حجْرُ بن عديّ بن معاوية الكندي من الوجوه المتألّقة في التاريخ الإسلامي، ومن القمم الشاهقة الساطعة في التاريخ الشيعي. جاء إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأسلم وهو لم يزل شابّاً. مستجاب الدعوة لِما كان يحمله من روح طاهرة، وقلب سليم، لم يسكت قطّ أمام قتل الحقّ وإحياء الباطل فثار على عثمان، ولم يألُ جهداً في تحقيق حاكميّة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)
حين استشار الامام (ع) اصحابه في حرب صفين، قام له أصحابه واحداً بعد الاخر يبذلون الطاعة والنصر، وقام حجر وقال: يا أمير المؤمنين، نحن بنو
الحرب وأهلها الذين نلقحها وننتجها،
وقد ضاربتنا وضاربناها، ولنا أعوان ذوو صلاح وعشيرة ذات عدد، ورأي بحرب وبأس محمود، وازمتنا منقادة لك بالسمع والطاعة، فإن شرّقت شرّقنا وان غرّبت
غرّبنا. وما امرتنا به من أمر فعلناه
إن رسول معاوية حينما قدم الى مرج عذراء, قال لحجر وأصحابه: انا قد امرنا ان نعرض عليكم الـبـراءة مـن عـلـي (عليه السلام) واللعن له، فان فعلتم تركناكم، وان ابيتم قتلناكم، ثم قاموا إليهم فقالوا: تبرؤون من هذا الرجل؟ قالوا: بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه
إن رسول معاوية حينما قدم الى مرج عذراء, قال لحجر وستة من أصحابه: يا هؤلاء لقد رأيناكم البارحة قد أطلتم الصلاة وأحسنتم الدعاء فأخبرونا ما قولكم في عثمان؟ قالوا: هو أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق
كان المغيرة بن شعبة أيام امارته على الكوفة كثيرا ما يتعرض لعلي(ع) في مجالسه وخطبه ويترحم على عثمان ويدعو له، ولـكن حجرا المؤمن الموالي لم يسكت، فكان كلما سمع ذلك قال:(بل اياكم فذمم اللّه ولعن), ثم قال: ان اللّه عزوجل يقول:(كونوا قوامين بالقسط شهداء للّه وانا اشهد ان من تذمون وتعيرون لاحـق بـالفضل، وان من تزكونه وتطرونه اولى بالذم
كان الإمام (ع) يشجع أصحابه وجيشه لمقاتلة معاوية في حرب صفين فسمع كلاماً جميلاً من حجر تهلل له وجه أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) وأثنى عليه جميلاً، وقال: (لا حرمك الله الشهادة، فإنّي أعلم أنّك من رجالها)
ذكرت المصادر التاريخية أنه لما سمعت عائشة بمقتل حجر بن عدي أخذت تذكر ما سمعته من فضائل لهذا الرجل على لسان رسول الله(ص) وتوبخ بها معاوية حيث قالت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: سيُقتل بعذراء ناسٌ يغضب الله لهم وأهل السماء.
جمع زياد سبعين رجلاً من وجهاء الكوفة وأمرهم أن يشهدوا على حجر وأصحابه. فشهدوا، فأرسل زياد الشهود والشهادة مع حجر وأصحابه إلى معاوية... قال معاوية بن أبي سفيان: خذوهم إلى(عذرا) واقتلوهم هناك، فلما قتلوا جمعاً من أصحابه قال: لا تطلقو عني حديداً ولا تغسلوا عني دما وادفنوني في ثيابي فاني مخاصم
الإمام عليٌّ(عليه السلام)
الإيثارُ أحسَنُ الإحسانِ، و أعلى مَراتِبِ الإيمانِ
ايثار، نکوترين نيکوکارى و بالاترين مرتبه ايمان است