الجواب الاجمالي:
إن واقعة الغدير المعروفة وحسب الأسناد التاريخية المتفق عليها بين عموم المؤرخين حدثت في السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة وحين العودة من حجة الوداع لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكان ذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في غدير خم بوادي الجحفة وهو مفترق طرق أهل المدينة والمصريين
الجواب التفصيلي:
قصد رسول الله (صلى الله علیه وآله) التوجه للحج فی السنة العاشرة من الهجرة، وقد نادى منادی رسول الله (صلى الله علیه وآله) یعلم الناس بذلک، فاجتمع من المسلمین جمع غفیر قاصدا مکة لیلتحق بالنبی (صلى الله علیه وآله)، ویتعلم منه مناسک حجه .
حج رسول الله (صلى الله علیه وآله) بالمسلمین، ثم قفل عائدا صوب المدینة . عندما حل الیوم الثامن عشر من ذی الحجة کانت قوافل الحجیج تأخذ طریقها إلى مضاربها ومواضع سکناها ؛ فمنها ما کان یتقدم على النبی، ومنها ما کان یتأخر عنه. حلت قافلة النبی (صلى الله علیه وآله) بموضع یقال له "غدیر خم " فی وادی الجحفة، (وهو مفترق تتشعب فیه طرق أهل المدینة والمصریین و...) .
الشمس فی کبد السماء ترسل بأشعتها اللاهبة، وتدفع بحممها صوب الأرض، وإذا بالوحی یغشى النبی ویأتیه أمر السماء، فیأمر أن یجتمع الناس فی المکان المذکور و ینادی منادی رسول الله (صلى الله علیه وآله) برد من تقدم من القوم، وبحبس من تأخر ؛ لیجتمع المسلمون على سواء فی موقف واحد، ولا أحد یدری ما الخبر .
منتصف النهار فی یوم صائف شدید القیظ، حتى أن الرجل لیضع رداءه تحت قدمیه من شدة الحر، فیما یلوذ آخرون بظلال المراکب والمتاع . فارتقی النبی (صلی الله علیه و آله) موضعا صنعوه له من الرحال وأقتاب الإبل و بدأ خطبته، فحمد الله وأثنى علیه، ثم ذکر للجمع المحتشد أن ساعة الرحیل قد أزفت، وقد أوشک أن یدعى فیجیب، فطلب من الحاضرین أن یشهدوا له بأداء الرسالة، فهبت الأصوات تجیب النبی على نسق واحد : "نشهد أنک قد بلغت ونصحت وجهدت؛ فجزاک الله خیرا " .
ثم، لتهیئة النفوس للبلاغ الخطیر الأخیر تحدث إلیهم مرات عن صدقه فی "البلاغ"، کما تکلم عن " الثقلین " وأوصى بهما، ثم انعطف یحدثهم عن موقعه الشاهق العلی فی الأمة، وطلب منهم أن یشهدوا بأولویته على أنفسهم، حتى إذا ما شهدوا له بصوت واحد، أخذ بعضد علی بن أبی طالب (علیه السلام) ورفعه، فزاد من جلال المشهد وهیبته، ثم راح ینادی بصوت عالی الصدح قوی الرنین :
"فمن کنت مولاه فعلی مولاه " .
قال هذه الجملة، ثم کررها ثلاثا، وطفق یدعو لمن یوالی علیا، ولمن ینصر علیا، ولمن یکون إلى جوار علی (علیه السلام).
فهکذا أعلن رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ولایة علی وخلافته، على مرآى من عشرات الألوف من الذین اجتمعوا للحج من جمیع أقالیم القبلة(1).
لا يوجد تعليق