الجواب الاجمالي:
إنّ سیرةَ أئمّة أهلِ البیت علیهم السلام بغیة رعایةِ المصالحِ والمفاسِدِ کانوا یَسلکون فی کلّ زمانٍ موقفاً خاصّاً، وأُسلوباً مناسباً ولهذا نجدُهم کانُوا تارةً یتّخذون مَسلَک التقیّة اسلوباً، وتارة أُخرى کانوا یُضحُّون بأنفسِهم وأموالِهم فی سبیلِ إظهارِ عَقیدتهم
الجواب التفصيلي:
إنّ التقیّة- حسبَ منطِقِ الشِیعَة- واجبة فی ظروف خاصَة، إلّا أنّها مُحرَّمةٌ فی بعضِ الشروطِ أیضاً، ولا یجوز للإنسانِ فی مثل هذهِ الشُروط أنْ یَستخدمَ التقیّة بحجّة أنّه قد یتعرّض نفسُه، أو مالهُ أو عرضُه للخطر.
فَقَد یَتَصوَّرُ بعضٌ أنّ الشِیعة یوجبونَ التَقیّة دائماً وفی جمیع الحالات والظروف والأوضاع، والحال أنّ هذا تصوّرٌ خاطِئٌ، فإنّ سیرةَ أئمّة أهلِ البیت علیهم السلام لم تکنْ هکذا، لأنّهم، بغیة رعایةِ المصالحِ والمفاسِدِ کانوا یَسلکون فی کلّ زمانٍ موقفاً خاصّاً، وأُسلوباً مناسباً ولهذا نجدُهم کانُوا تارةً یتّخذون مَسلَک التقیّة اسلوباً، وتارة أُخرى کانوا یُضحُّون بأنفسِهم وأموالِهم فی سبیلِ إظهارِ عَقیدتهم.
ومما لا شک فیه أنّ أئمَّةَ الشّیعَة استشهدوا بالسَیف أو السُّمّ على أیدی الأعدْاء فی حین أنّهم لو کانُوا یُصانِعُونَ حُکّام عصورهم ویجاروُنهم، لمَنحهمْ أُولئِک الحکّام أعلى المناصب، وأسمَى المَراتب فی حکوماتِهم ولکنهم کانُوا یَعلموُن أنّ التقیّة قبال أُولئک الحُکّام (کیزید بن معاویة مثلًا) کان یؤدّی إلى زوال الدّین، وهلاک المذهب.
وفی مِثل هذهِ الشُروط أمام القادة الدینیّین المسلِمین نوعان من الوظیفة: أن یسلکوا مَسلَک التقیّة فی ظروف خاصَّة، وأنْ یحملوا حیاتهم على أکفّهِمْ ویَستَقْبلوا الموتَ فی ظروفٍ أُخرى، أی إذا وَجَدوا أساس الدِین فی خطرٍ جدّیٍ.
وفی الخاتمة نذکّرُ بأنّ التقیّةَ أمرٌ شخصیٌ ویَرتبط بوضعِ الفرد، أو الأفراد الضعفاء العاجزین فی مقابل العدوّ الغاشِم. فإنّ مثل هؤلاءِ إذا لم یَعْمَلوا بالتقیّة فَقَدوا حیاتهم مِن دون أن یترتب أثرٌ مفیدٌ على مقتَلِهِمْ.
ولکن لا تجوز التقیّة مطلقاً فی بیان معارف الدین وتعلیم أحکام الإسلام مثل أن یکتُبَ عالمٌ شیعیٌ کتاباً على أساس التقیّة، ویذکرَ فیه عقائدَ فاسدة، وأحکاماً منحرفة على أنّها عقائدُ الشیعة وأحکامُهم.
ولهذا فإننّا نرى علماءَ الشیعة أظهروا فی أشدّ الظروف والأحوال، عقائِدَهُمُ الحقَّة، ولم یحدُثْ طیلةَ التاریخ الشیعیّ ولا مرة واحدةً أن أقدَمَ علماءُ الشیعة على تألیف رسالةٍ أو کتابٍ على خلافِ عقائدِ مذهبهِم، بحجّة التقیّة، وبعبارة أُخرى: أن یقولوا شیئاً فی الظاهر، ویقولُوا فی الباطن شیئاً آخر، ولو أن أحَداً فَعَلَ مِثلَ هذا العملِ وسَلَکَ مثلَ هذا المسلَکَ أُخرِجَ من مجموعةِ الشیعةِ الإمامیَّة.
وهنا نوصی الّذین یصعُب علیهم هضمُ مسألة التقیّة، وتقبُّل هذه الظاهرة، أوخَضَعُوا لِتأثیر دعایات أعداءِ التشیُّع السیّئة، بأنْ یطالِعوا- ولو مرّةً تاریخَ الشیعة فی ظلّ الحُکُومات أُموِیّةً، وعبّاسیّةً، وفی عصر الخلفاء العثمانیّین فی الاناضول والشامات، لِیَعلَموا بَهاضةَ ما قَدَّمهُ هذا الفَریقُ من الثَمن للدّفاع عن العَقیدة وبِسَبب اتّباع أهلِ البَیت علیهم السلام، وجَسامةَ ما قدّموه من تضحیاتٍ، وقرابین، وعظمةَ ما تحمّلوه من مصائبَ مرّة، حتى أنّهم ربّما هَجَرُوا بیوتهم ومنازلهم ولجأوا إلى الجبال.
لقد کانَ الشیعة على هذه الحال مع ما کانوا علیه من التقیّة، فکیف إذا لم یُراعُوا هذا الأصل .. ترى هل کانَ یبقى من التَشیُّع الیومَ إذا لم یَتّقوا، أثرٌ أو خَبَرٌ؟
وأساساً لابُدَّ مِن الإنتباه إلى نقطةٍ مهمّةٍ وهی أنّه إذا استوجَبَت التقیّة لَوماً، فإنّ هذا اللومَ یجب أن یُوجَّهَ إلى من تَسبَّبَها، لأنّ هؤلاء بَدَل إجراء العَدل ومراعاة الرأفةِ الإسلامیّة أوجَدوا أصعَب ظروف الکَبت السیاسی والمذهبی ضِدّ أتباع أهل البیت النبویّ، لا أن یُلامَ مَن لَجَأ إلى التقیّة اضطراراً وحفاظاً على نُفُوسهم وأموالِهِم وأَعراضِهِمْ.
والَعَجَبُ العجاب فی المقام هو أن یتوجَّه البعضُ باللَّوم والنقد إلى العاملین بالتقیّة المظلومین ووصفهم بالنفاقِ بدل توجیه ذلک إلى مسبّبی التقیّة، أی الظالمین(1).
فَقَد یَتَصوَّرُ بعضٌ أنّ الشِیعة یوجبونَ التَقیّة دائماً وفی جمیع الحالات والظروف والأوضاع، والحال أنّ هذا تصوّرٌ خاطِئٌ، فإنّ سیرةَ أئمّة أهلِ البیت علیهم السلام لم تکنْ هکذا، لأنّهم، بغیة رعایةِ المصالحِ والمفاسِدِ کانوا یَسلکون فی کلّ زمانٍ موقفاً خاصّاً، وأُسلوباً مناسباً ولهذا نجدُهم کانُوا تارةً یتّخذون مَسلَک التقیّة اسلوباً، وتارة أُخرى کانوا یُضحُّون بأنفسِهم وأموالِهم فی سبیلِ إظهارِ عَقیدتهم.
ومما لا شک فیه أنّ أئمَّةَ الشّیعَة استشهدوا بالسَیف أو السُّمّ على أیدی الأعدْاء فی حین أنّهم لو کانُوا یُصانِعُونَ حُکّام عصورهم ویجاروُنهم، لمَنحهمْ أُولئِک الحکّام أعلى المناصب، وأسمَى المَراتب فی حکوماتِهم ولکنهم کانُوا یَعلموُن أنّ التقیّة قبال أُولئک الحُکّام (کیزید بن معاویة مثلًا) کان یؤدّی إلى زوال الدّین، وهلاک المذهب.
وفی مِثل هذهِ الشُروط أمام القادة الدینیّین المسلِمین نوعان من الوظیفة: أن یسلکوا مَسلَک التقیّة فی ظروف خاصَّة، وأنْ یحملوا حیاتهم على أکفّهِمْ ویَستَقْبلوا الموتَ فی ظروفٍ أُخرى، أی إذا وَجَدوا أساس الدِین فی خطرٍ جدّیٍ.
وفی الخاتمة نذکّرُ بأنّ التقیّةَ أمرٌ شخصیٌ ویَرتبط بوضعِ الفرد، أو الأفراد الضعفاء العاجزین فی مقابل العدوّ الغاشِم. فإنّ مثل هؤلاءِ إذا لم یَعْمَلوا بالتقیّة فَقَدوا حیاتهم مِن دون أن یترتب أثرٌ مفیدٌ على مقتَلِهِمْ.
ولکن لا تجوز التقیّة مطلقاً فی بیان معارف الدین وتعلیم أحکام الإسلام مثل أن یکتُبَ عالمٌ شیعیٌ کتاباً على أساس التقیّة، ویذکرَ فیه عقائدَ فاسدة، وأحکاماً منحرفة على أنّها عقائدُ الشیعة وأحکامُهم.
ولهذا فإننّا نرى علماءَ الشیعة أظهروا فی أشدّ الظروف والأحوال، عقائِدَهُمُ الحقَّة، ولم یحدُثْ طیلةَ التاریخ الشیعیّ ولا مرة واحدةً أن أقدَمَ علماءُ الشیعة على تألیف رسالةٍ أو کتابٍ على خلافِ عقائدِ مذهبهِم، بحجّة التقیّة، وبعبارة أُخرى: أن یقولوا شیئاً فی الظاهر، ویقولُوا فی الباطن شیئاً آخر، ولو أن أحَداً فَعَلَ مِثلَ هذا العملِ وسَلَکَ مثلَ هذا المسلَکَ أُخرِجَ من مجموعةِ الشیعةِ الإمامیَّة.
وهنا نوصی الّذین یصعُب علیهم هضمُ مسألة التقیّة، وتقبُّل هذه الظاهرة، أوخَضَعُوا لِتأثیر دعایات أعداءِ التشیُّع السیّئة، بأنْ یطالِعوا- ولو مرّةً تاریخَ الشیعة فی ظلّ الحُکُومات أُموِیّةً، وعبّاسیّةً، وفی عصر الخلفاء العثمانیّین فی الاناضول والشامات، لِیَعلَموا بَهاضةَ ما قَدَّمهُ هذا الفَریقُ من الثَمن للدّفاع عن العَقیدة وبِسَبب اتّباع أهلِ البَیت علیهم السلام، وجَسامةَ ما قدّموه من تضحیاتٍ، وقرابین، وعظمةَ ما تحمّلوه من مصائبَ مرّة، حتى أنّهم ربّما هَجَرُوا بیوتهم ومنازلهم ولجأوا إلى الجبال.
لقد کانَ الشیعة على هذه الحال مع ما کانوا علیه من التقیّة، فکیف إذا لم یُراعُوا هذا الأصل .. ترى هل کانَ یبقى من التَشیُّع الیومَ إذا لم یَتّقوا، أثرٌ أو خَبَرٌ؟
وأساساً لابُدَّ مِن الإنتباه إلى نقطةٍ مهمّةٍ وهی أنّه إذا استوجَبَت التقیّة لَوماً، فإنّ هذا اللومَ یجب أن یُوجَّهَ إلى من تَسبَّبَها، لأنّ هؤلاء بَدَل إجراء العَدل ومراعاة الرأفةِ الإسلامیّة أوجَدوا أصعَب ظروف الکَبت السیاسی والمذهبی ضِدّ أتباع أهل البیت النبویّ، لا أن یُلامَ مَن لَجَأ إلى التقیّة اضطراراً وحفاظاً على نُفُوسهم وأموالِهِم وأَعراضِهِمْ.
والَعَجَبُ العجاب فی المقام هو أن یتوجَّه البعضُ باللَّوم والنقد إلى العاملین بالتقیّة المظلومین ووصفهم بالنفاقِ بدل توجیه ذلک إلى مسبّبی التقیّة، أی الظالمین(1).
لا يوجد تعليق