الجواب الاجمالي:
البيعه كطريقه واساس ونظريه في اختيار الامام ضمن الشروط التي حددها الشارع المقدس، طريقه مستحسنه ولا غبار عليها ان لم يوجد نص على شخص باسمه، كما هو الحال في عصر الغيبه، اما في عصرالمعصوم بعد ثبوت النص عليه، فانها لا تقوى كنظريه امام النص لان الامر غير راجع للامه او لاهل الحل والعقد،وهذه النظريه ماخوذه من نظريه الشورى نفسها
الجواب التفصيلي:
قد یتصور البعض ان البیعة هی أساس الحکومة، وتتشکل الحکومة على أساسها. ولکن یعدّ هذا تجاهل بحقیقة ومکانة البیعة. ان البیعة فی حیاة العرب وبعد وفاة نبی الله (صلى الله علیه وآله)، ما زالت تمثل ما کانت علیه سابقاً. وعلى سبیل المثال فإن بیعة المسلمین مع النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) لم تعنی الإعتراف بإمامته ورئاسته، فضلاً عن تنصیبه وتعیینه للرئاسة. ان المبایعین بعد إیمانهم بنبوة النبی (صلى الله علیه وآله)، واعترافهم بقیادته وزعامته، أرادوا توفیر ما هو لازم ایمانهم، أی التعهد والالتزام بأوامر النبی (صلى الله علیه وآله) بعد ما أقروا بنبوته وقیادته. کان النبی (صلى الله علیه وآله) یقول لهم: «إذا آمنتم بی، فبایعونی لتطیعوننی، تصلون، وتدفعون الزکاة، وتدافعوا عنی حتى الموت، ولا تفروا من القتال».
ولم یکن فی ذلک الوقت، الهدف من وراء البیعة الاعتراف بمنصب نبوة سیدنا محمد (صلى الله علیه وآله)، أو انتخابه وتعیینه لمنصب الحکومة والولایة، وإنما کان الهدف من ورائها التأکید والإلتزام بلوازم الإیمان الذی سبق مرحلة البیعة. وهذا المعنى واضحاً فی بیعة الأنصار الثانیة فی منى، وفی بیعة الأصحاب مع سیدنا محمد (صلى الله علیه وآله) فی الحدیبیة. وطبقاً لما تقدم، فالبیعة لیست أسلوباً لتعیین الحاکم، ولا لإنتخاب القائد. ویتم تعیین القائد والإمام عبر الحوار، وقبول المجموعة الحاضرة بذلک، ومن ثمّ ینتقل الأمر لمرحلة البیعة والقبول، والتعهد، وکأنّ البیعة تأکید على ما ألتزموا به، وتحدثوا عنه سالفاً، وانعکاس لرضى قلبی.
ولو سلمنا ان البیعة أسلوب لتعیین الحاکم، فهذا یعنی إنها أحد طرق اختیار الخلیفة والإمام ولیس الطریق الوحید. وعلى ذلک إذا اختار الناس شخصاً للحکومة والقیادة بغیر البیعة، وأبرزوا رضاهم بذلک بطریقة من الطرق فذلک یکفی أن یکون ذلک الشخص اماماً وطاعته واجبة، لان هذه الطریقة هی أقرب للعهد والعقد بین مجموعة من الناس. أضف الى ذلک ان الشورى أو بیعة المجموعة الحاضرة فی مکان ما هی أسلوب اختیار الحاکم فیما لو لم یعین النبی الاکرم (صلى الله علیه وآله) شخصاً لقیادة الأمة، وفی غیر هذه الحالة فإن البیعة بمثابة ردّ النص الصریح، والاجتهاد فی مقابل النص. هذا فی الوقت الذی تنقل أحادیث متواترة وکثیرة عن النبی (صلى الله علیه وآله) تدل على وصایته لعلی (علیه السلام) وخلافته(1)
لا يوجد تعليق