الجواب الاجمالي:
حجْرُ بن عديّ بن معاوية الكندي من الوجوه المتألّقة في التاريخ الإسلامي، ومن القمم الشاهقة الساطعة في التاريخ الشيعي. جاء إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأسلم وهو لم يزل شابّاً. مستجاب الدعوة لِما كان يحمله من روح طاهرة، وقلب سليم، لم يسكت قطّ أمام قتل الحقّ وإحياء الباطل فثار على عثمان، ولم يألُ جهداً في تحقيق حاكميّة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)
الجواب التفصيلي:
حجْرُ بن عديّ بن معاوية الكندي، أبو عبد الرحمن، وهو المعروف بحجر الخير، وابن الأدبر(1) كان جاهليّاً إسلاميّاً(2)، وفد على النبيّ(صلى الله عليه وآله)(3)، وله صحبة(4). من الوجوه المتألّقة في التاريخ الإسلامي، ومن القمم الشاهقة الساطعة في التاريخ الشيعي.
جاء إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأسلم وهو لم يزل شابّاً. وكان من صفاته: تجافيه عن الدنيا، وزهده، وكثرة صلاته وصيامه، واستبساله وشجاعته، وشرفه ونُبله وكرامته، وصلاحه وعبادته(5). وكان معروفاً بالزهد(6)، مستجاب الدعوة لِما كان يحمله من روح طاهرة، وقلب سليم، ونقيبة محمودة، وسيرة حميدة(7). ولم يسكت حجر قطّ أمام قتل الحقّ وإحياء الباطل والركون إليه. من هنا ثار على عثمان مع سائر المؤمنين المجاهدين(8). ولم يألُ جهداً في تحقيق حاكميّة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فعُدّ من خاصّة أصحابه(9) وشيعته المطيعين(10).
اشترك حجر في حروب الإمام(عليه السلام). وكان في الجمل(11) قائداً على خيّالة كِنْدة(12)، وفي صفّين(13) أميراً على قبيلته(14)، وفي النهروان قاد ميسرة(15) الجيش أو ميمنته(16). وكان فصيح اللسان، نافذ الكلام، يتحدّث ببلاغة، ويكشف الحقائق بفصاحة.
وكان لحجر لسان ناطق وكلام نافذ. يتحدث ببلاغة ويبيّن الحقائق بفصاحة. أقواله الجميلة والتوعوية حول المكانة السامية لعلي(عليه السلام) دليل على هذه الحقيقة(17). وكان من المخلصين للمولى(عليه السلام) والذابين عنه. وعندما غار الضحّاك بن القيس على العراق، أرسله الإمام علي(عليه السلام) قائداً لجيشه فانتصر عليه فهرب الضحاك إلى الشام(18). ان حجرا كان قد احس بعزم ابن ملجم على قتل الامام(عليه السلام), فاسرع لـيـخـبر الامام(عليه السلام) بهذه المؤامرة لاغتياله، ولكن سبقه المجرم القاتل, ولم يتمكن حجر من اعلام الامام(عليه السلام) بذلك(19). وتوشح حجر بالحزن في فراق المولى(عليه السلام).
وكان من أصحاب الإمام الحسن(عليه السلام) الغيارى الثابتين(20). وقد جاش دم غيرته في عروقه حين سمع خبر الصلح، فاعترض(21)، فقال له الإمام الحسن(عليه السلام): لو كان غيرُك مثلَك لَما أمضيتُه(22). وكان قلبه يتفطّر ألماً من معاوية. وطالما كان يبرأ من هذا الوجه القبيح لحزب الطلقاء الذي تأمّر على المسلمين، ويدعو عليه مع جمع من الشيعة(23). وذلك لأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعن هذه الجماعة.
وكان إذ كان المغيرة بن شعبة على الكوفة إذا ذكر عليا في خطبته يتنقصه بعد مدح عثمان وشيعته فيغضب حجر هذا ويظهر الإنكار عليه(24). وأمر معاوية بقتله وأصحابه(25) في مرج عذراء(26)(27) سنة 51 هـ(28). وكان حجر محبوباً وصالحاً ومطاعاً وكان لمقتله ضجة استنكار من المسلمين(29).
وقد أشاد الإمام الحسين(عليه السلام)(30) في رسالة إلى معاوية بحجر بن عدي وذمّ فيها الظلم الذي تعرض إليه على يد معاوية وأعوانه الظلمة ونبّهه على نقض العهود وأراقة دم حجر الطاهر:(أَلَسْتَ قَاتِلَ حُجْر، وأَصْحابَهُ الْعابِدِينَ المُخْبِتِينَ، اَلَّذِينَ کَانُوا يسْتَفْظِعُونَ الْبِدَعَ، ويأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وينْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ، فَقَتَلْتَهُمْ ظُلْماً وعُدْواناً، مِنْ بَعْدِ ما أَعْطَيتَهُمُ الْمَواثِيقَ الْغَلِيظَةَ، وَالْعُهُودِ الْمُؤَکَّدَةَ، جُرْأَةً عَلَى اللّهِ وَاسْتِخْفَافاً بِعَهْدِه(. وقد اعترضت عائشة على معاوية لقتله شهداء(مرج عذراء)(31)(32).
وكان معاوية - على ما اتّصف به من فساد الضمير - يرى قتل حجر من أخطائه، ويعبّر عن ندمه على ذلك(33)، وقال عند دنوّ أجله: لو كان ناصح لَمَنعنا من قتله(34). وقتل مصعب بن الزبير ولدَي حجر: عبيد الله، وعبد الرحمن صبراً. وكان الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) قد أخبر باستشهاده من قبل، وشبّه استشهاده، وصحبه باستشهاد (أصحاب الأخدود)(35)(36).
جاء إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأسلم وهو لم يزل شابّاً. وكان من صفاته: تجافيه عن الدنيا، وزهده، وكثرة صلاته وصيامه، واستبساله وشجاعته، وشرفه ونُبله وكرامته، وصلاحه وعبادته(5). وكان معروفاً بالزهد(6)، مستجاب الدعوة لِما كان يحمله من روح طاهرة، وقلب سليم، ونقيبة محمودة، وسيرة حميدة(7). ولم يسكت حجر قطّ أمام قتل الحقّ وإحياء الباطل والركون إليه. من هنا ثار على عثمان مع سائر المؤمنين المجاهدين(8). ولم يألُ جهداً في تحقيق حاكميّة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فعُدّ من خاصّة أصحابه(9) وشيعته المطيعين(10).
اشترك حجر في حروب الإمام(عليه السلام). وكان في الجمل(11) قائداً على خيّالة كِنْدة(12)، وفي صفّين(13) أميراً على قبيلته(14)، وفي النهروان قاد ميسرة(15) الجيش أو ميمنته(16). وكان فصيح اللسان، نافذ الكلام، يتحدّث ببلاغة، ويكشف الحقائق بفصاحة.
وكان لحجر لسان ناطق وكلام نافذ. يتحدث ببلاغة ويبيّن الحقائق بفصاحة. أقواله الجميلة والتوعوية حول المكانة السامية لعلي(عليه السلام) دليل على هذه الحقيقة(17). وكان من المخلصين للمولى(عليه السلام) والذابين عنه. وعندما غار الضحّاك بن القيس على العراق، أرسله الإمام علي(عليه السلام) قائداً لجيشه فانتصر عليه فهرب الضحاك إلى الشام(18). ان حجرا كان قد احس بعزم ابن ملجم على قتل الامام(عليه السلام), فاسرع لـيـخـبر الامام(عليه السلام) بهذه المؤامرة لاغتياله، ولكن سبقه المجرم القاتل, ولم يتمكن حجر من اعلام الامام(عليه السلام) بذلك(19). وتوشح حجر بالحزن في فراق المولى(عليه السلام).
وكان من أصحاب الإمام الحسن(عليه السلام) الغيارى الثابتين(20). وقد جاش دم غيرته في عروقه حين سمع خبر الصلح، فاعترض(21)، فقال له الإمام الحسن(عليه السلام): لو كان غيرُك مثلَك لَما أمضيتُه(22). وكان قلبه يتفطّر ألماً من معاوية. وطالما كان يبرأ من هذا الوجه القبيح لحزب الطلقاء الذي تأمّر على المسلمين، ويدعو عليه مع جمع من الشيعة(23). وذلك لأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعن هذه الجماعة.
وكان إذ كان المغيرة بن شعبة على الكوفة إذا ذكر عليا في خطبته يتنقصه بعد مدح عثمان وشيعته فيغضب حجر هذا ويظهر الإنكار عليه(24). وأمر معاوية بقتله وأصحابه(25) في مرج عذراء(26)(27) سنة 51 هـ(28). وكان حجر محبوباً وصالحاً ومطاعاً وكان لمقتله ضجة استنكار من المسلمين(29).
وقد أشاد الإمام الحسين(عليه السلام)(30) في رسالة إلى معاوية بحجر بن عدي وذمّ فيها الظلم الذي تعرض إليه على يد معاوية وأعوانه الظلمة ونبّهه على نقض العهود وأراقة دم حجر الطاهر:(أَلَسْتَ قَاتِلَ حُجْر، وأَصْحابَهُ الْعابِدِينَ المُخْبِتِينَ، اَلَّذِينَ کَانُوا يسْتَفْظِعُونَ الْبِدَعَ، ويأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وينْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ، فَقَتَلْتَهُمْ ظُلْماً وعُدْواناً، مِنْ بَعْدِ ما أَعْطَيتَهُمُ الْمَواثِيقَ الْغَلِيظَةَ، وَالْعُهُودِ الْمُؤَکَّدَةَ، جُرْأَةً عَلَى اللّهِ وَاسْتِخْفَافاً بِعَهْدِه(. وقد اعترضت عائشة على معاوية لقتله شهداء(مرج عذراء)(31)(32).
وكان معاوية - على ما اتّصف به من فساد الضمير - يرى قتل حجر من أخطائه، ويعبّر عن ندمه على ذلك(33)، وقال عند دنوّ أجله: لو كان ناصح لَمَنعنا من قتله(34). وقتل مصعب بن الزبير ولدَي حجر: عبيد الله، وعبد الرحمن صبراً. وكان الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) قد أخبر باستشهاده من قبل، وشبّه استشهاده، وصحبه باستشهاد (أصحاب الأخدود)(35)(36).
لا يوجد تعليق