الجواب الاجمالي:
إنّنا مختارین، واختیارنا هذا یکون ضمن الهیمنة الإلهیّة، حیث تستطیع الإرادة الإلهیّة فی أی لحظة أن تسلب منّا هذا الاختیار، وهذا ما یذهب إلیه أهل البیت(علیهم السلام).
الجواب التفصيلي:
من الممکن أن یفهم البعض من الآیة (إِنّا کُلَّ شَىْء خَلَقْناهُ بِقَدَر)(1) من الاعتقاد بالتقدیر والحساب الإلهی أنّ أعمالنا وممارساتنا التی نقوم بها لابدّ أن تکون واقعة ضمن هذا القانون فهی مخلوقة لله تعالى أیضاً وبالتالی فلسنا مسؤولین عنها ولا اختیار لنا فیها.
ولکن کما قلنا سابقاً فإنّ أعمالنا هی بتقدیر ومشیئة الباریء عزّوجلّ، ولن تخرج عن دائرة قدرته وإرادته أبداً، وقد جعلنا الله سبحانه مختارین فیها ضمن ما قدّر لنا، ولذلک عیّن لنا مسؤولیات وتکالیف فلو لم نکن مختارین فإنّ هذه المسؤولیات والتکالیف ستکون بلا معنى حیث إنّ فقدان الإرادة یجعلنا مجبورین فی أعمالنا، وهذا خلاف التقدیر الإلهی.
ونلاحظ فی مقابل إفراط (الجبریین) تفریط جماعة (القدریین) أو المفوّضة الذین یذهبون صراحةً إلى القول بأنّ الله لا یتدخّل فی أعمالنا وممارساتنا، حیث إنّهم یحدّون ویحجمون دائرة الهیمنة الإلهیّة على الإنسان ویعتقدون باستقلالیتهم تماماً عن المشیئة الإلهیّة، وبذلک سلکوا طریق الشرک من هذه الجهة.
والحقیقة أنّ الجمع بین أصلی (التوحید والعدل) یحتاج إلى دقّة وضبط، فلو فسّرنا التوحید بأنّ الله خالق کلّ شیء حتى أعمالنا بشکل لا نملک أی اختیار فیها فإنّنا نکون بذلک قد أنکرنا أصل العدل، لأنّ مقترفی الذنوب مجبرون على إرتکاب المعاصی ثمّ ینتظرهم الجزاء المتمثّل بالعقاب، وهذا خلاف العدالة.
وإذا فسّرنا «العدل» بأنّ الله تعالى لیس له أی لون من التدخّل فی أعمالنا فإنّنا سنخرج الإرادة الإلهیّة من الهیمنة علینا، وعندئذ نقع فی وادی الشرک.
ویمثّل مفهوم «الأمر بین الأمرین» الإیمان الخالص والصراط المستقیم وخطّ الوسط بین (الجبریین والقدریین) وهو أن نعتقد بأنّنا مختارین، واختیارنا هذا یکون ضمن الهیمنة الإلهیّة، حیث تستطیع الإرادة الإلهیّة فی أی لحظة أن تسلب منّا هذا الاختیار، وهذا ما یذهب إلیه أهل البیت(علیهم السلام).
والنقطة الجدیرة بالذکر أنّه وردت فی نهایة الآیات مورد البحث روایات عدیدة فی ذمّ هاتین الجماعتین فی کتب تفسیر أهل السنّة والشیعة، ومن جملتها نقرأ فی حدیث النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) حیث یقول: «صنفان من اُمّتی لیس لهم فی الإسلام نصیب المرجئة والقدریة، اُنزلت فیهم آیة فی کتاب الله: (إنّ المجرمین فی ضلال وسعر)»(2) «المرجئة» من مادّة (إرجاء) بمعنى تأخیر الشیء، وهذا اصطلاح یستعمل للجبریین، لأنّهم لم یراعوا الأوامر الإلهیّة وارتکبوا المعاصی لظنّهم أنّهم مجبورون، أو لاعتقادهم أنّ مصیر مرتکبی الذنوب الکبیرة غیر معلوم لتصوّرهم أنّ البتّ فیها مؤجّل إلى یوم القیامة(3)
کما نقرأ فی حدیث للإمام الباقر (علیه السلام): «نزلت هذه الآیة فی القدریة: (ذوقوا مسّ سقر * إنّا کلّ شیء خلقناه بقدر)(4) إشارة إلى أنّ المقصود من التقدیر والحساب هنا أنّ الله سبحانه قد جعل لکلّ ذنب ما یناسبه من الحساب والجزاء الدقیق، وهذا تفسیر آخر ممّا فسّرت به الآیة، أو أنّ المقصود بها إلفات نظر الذین أنکروا التقدیر الإلهی وظنّوا أنّ الله تعالى لیس له تدخّل فی أعمالهم وأنّهم قادرون على کلّ شیء، ویأتی إلیهم التنبیه الإلهی فی ضرورة ملاحظة القدرة الإلهیة العظیمة، وإلاّ فعلیکم أن تذوقوا جزاء انحرافکم (وهو مسّ سقر)(5)
ولکن کما قلنا سابقاً فإنّ أعمالنا هی بتقدیر ومشیئة الباریء عزّوجلّ، ولن تخرج عن دائرة قدرته وإرادته أبداً، وقد جعلنا الله سبحانه مختارین فیها ضمن ما قدّر لنا، ولذلک عیّن لنا مسؤولیات وتکالیف فلو لم نکن مختارین فإنّ هذه المسؤولیات والتکالیف ستکون بلا معنى حیث إنّ فقدان الإرادة یجعلنا مجبورین فی أعمالنا، وهذا خلاف التقدیر الإلهی.
ونلاحظ فی مقابل إفراط (الجبریین) تفریط جماعة (القدریین) أو المفوّضة الذین یذهبون صراحةً إلى القول بأنّ الله لا یتدخّل فی أعمالنا وممارساتنا، حیث إنّهم یحدّون ویحجمون دائرة الهیمنة الإلهیّة على الإنسان ویعتقدون باستقلالیتهم تماماً عن المشیئة الإلهیّة، وبذلک سلکوا طریق الشرک من هذه الجهة.
والحقیقة أنّ الجمع بین أصلی (التوحید والعدل) یحتاج إلى دقّة وضبط، فلو فسّرنا التوحید بأنّ الله خالق کلّ شیء حتى أعمالنا بشکل لا نملک أی اختیار فیها فإنّنا نکون بذلک قد أنکرنا أصل العدل، لأنّ مقترفی الذنوب مجبرون على إرتکاب المعاصی ثمّ ینتظرهم الجزاء المتمثّل بالعقاب، وهذا خلاف العدالة.
وإذا فسّرنا «العدل» بأنّ الله تعالى لیس له أی لون من التدخّل فی أعمالنا فإنّنا سنخرج الإرادة الإلهیّة من الهیمنة علینا، وعندئذ نقع فی وادی الشرک.
ویمثّل مفهوم «الأمر بین الأمرین» الإیمان الخالص والصراط المستقیم وخطّ الوسط بین (الجبریین والقدریین) وهو أن نعتقد بأنّنا مختارین، واختیارنا هذا یکون ضمن الهیمنة الإلهیّة، حیث تستطیع الإرادة الإلهیّة فی أی لحظة أن تسلب منّا هذا الاختیار، وهذا ما یذهب إلیه أهل البیت(علیهم السلام).
والنقطة الجدیرة بالذکر أنّه وردت فی نهایة الآیات مورد البحث روایات عدیدة فی ذمّ هاتین الجماعتین فی کتب تفسیر أهل السنّة والشیعة، ومن جملتها نقرأ فی حدیث النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) حیث یقول: «صنفان من اُمّتی لیس لهم فی الإسلام نصیب المرجئة والقدریة، اُنزلت فیهم آیة فی کتاب الله: (إنّ المجرمین فی ضلال وسعر)»(2) «المرجئة» من مادّة (إرجاء) بمعنى تأخیر الشیء، وهذا اصطلاح یستعمل للجبریین، لأنّهم لم یراعوا الأوامر الإلهیّة وارتکبوا المعاصی لظنّهم أنّهم مجبورون، أو لاعتقادهم أنّ مصیر مرتکبی الذنوب الکبیرة غیر معلوم لتصوّرهم أنّ البتّ فیها مؤجّل إلى یوم القیامة(3)
کما نقرأ فی حدیث للإمام الباقر (علیه السلام): «نزلت هذه الآیة فی القدریة: (ذوقوا مسّ سقر * إنّا کلّ شیء خلقناه بقدر)(4) إشارة إلى أنّ المقصود من التقدیر والحساب هنا أنّ الله سبحانه قد جعل لکلّ ذنب ما یناسبه من الحساب والجزاء الدقیق، وهذا تفسیر آخر ممّا فسّرت به الآیة، أو أنّ المقصود بها إلفات نظر الذین أنکروا التقدیر الإلهی وظنّوا أنّ الله تعالى لیس له تدخّل فی أعمالهم وأنّهم قادرون على کلّ شیء، ویأتی إلیهم التنبیه الإلهی فی ضرورة ملاحظة القدرة الإلهیة العظیمة، وإلاّ فعلیکم أن تذوقوا جزاء انحرافکم (وهو مسّ سقر)(5)
لا يوجد تعليق