الجواب الاجمالي:
إنّ المعطيات الاجتماعية والمخاطر التي كانت تحيط بالأمة الإسلامية الفتية من كل جانب، توحي بأنّه كان من الواجب أن يدفع رسول الإسلام ـ بتعيين قائد للاُمّة ـ ظهور أيّ اختلاف وانشقاق فيها من بعده، ويضمّن بذلك استمرار وبقاء الاُمّة الإسلامية وإيجاد حصن قوي وسياج دفاعي متين حولها.
إنّ تحصين الاُمّة وصيانتها من الحوادث المشؤومة والحيلولة دون مطالبة كل فريق الزعامة لنفسه دون غيره وبالتالي التنازع على مسألة الخلافة والزعامة، لم يكن متحقّقاً إلاّ بتعيين قائد للاُمّة وعدم ترك الاُمور للأقدار.
إنّ هذه المحاسبة الاجتماعية تهدينا إلى صحّة نظرية «التنصيص على القائد بعد الرسول» ولعلّ لهذه الجهة ولجهات اُخرى طرح الرسول مسألة الخلافة في بدء الدعوة واستمر بذلك إلى آخر ساعة من عمره الشريف
إنّ تحصين الاُمّة وصيانتها من الحوادث المشؤومة والحيلولة دون مطالبة كل فريق الزعامة لنفسه دون غيره وبالتالي التنازع على مسألة الخلافة والزعامة، لم يكن متحقّقاً إلاّ بتعيين قائد للاُمّة وعدم ترك الاُمور للأقدار.
إنّ هذه المحاسبة الاجتماعية تهدينا إلى صحّة نظرية «التنصيص على القائد بعد الرسول» ولعلّ لهذه الجهة ولجهات اُخرى طرح الرسول مسألة الخلافة في بدء الدعوة واستمر بذلك إلى آخر ساعة من عمره الشريف
الجواب التفصيلي:
ان مراجعة التاریخ والاطلاع على الأوضاع التی أحاطت بفترة رحلة النبی (صلى الله علیه وآله) مناطقیاً وعالمیاً والتدقیق فی مرحلة ما قبل وفاته تشیر بوضوح الى ان موقع الامام من المواقع التنصیبیة، وذلک لان ثلاثة مخاطر على صورة مثلث مشؤوم کانت تهدد الدین والوجود الاسلامی، وهی:
امبراطوریة الرومان وهی تمثل الضلع الاول من المثلث المشؤوم، والضلع الثانی یختصر فی الامبراطوریة الفارسیة، والضلع الثالث فی الجماعة الداخلیة المنافقة.
أما بالنسبة للخطر الاول وأهمیته القصوى فیکفی أن نعرف ان النبی (صلى الله علیه وآله) کان یفکر دوماً وحتى اللحظات الأخیرة من عمره بتهدید الروم القائم. ومن هذا المنطلق وقبیل وفاته جهز النبی (صلى الله علیه وآله) جیشاً عظیماً بقیادة «اسامة بن زید» لمواجهة الروم، حتى انه لعن کل من تخلف عن جیش أسامة.
وفیما یتعلق بخطر الضلع الثانی فیکفی أن نعرف انه کان عدواً شرساً حتى انه مزّق رسالة النبی (صلى الله علیه وآله) وکتب الى حاکم الیمن ان یعتقل النبی (صلى الله علیه وآله)، ویحضره أو رأسه إلیه.
أما بالنسبة للخطر الثالث فینبغی أن نعلم ان تیار المنافقین کان یضع العراقیل أمام النبی (صلى الله علیه وآله) بإستمرار، ویؤلمونه من خلال المؤمرات التی یحوکونها ضده، ویعرقلون مسیرة النبی (صلى الله علیه وآله). ویتحدث القرآن الکریم فی سورة عدة عن المنافقین وخصالهم، ونفاقهم، وأذآهم، وخطواتهم المشؤومة، حتى إن سورة من سور القرآن الکریم سمیت بـ "المنافقین" حیث تتحدث عن المنافقین ونوایاهم، وافعالهم النکراء.
ویطرح من خلال ما ذکرنا سؤال، هو: هل من الصحیح أن یترک النبی (صلى الله علیه وآله) الأمة الاسلامیة والدین الاسلامی المحاصر من کل صوب وحدب بالمخاطر، والذی یتربص به الأعداء من کل جهة من دون قائد معین؟ کان النبی (صلى الله علیه وآله) یعلم جیداً ان حیاة العرب.. حیاة مبنیة على أسس العشیرة والقبیلة، وأفراد العشیرة یتبعون فی قراراتهم رئیس القبیلة، ویحتکمون للعصبیة القبلیة، ویخضعون لرؤسائها. ومن هذا المنطلق ترک هذه القبائل من دون تنصیب قائد معین یؤدی الى نزاعات وتشتت قبلی، حیث یستغل العدو هذه النزاعات والاختلافات. وطبقاً لما تقدم فالخیار الأفضل هو تعیین وتنصیب خلیفة کی لا یؤول المجتمع الى الفرقة والنزاع والتشتت والاختلاف(1)،(2)
امبراطوریة الرومان وهی تمثل الضلع الاول من المثلث المشؤوم، والضلع الثانی یختصر فی الامبراطوریة الفارسیة، والضلع الثالث فی الجماعة الداخلیة المنافقة.
أما بالنسبة للخطر الاول وأهمیته القصوى فیکفی أن نعرف ان النبی (صلى الله علیه وآله) کان یفکر دوماً وحتى اللحظات الأخیرة من عمره بتهدید الروم القائم. ومن هذا المنطلق وقبیل وفاته جهز النبی (صلى الله علیه وآله) جیشاً عظیماً بقیادة «اسامة بن زید» لمواجهة الروم، حتى انه لعن کل من تخلف عن جیش أسامة.
وفیما یتعلق بخطر الضلع الثانی فیکفی أن نعرف انه کان عدواً شرساً حتى انه مزّق رسالة النبی (صلى الله علیه وآله) وکتب الى حاکم الیمن ان یعتقل النبی (صلى الله علیه وآله)، ویحضره أو رأسه إلیه.
أما بالنسبة للخطر الثالث فینبغی أن نعلم ان تیار المنافقین کان یضع العراقیل أمام النبی (صلى الله علیه وآله) بإستمرار، ویؤلمونه من خلال المؤمرات التی یحوکونها ضده، ویعرقلون مسیرة النبی (صلى الله علیه وآله). ویتحدث القرآن الکریم فی سورة عدة عن المنافقین وخصالهم، ونفاقهم، وأذآهم، وخطواتهم المشؤومة، حتى إن سورة من سور القرآن الکریم سمیت بـ "المنافقین" حیث تتحدث عن المنافقین ونوایاهم، وافعالهم النکراء.
ویطرح من خلال ما ذکرنا سؤال، هو: هل من الصحیح أن یترک النبی (صلى الله علیه وآله) الأمة الاسلامیة والدین الاسلامی المحاصر من کل صوب وحدب بالمخاطر، والذی یتربص به الأعداء من کل جهة من دون قائد معین؟ کان النبی (صلى الله علیه وآله) یعلم جیداً ان حیاة العرب.. حیاة مبنیة على أسس العشیرة والقبیلة، وأفراد العشیرة یتبعون فی قراراتهم رئیس القبیلة، ویحتکمون للعصبیة القبلیة، ویخضعون لرؤسائها. ومن هذا المنطلق ترک هذه القبائل من دون تنصیب قائد معین یؤدی الى نزاعات وتشتت قبلی، حیث یستغل العدو هذه النزاعات والاختلافات. وطبقاً لما تقدم فالخیار الأفضل هو تعیین وتنصیب خلیفة کی لا یؤول المجتمع الى الفرقة والنزاع والتشتت والاختلاف(1)،(2)
لا يوجد تعليق