار لا البناء المنصوب»(3).
4 ـ ویقول (ابن جُبَیر الأندلسی) فی وصف جمرة العقبة :
«جمرة العقبة تقع فی أول منى وقد ارتفع مکانها بسبب ما یتجمع فیها من حصى الجمرات، وهناک علم وعلامة نصبت لهذا الغرض»(4).
5 ـ وینقل (الباجی) طبقاً لما ورد فی کتاب «مواهب الجلیل» نقلاً عن (ابن فرحون) :
«ولیس المراد بالجمرة البناء القائم وذلک البناء قائم وسط الجمرة علامة على موضعها والجمرة اسم للجمیع انتهى»(5).
ومع الأسف فإنّه قد اتخذت العلامة بمرور الزمان أصلاً ومحلاً للرمی فی حین أن محل الرمی کان هو مجتمع الحصى الذی تعرض للنسیان.
وطبعاً فی مثل هذه الوقائع تحدث بشکل طبیعی فی دائرة العلوم والمعارف ولا تقلل من شأن الأعاظم من العلماء، ولکن على الآخرین اصلاح الخلل وجبرانه لینالوا ثوابهم عند الله تعالى.