الجواب الاجمالي:
ان التدقیق فی حیاة النبی (ص) منذ الزمن الذی أمر بدعوة الأقربین إلى حضیرة الاسلام، ومن ثم إبلاغ الشریعة لجمیع المسلمین، یشیر بوضوح الى النبی (ص) سلک أسلوب "التنصیب" لمرات عدة فیما یتعلق بـ اختیار "القائد" و"الخلیفة"، ولیس أسلوب "الاختیار الجماهیری"، ويظهر ذلك جلياً من حادثة يوم الدار، شأنها شأن واقعة يوم الغدير وتنصيب الخليفة من بعده
الجواب التفصيلي:
ان التدقیق فی حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) منذ الزمن الذی أمر بدعوة الأقربین إلى حضیرة الاسلام، ومن ثم إبلاغ الشریعة لجمیع المسلمین، یشیر بوضوح الى النبی (صلى الله علیه وآله) سلک أسلوب "التنصیب" لمرات عدة فیما یتعلق بـ اختیار "القائد" و"الخلیفة"، ولیس أسلوب "الاختیار الجماهیری". ولإثبات هذا المدعى نشیر الى موقفین من سیرة النبی (صلى الله علیه وآله):
1. تنصیب الخلیفة فی حدیث یوم الدّار
بعد مضی ثلاث سنوات من بدایة الرسالة أمر الله تعالى النبی (صلى الله علیه وآله) أن ینذر عشیرته الأقربین ویدعوهم الى حضیرة الاسلام، وهذا کان فی الوقت الذی نزلت فیه آیة (وَأَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ اْلأَقْرَبِینَ)(1).
فاستجاب النبی (صلى الله علیه وآله) لأمر الله تعالى ودعى بنی هاشم، ثم تکلم فقال: یا بنی عبد المطلب إنی والله ما أعلم شابا فی العرب جاء قومه بأفضل ما جئتکم به إنی قد جئتکم بخیر الدنیا والآخرة وقد أمرنی الله أن أدعوکم إلیه، فأیکم یؤازرنی على أمری هذا؟ فقلت وأنا أحدثهم سنا وأرمصهم (1) عینا وأعظمهم بطنا وأحمشهم (2) ساقا: أنا یا نبی الله أکون وزیرک علیه فأخذ برقبتی فقال: «اِنَّ هذا اَخی ووَصیّی وخَلیفَتی فیکُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وأَطیعُوا»(2).
2. تنصیب الامام (علیه السلام) فی یوم الغدیر
أبلغ النبی (صلى الله علیه وآله) فی یوم الغدیر کل مسلم قریب وبعید، وأزال الشک والشبهة وعدم الوضوح فیما یتعلق بتنصیب الامام (علیه السلام) حیث توقف فی عودته من حجة الوادع فی غدیر خم إستجابة لأمر الله تعالى حیث نزلت الآیة: (یا أیها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ)(3).(4) وأمره أن یقیم علیا علما للناس ویبلغهم ما نزل فیه من الولایة وفرض الطاعة على کل أحد، وکان أوائل القوم قریبا من الجحفة فأمر رسول الله أن یرد من تقدم منهم ویحبس من تأخر عنهم فی ذلک المکان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ینزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقام ما تحتهن حتى إذا نودی بالصلاة صلاة الظهر عمد إلیهن فصلى بالناس تحتهن، وکان یوما هاجرا یضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدمیه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلى الله علیه وآله من صلاته قام خطیبا وسط القوم على أقتاب الإبل وأسمع الجمیع، رافعا عقیرته فقال: الحمد لله ونستعینه ونؤمن به، ونتوکل علیه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سیئات أعمالنا الذی لا هادی لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله - أما بعد -: أیها الناس قد نبأنی اللطیف الخبیر أنه لم یعمر نبی إلا مثل نصف عمر الذی قبله، وإنی أوشک أن أدعى فأجیب، وإنی مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنک قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاک الله خیرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتیة لا ریب فیها وأن الله یبعث من فی القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلک، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أیها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإنی فرط على الحوض، وأنتم واردون علی الحوض، وإن عرضه ما بین صنعاء وبصرى فیه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا کیف تخلفونی فی الثقلین فنادى مناد: وما الثقلان یا رسول الله؟ قال: الثقل الأکبر کتاب الله طرف بید الله عز وجل وطرف بأیدیکم فتمسکوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتی، وإن اللطیف الخبیر نبأنی أنهما لن یتفرقا حتى یراد علی الحوض فسألت ذلک لهما ربی، فلا تقدموهما فتهلکوا، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا، ثم أخذ بید علی فرفعها حتى رؤی بیاض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أیها الناس من أولى الناس بالمؤمنین من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولای وأنا مولى المؤمنین وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن کنت مولاه فعلی مولاه، یقولها ثلث مرات، وفی لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حیث دار، ألا فلیبلغ الشاهد الغایب.
ان حدیث الغدیر من الأحادیث المتوارة، وقد روى هذا الحدیث الصحابة والتابعین، وعلماء الحدیث على مرّ التاریخ بشکل متواتر، حیث روى حدیث الغدیر 110 من الصحابة، و84 من التابعین، و360 من العلماء والمحدثین. ومع تواتر هذا الحدیث لا تبقى أی مساحة للتردید فی أصالته وصحته(5)
1. تنصیب الخلیفة فی حدیث یوم الدّار
بعد مضی ثلاث سنوات من بدایة الرسالة أمر الله تعالى النبی (صلى الله علیه وآله) أن ینذر عشیرته الأقربین ویدعوهم الى حضیرة الاسلام، وهذا کان فی الوقت الذی نزلت فیه آیة (وَأَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ اْلأَقْرَبِینَ)(1).
فاستجاب النبی (صلى الله علیه وآله) لأمر الله تعالى ودعى بنی هاشم، ثم تکلم فقال: یا بنی عبد المطلب إنی والله ما أعلم شابا فی العرب جاء قومه بأفضل ما جئتکم به إنی قد جئتکم بخیر الدنیا والآخرة وقد أمرنی الله أن أدعوکم إلیه، فأیکم یؤازرنی على أمری هذا؟ فقلت وأنا أحدثهم سنا وأرمصهم (1) عینا وأعظمهم بطنا وأحمشهم (2) ساقا: أنا یا نبی الله أکون وزیرک علیه فأخذ برقبتی فقال: «اِنَّ هذا اَخی ووَصیّی وخَلیفَتی فیکُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وأَطیعُوا»(2).
2. تنصیب الامام (علیه السلام) فی یوم الغدیر
أبلغ النبی (صلى الله علیه وآله) فی یوم الغدیر کل مسلم قریب وبعید، وأزال الشک والشبهة وعدم الوضوح فیما یتعلق بتنصیب الامام (علیه السلام) حیث توقف فی عودته من حجة الوادع فی غدیر خم إستجابة لأمر الله تعالى حیث نزلت الآیة: (یا أیها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ)(3).(4) وأمره أن یقیم علیا علما للناس ویبلغهم ما نزل فیه من الولایة وفرض الطاعة على کل أحد، وکان أوائل القوم قریبا من الجحفة فأمر رسول الله أن یرد من تقدم منهم ویحبس من تأخر عنهم فی ذلک المکان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ینزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقام ما تحتهن حتى إذا نودی بالصلاة صلاة الظهر عمد إلیهن فصلى بالناس تحتهن، وکان یوما هاجرا یضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدمیه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلى الله علیه وآله من صلاته قام خطیبا وسط القوم على أقتاب الإبل وأسمع الجمیع، رافعا عقیرته فقال: الحمد لله ونستعینه ونؤمن به، ونتوکل علیه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سیئات أعمالنا الذی لا هادی لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله - أما بعد -: أیها الناس قد نبأنی اللطیف الخبیر أنه لم یعمر نبی إلا مثل نصف عمر الذی قبله، وإنی أوشک أن أدعى فأجیب، وإنی مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنک قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاک الله خیرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتیة لا ریب فیها وأن الله یبعث من فی القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلک، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أیها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإنی فرط على الحوض، وأنتم واردون علی الحوض، وإن عرضه ما بین صنعاء وبصرى فیه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا کیف تخلفونی فی الثقلین فنادى مناد: وما الثقلان یا رسول الله؟ قال: الثقل الأکبر کتاب الله طرف بید الله عز وجل وطرف بأیدیکم فتمسکوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتی، وإن اللطیف الخبیر نبأنی أنهما لن یتفرقا حتى یراد علی الحوض فسألت ذلک لهما ربی، فلا تقدموهما فتهلکوا، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا، ثم أخذ بید علی فرفعها حتى رؤی بیاض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أیها الناس من أولى الناس بالمؤمنین من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولای وأنا مولى المؤمنین وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن کنت مولاه فعلی مولاه، یقولها ثلث مرات، وفی لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حیث دار، ألا فلیبلغ الشاهد الغایب.
ان حدیث الغدیر من الأحادیث المتوارة، وقد روى هذا الحدیث الصحابة والتابعین، وعلماء الحدیث على مرّ التاریخ بشکل متواتر، حیث روى حدیث الغدیر 110 من الصحابة، و84 من التابعین، و360 من العلماء والمحدثین. ومع تواتر هذا الحدیث لا تبقى أی مساحة للتردید فی أصالته وصحته(5)
لا يوجد تعليق