الجواب الاجمالي:
المادیون یقولون: عندما نُفکّر تصدر سلسلة مِن الأمواج الکهربائیة مِن عقلنا، هذه الأمواج یمکن التقاطها الیوم بواسطة أجهزة خاصّة وتدوینها على الأوراق ودراستها، وهذه هی الفعالیة الفیزیائیة لعقلنا.
إضافة إلى هذا، فإنَّ خلایا العقل عند التفکیر، وکذلک عندِ النشاطات العصبیة المختلفة، تقوم بمجموعة مِن الأفعال والانفعالات الکیمیاویة.
لذلک فإنَّ الروح والصفات الروحیة لیست سوى الخواص الفیزیائیة والأفعال الکیمیائیة للخلایا العقلیة والعصبیة.
الجواب التفصيلي:
إنَّ العلماء الإلهیین والفلاسفة الروحیین یعتقدون بأنَّ الإنسان وبالإضافة إلى المواد التی تدخل فی تشکیل جسمه، ینطوی وجوده على حقیقة جوهریة اُخرى لا تتجلى فیها صفات المادة، وإنّ جسم الإنسان یخضع لتأثیرها بشکل مُباشر وفاعل.
وبعبارة اُخرى، فإنَّ الروح هی حقیقة من حقائق ما وراء الطبیعة (أی میتافیزیقیّة) حیث إنَّ ترکیبها وفاعلیتها تختلف عن ترکیب وفاعلیة عالم المادة; صحیح أنّها مرتبطة مع عالم المادة، إلاَّ أنّها لیست مادة ولا تملک خواص المادة.
فی المقابل هُناک الفلاسفة المادیون الذین یقولون: إنّنا لا نعرف موجوداً مستقلا عن المادة یسمى بالروح، أو أی اسم آخر، وإنَّ کلّ ما هوموجود هو هذه المادة الجسمیة آثارها الفیزیائیة أو الکیمیائیة.
المادیون یقولون: عندما نُفکّر تصدر سلسلة مِن الأمواج الکهربائیة مِن عقلنا، هذه الأمواج یمکن التقاطها الیوم بواسطة أجهزة خاصّة وتدوینها على الأوراق ودراستها، خاصّة فی مستشفیات الأعصاب، حیث یتمّ تشخیص الأمراض العصبیة ومعالجتها، وهذه هی الفعالیة الفیزیائیة لعقلنا.
إضافة إلى هذا، فإنَّ خلایا العقل عند التفکیر، وکذلک عندِ النشاطات العصبیة المختلفة، تقوم بمجموعة مِن الأفعال والانفعالات الکیمیاویة.
لذلک فإنَّ الروح والصفات الروحیة لیست سوى الخواص الفیزیائیة والأفعال الکیمیائیة للخلایا العقلیة والعصبیة.
إنَّ المادیین یستفیدون مِن کلّ هذا العرض لبلورة النتائج التالیة:
1ـ بما أنَّ نشاط الغدد اللعابیة وآثارها المختلفة لم تکن موجودة قبل وجود جسم الإنسان، بل إنّها وُجدت بعد وجوده، لذا فإنَّ النشاطات الروحیة تظهر بعد ظهور الدماغ والجهاز العصبی، وتموت هذه الفعالیات بموت الإنسان.
2ـ الروح من خواص الجسم، إذن فهی مادیة ولیس لها أی صفات میتافیزیقیة.
3ـ الروح خاضعة لجمیع القوانین التی تحکم جسم الإنسان.
4ـ لیس هُناک وجود مستقل للروح بدون جسم، ولا یمکن أن یکون ذلک(1)
لا يوجد تعليق