الجواب الاجمالي:
الغلو ظاهرة غير طبيعية ناتجة من الفساد في العقيدة ، ومرد هذا الفساد إلى عدم فهم الدين والابتعاد عن حقيقة العبودية لله والإنبهار بكرامات المخلوق دون معجزات الخالق . . وهذه الظاهرة كانت في الأمم السابقة والقرآن الكريم يدلل على ذلك
إنما يصدق الغلو على من يقول في النبي والأئمة بألوهيتهم أو بكونهم شركاء لله سبحانه في المعبودية أو كونهم يرزقون ويخلقون، أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم، أو أنهم يعلمون الغيب من غير وحي أو إلهام، أو الاعتقاد بكونهم من القدم مع نفي الحدوث عنهم، أو القول في الأئمة عليهم السلام أنهم كانوا أنبياء، ثم القول بكل واحد من هذه خروج عن الدين وصاحبها كافر بإجماع الطائفة المحقة الاثنا عشرية كما أن الأدلة العقلية هي الأخرى تكفر أهل تلك المقالات والنحل .
الجواب التفصيلي:
إن وصف الامام بالعصمة والاعلمیة والافضلیة لا یعنی الا انهم عباد الله المخلصین الذین شملتهم عنایة الله، وبما ان الله تعالى یعرف عباده أفضل من غیره اختارهم لیکونوا خلفاء یهدون بأمر الله، وفی الوقت نفسه فانهم عباد الله المکرمون الذین لا یعصونه وینصاعون لأوامره. وعلى ذلک فان من یغالی فی حقهم ویخرج عن الحد فی وصفهم فقد ضلّ عن سواء السبیل. وطبقاً لما تقدم فان المغالین لیسوا من الشیعة، وان نسبوا أنفسهم للشیعة. وقد حذر أئمة أهل البیت (علیهم السلام) أتباعهم من الافراط والتفریط والغلو. ومن هنا فان الفرق المنقرضة نحو: الخطابیة، والمغیریة، وغیرهما من الفرق المغالیة فی الحقیقة والواقع لیست من الشیعة. إن حدیث أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی التعریف بأئمة أهل البیت (علیه السلام) یفی بهذا الخصوص حیث قال: « لا یقاس بآل محمد ( صلى الله علیه وآله ) من هذه الأمة أحد، ولا یسوى بهم من جرت نعمتهم علیه أبدا، هم أساس الدین، وعماد الیقین، إلیهم یفئ الغالی، وبهم یلحق التالی، ولهم خصائص حق الولایة، وفیهم الوصیة والوراثة، الآن إذ رجع الحق إلى أهله، ونقل إلى منتقله»(1)
وبالإضافة الى ذلک فان للإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) دعاء یبین فیه مکانة وموقف أئمة أهل البیت (علیهم السلام) قبال الغلاة، وقد جاء فی الدعاء: «اللهم إنی أبرأ إلیک من الحول والقوة، فلا حول ولا قوة إلا بک. اللهم إنی أبرأ إلیک من الذین ادعوا لنا ما لیس لنا بحق. اللهم إنی أبرأ إلیک من الذین قالوا فینا ما لم نقله فی أنفسنا. اللهم لک الخلق ومنک الأمر، وإیاک نعبد وإیاک نستعین. اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولین وآبائنا الآخرین. اللهم لا تلیق الربوبیة إلا بک، ولا تصلح الإلهیة إلا لک، فالعن النصارى الذین صغروا عظمتک، والعن المضاهین لقولهم من بریتک. اللهم إنا عبیدک وأبناء عبیدک، لا نملک لأنفسنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حیاة ولا نشورا. اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إلیک منه براء، ومن زعم أن إلینا الخلق وعلینا الرزق فنحن إلیک منه براء کبراءة عیسى (علیه السلام) من النصارى. اللهم إنا لم ندعهم إلى ما یزعمون، فلا تؤاخذنا بما یقولون واغفر لنا ما یزعمون. رب لا تذر على الأرض من الکافرین دیارا * إنک إن تذرهم یضلوا عبادک ولا یلدوا إلا فاجرا کفارا»(2)
لا يوجد تعليق