الجواب الاجمالي:
أن "الأولویة فی الأمور" و"تولی الأمور" و"السیادة" و"الرئاسة" و"الزعامة "
هی حقائق معروفة ومندرجة فی معنى المولى، کما أن معنى "المولى" مطابق لمعنی "الولی". وهاتان النقطتان معروفتان وقد أکد علیها العلماء والآدباء والمفسرون الکبار
الجواب التفصيلي:
إن تفحص النصوص الأدبیة القدیمة، ودراسة متون اللغة والتفسیر، لیدل دون ریب أن إحدى المعانی الواضحة لـ"المولى" هی الرئاسة والأولى بالتصرف فی أمور "المولى علیه"، وهی بمعنى الزعامة والولایة. وفیما یلی نستعرض بعض النصوص والشواهد اللغویة والتفسیریة الدالة على ذلک :
کتب أبو عبیدة معمر بن المثنى فی تفسیر کلمة "مولاکم" فی الآیة (15) من سورة الحدید: (...مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاکُمْ وبِئْسَ الْمَصِیرُ)، " أی: أولى بکم"(1).
ثم شید تفسیره وصوبه على أساس بیت من الشعر الجاهلی استشهد به، وهو :
فغدت کلا الفرجین تحسب أنه *** مولى المخافة خلفها وأمامها
لقد قصد شراح " المعلقات السبع " على أخذ المولى فی البیت المذکور بمعنى "الأولى"، وعلى هذا مضوا فی شرح الشعر(2).
وکتب الأدیب والمفسر الکوفی المشهور أبو زکریا یحیى بن زیاد بن عبد الله المعروف بالفراء، فی تفسیر الآیة (15) من سورة الحدید، ما نصه :
"(هی مولاکم): أی أولى بکم"(3).
وإلى هذا ذهب أیضا أبو الحسن الأخفش، وأبو إسحاق الزجاج، ومحمد بن القاسم الأنباری و...(4).
کتب المفسر والنسابة المعروف محمد بن السائب الکلبی، فی تفسیر الآیة (51) من سورة التوبة: (قُل لَّن یُصِیبَنَآ إِلاَّ مَا کَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ما نصه :
" أولى بنا من أنفسنا فی الموت والحیاة"(5).
وکما ذکرنا أن مجیء مولى بمعنى "المتولی" و"القیم على الأمور" هو أیضا من بین أجلى استعمالات هذا اللفظ، وقد صرح به کثیر منهم :
أبو العباس محمد بن یزید المعروف بالمبرد، فی تفسیر الآیة (11) من سورة محمد: (ذَ لِکَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِینَ ءَامَنُواْ)، حیث کتب :
" والولی والمولى معناهما سواء، وهو الحقیق بخلقه المتولی لأمورهم"(6).
کما جاء عن الفراء، قوله: "الولی والمولى فی کلام العرب واحد"(7).
کتب المفسر والأدیب والباحث القرآنی المعروف فی القرن الهجری الرابع الراغب الإصفهانی، ما نصه: "والولایة تولی الأمر، والولی والمولى یستعملان فی ذلک، کل واحد منهما یقال فی معنى الفاعل أی الموالی، وفی معنى المفعول أی الموالى"(8).
کتب المفسر والأدیب المعروف فی القرن الهجری الخامس أبو الحسن علی بن أحمد الواحدی النیسابوری، فی تفسیر الآیة (62) من سورة الأنعام: (ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ) ما نصه :
" الذی یتولى أمورهم"(9).
فی الواقع صرح بهذه الحقیقة علماء کثیرون نذکر من بینهم أیضا المفسر المعتزلی الکبیر جار الله الزمخشری، الذی کتب فی تفسیر الآیة (286) من سورة البقرة: (أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا) ما نصه :
"سیدنا ونحن عبیدک، أو ناصرنا أو متولی أمورنا"(10).
أما ابن الأثیر فقد کتب فی مصنفه القیم "النهایة " الذی تناول فیه غریب الحدیث النبوی وألفاظه الصعبة، ما نصه فی معنى "المولى" :
"قد تکرر ذکر المولى فی الحدیث، وهو اسم یقع على جماعة کثیرة... وکل من ولی أمرا أو قام به فهو مولاه وولیه... ومنه الحدیث "أیما امرأة نکحت بغیر إذن مولاها فنکاحها باطل"، وفی روایة "ولیها" أی متولی أمرها(11).
على هذا الضوء یتضح أن "الأولویة فی الأمور" و"تولی الأمور" و"السیادة" و"الرئاسة" و"الزعامة " هی حقائق معروفة ومندرجة فی معنى المولى، کما أن معنى "المولى" مطابق لمعنی "الولی". وهاتان النقطتان معروفتان وقد أکد علیها العلماء والآدباء والمفسرون الکبار.
وبذلک نحن نعتقد - کما یتفق معنا فی ذلک أیضا المنصفون وأتباع الحق من جمیع الفرق والمذاهب - ان ما قصده رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی ذلک المشهد العظیم الخالد، من خلال هذه الجملة المصیریة الخطیرة، هو الإعلان عن "ولایة" علی بن أبی طالب و"إمامته" و"زعامته" ولیس أی شیء آخر.
لقد أعد المشهد وتمت تهیئة ذلک الحشد العظیم لغرض واحد فقط، هو إعلان الولایة العلویة للمرة الأخیرة على مرآى الجمیع، هو إعلان أخیر لکن احتشدت فیه کل عناصر التأثیر والجاذبیة لکی یستعصی على النسیان ویستوطن وعی الجمیع وذاکرتهم، حتى إذا ما أوشکت ساعة الرحیل ومضى النبی إلى ربه؛ لا یقول قائل: لم أدر ما الخبر؟ أو لم أکن أعلم بالأمر ولم أسمع به! لهذا کله حرص النبی (صلى الله علیه وآله) على أن یأخذ من القوم العهد والمیثاق، وأقرهم مرات على ما أبلغهم به، حتى إذا أقروا له، عاد یخاطب الجمع: "ألا فَلیُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ". (12)
کتب أبو عبیدة معمر بن المثنى فی تفسیر کلمة "مولاکم" فی الآیة (15) من سورة الحدید: (...مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاکُمْ وبِئْسَ الْمَصِیرُ)، " أی: أولى بکم"(1).
ثم شید تفسیره وصوبه على أساس بیت من الشعر الجاهلی استشهد به، وهو :
فغدت کلا الفرجین تحسب أنه *** مولى المخافة خلفها وأمامها
لقد قصد شراح " المعلقات السبع " على أخذ المولى فی البیت المذکور بمعنى "الأولى"، وعلى هذا مضوا فی شرح الشعر(2).
وکتب الأدیب والمفسر الکوفی المشهور أبو زکریا یحیى بن زیاد بن عبد الله المعروف بالفراء، فی تفسیر الآیة (15) من سورة الحدید، ما نصه :
"(هی مولاکم): أی أولى بکم"(3).
وإلى هذا ذهب أیضا أبو الحسن الأخفش، وأبو إسحاق الزجاج، ومحمد بن القاسم الأنباری و...(4).
کتب المفسر والنسابة المعروف محمد بن السائب الکلبی، فی تفسیر الآیة (51) من سورة التوبة: (قُل لَّن یُصِیبَنَآ إِلاَّ مَا کَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ما نصه :
" أولى بنا من أنفسنا فی الموت والحیاة"(5).
وکما ذکرنا أن مجیء مولى بمعنى "المتولی" و"القیم على الأمور" هو أیضا من بین أجلى استعمالات هذا اللفظ، وقد صرح به کثیر منهم :
أبو العباس محمد بن یزید المعروف بالمبرد، فی تفسیر الآیة (11) من سورة محمد: (ذَ لِکَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِینَ ءَامَنُواْ)، حیث کتب :
" والولی والمولى معناهما سواء، وهو الحقیق بخلقه المتولی لأمورهم"(6).
کما جاء عن الفراء، قوله: "الولی والمولى فی کلام العرب واحد"(7).
کتب المفسر والأدیب والباحث القرآنی المعروف فی القرن الهجری الرابع الراغب الإصفهانی، ما نصه: "والولایة تولی الأمر، والولی والمولى یستعملان فی ذلک، کل واحد منهما یقال فی معنى الفاعل أی الموالی، وفی معنى المفعول أی الموالى"(8).
کتب المفسر والأدیب المعروف فی القرن الهجری الخامس أبو الحسن علی بن أحمد الواحدی النیسابوری، فی تفسیر الآیة (62) من سورة الأنعام: (ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ) ما نصه :
" الذی یتولى أمورهم"(9).
فی الواقع صرح بهذه الحقیقة علماء کثیرون نذکر من بینهم أیضا المفسر المعتزلی الکبیر جار الله الزمخشری، الذی کتب فی تفسیر الآیة (286) من سورة البقرة: (أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا) ما نصه :
"سیدنا ونحن عبیدک، أو ناصرنا أو متولی أمورنا"(10).
أما ابن الأثیر فقد کتب فی مصنفه القیم "النهایة " الذی تناول فیه غریب الحدیث النبوی وألفاظه الصعبة، ما نصه فی معنى "المولى" :
"قد تکرر ذکر المولى فی الحدیث، وهو اسم یقع على جماعة کثیرة... وکل من ولی أمرا أو قام به فهو مولاه وولیه... ومنه الحدیث "أیما امرأة نکحت بغیر إذن مولاها فنکاحها باطل"، وفی روایة "ولیها" أی متولی أمرها(11).
على هذا الضوء یتضح أن "الأولویة فی الأمور" و"تولی الأمور" و"السیادة" و"الرئاسة" و"الزعامة " هی حقائق معروفة ومندرجة فی معنى المولى، کما أن معنى "المولى" مطابق لمعنی "الولی". وهاتان النقطتان معروفتان وقد أکد علیها العلماء والآدباء والمفسرون الکبار.
وبذلک نحن نعتقد - کما یتفق معنا فی ذلک أیضا المنصفون وأتباع الحق من جمیع الفرق والمذاهب - ان ما قصده رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی ذلک المشهد العظیم الخالد، من خلال هذه الجملة المصیریة الخطیرة، هو الإعلان عن "ولایة" علی بن أبی طالب و"إمامته" و"زعامته" ولیس أی شیء آخر.
لقد أعد المشهد وتمت تهیئة ذلک الحشد العظیم لغرض واحد فقط، هو إعلان الولایة العلویة للمرة الأخیرة على مرآى الجمیع، هو إعلان أخیر لکن احتشدت فیه کل عناصر التأثیر والجاذبیة لکی یستعصی على النسیان ویستوطن وعی الجمیع وذاکرتهم، حتى إذا ما أوشکت ساعة الرحیل ومضى النبی إلى ربه؛ لا یقول قائل: لم أدر ما الخبر؟ أو لم أکن أعلم بالأمر ولم أسمع به! لهذا کله حرص النبی (صلى الله علیه وآله) على أن یأخذ من القوم العهد والمیثاق، وأقرهم مرات على ما أبلغهم به، حتى إذا أقروا له، عاد یخاطب الجمع: "ألا فَلیُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ". (12)
لا يوجد تعليق