شريعة الرحمة - المعارف الإسلامية والاجابة عن الشبهات الكلامية

یروی الطبری فی کتابه قائلاً: حدثنا ابن حمید قال حدثنا سلمة قال حدثنی محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله ابن عباس عن علی بن أبی طالب قال لما نزلت هذه الآیة على رسول الله صلى الله علیه وسلم وأنذر عشیرتک الأقربین دعانی رسول الله صلى الله علیه وسلم فقال لی یا علی إن الله أمرنی أن أنذر عشیرتی الأقربین فضقت بذلک ذرعا وعرفت أنى متى أبادیهم بهذا الامر أرى منهم ما أکره فصمت علیه حتى جاءنی جبریل فقال یا محمد إنک إلا تفعل ما تؤمر به یعذبک ربک فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل علیه رحل شاة واملا لنا عسا من لبن ثم أجمع لی بنى عبد المطلب حتى أکلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرنی به ثم دعوتهم له وهم یومئذ أربعون رجلا یزیدون رجلا أو ینقصونه فیهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إلیه دعانی بالطعام الذی صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول ورسول الله صلى الله علیه وسلم حذیة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها فی نواحی الصفحة ثم قال خذوا بسم الله فأکل القوم حتى مالهم بشئ حاجة وما أرى الا موضع أیدیهم وأیم الله الذی نفس علی بیده وإن کان الرجل الواحد منهم لیأکل ما قدمت لجمیعهم ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلک العس فشربوا منه حتى رووا منه جمیعا وأیم الله إن کان الرجل الواحد منهم لیشرب مثله فلما أراد رسول الله صلى الله علیه وسلم أن یکلمهم بدره أبو لهب إلى الکلام فقال لقد ما سحرکم صاحبکم فتفرق القوم ولم یکلمهم رسول الله صلى الله علیه وسلم فقال الغد یا علی إن هذا الرجل سبقنی إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أکلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلى * قال ففعلت ثم جمعتهم ثم دعانی بالطعام فقربته لهم ففعل کما فعل بالأمس فأکلوا حتى ما لهم بشئ حاجة ثم قال أسقهم فجئتهم بذلک العس فشربوا حتى رووا منه جمیعا ثم تکلم رسول الله صلى الله علیه وسلم فقال یا بنى عبد المطلب إنی والله ما أعلم شابا فی العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتکم به إنی قد جئتکم بخیر الدنیا والآخرة وقد أمرنی الله تعالى أن أدعوکم إلیه فأیکم یوازرنی على هذا الامر على أن یکون أخی ووصیی وخلیفتی فیکم قال فأحجم القوم عنها جمیعا وقلت وإنی لأحدثهم سنا وأرمصهم عینا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا یا نبی الله أکون وزیرک علیه فاخذ برقبتی ثم قال إن هذا أخی ووصیی وخلیفتی فیکم فاسمعوا له وأطیعوا قال فقام القوم یضحکون»(1)(2)