الجواب الاجمالي:
لو کانت الأرض ـ مثل القمر ـ عدیمة الجو، لما کان هناک «طلوعان» ولا «فلق» ولا «إصباح»، ولا «غسق» ولا «شفق» بل کانت الشمس تبزغ فجأة، بدون أیّة مقدمات ولسطع نورها فی
العیون التی اعتادت على ظلام اللیل ولم تکد تفارقه، وعند الغروب تختفی فجأة، وتعم الظلمة الموحشة فی لحظة واحدة کل الأرجاء،
الجواب التفصيلي:
کثیراً ما یشیر القرآن إلى نعمتی النّور والظلام واللیل والنهار، ولکنّه آیه 96 سوره «انعام» یتناول «طلوع الصبح» کنعمة من نعم الله الکبرى، فنحن نعرف أنّ هذه الظاهرة تحدث لوجود جوّ الأرض، ذلک الغلاف الضخم من الهواء الذی یحیط بالأرض، فلو کانت الأرض ـ مثل القمر ـ عدیمة الجو، لما کان هناک «طلوعان» ولا «فلق» ولا «إصباح»، ولا «غسق» ولا «شفق» بل کانت الشمس تبزغ فجأة، بدون أیّة مقدمات ولسطع نورها فی العیون التی اعتادت على ظلام اللیل ولم تکد تفارقه، وعند الغروب تختفی فجأة، وتعم الظلمة الموحشة فی لحظة واحدة کل الأرجاء، غیر أنّ الجو الموجود حول الأرض والمؤدّی إلى حصول فترة فاصلة بین ظلام اللیل وضیاء النهار عند طلوع الشمس وغروبها یهیّىء الإنسان تدریجیاً لتقبّل هذین الاختلافین المتضادین والإنتقال من الظلمة إلى النّور، ومن النّور إلى الظلمة، شیئاً فشیئاً، بحیث إنّه یستطیع أن یتحمّل کل منهما، فنحن نشعر بالإنزعاج إذا کنّا فی غرفة مضاءة وانطفأت الأنوار فجأة وعمّ الظلام، ثمّ إذا استمر الظلام ساعة، وعاد النّور مرّة اُخرى فجأة، عادت معها حالة الإنزعاج بسبب سطوع الضوء المفاجىء الذی یؤلم العین ویجعلها غیر قادرة على رؤیة الأشیاء، وإذا ما تکرر هذا الأمر فإنّه لا شک سیؤذی العین، غیر أنّ (فالق الإصباح) قد جنّب الإنسان هذا الأذى بطریقة رائعة(1).(2)
لا يوجد تعليق