الجواب الاجمالي:
إن وجود «فدک» فی حیازة آل بیت محمّد صلى الله علیه وآله منذ البدایة یکون مدعاةً لالتفاف الناس حولهم والبحث عن سائر آثار النبیِّ الکریم صلى الله علیه وآله فی هذه العائلة خصوصاً مسألة الخلاقة، وهذا الأمر لم یکن لیتحمله
مؤیدو إنتقال الخلافة إلى الآخرین
الجواب التفصيلي:
ان القوم اغتصبوا من مولاتنا الزهراء(س) فدکا لاغراض متنوعة نذکر بعضها بالاسناد:
1) العداوة والبغضاء لأهل البیت علیهم السّلام: فقد عاشت السیّدة المطهّرة روحی فداها مأساة بعد مأساة مذ رحل أبوها رسول اللّه صلّى اللّه علیه وآله وسلّم، وکأنّ القوم أرادوا أن یتشفوا من رسول اللّه بابنته مولاتنا فاطمة علیها السّلام، والجانب المأساوی الذی عاشته روحی فداها ذو شقین: الأول: الجانب النفسی. الثانی: الجانب الحقوقی.
فالشق الأول: یتناول الاعتداء على جسدها الطاهر وروحها الزکیة المطهّرة.
و أما الشق الثانی: ویتناول الاعتداء على متعلقاتها وحقوقها المالیة، أعنی بذلک فدکا، ومنعها حقها من الخمس و... .
2) البخل: کما قال امیرالمؤمنین علیه السلام:
کَانَتْ فِی أَیْدِینَا فَدَکٌ مِنْ کُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ فَشَحَّتْ عَلَیْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ وسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ [قَوْمٍ] آخَرِینَ ونِعْمَ الْحَکَمُ اللَّه[1] یشیر هذا الحدیث بوضوحٍ إلى أن فدکاً کانت بید علیٍّ وفاطمة علیها السلام فی حیاة الرسول صلى الله علیه وآله، لکن بعض الحکام البخلاء تعلقوا بها، فتخلى علیّ وزوجته علیها السلام عنها مجبرین. ومن البدیهی أنهم لم یکونوا موافقین لما حدث، وإلا فما معنى سؤال وطلب الأمیر علیه السلام من اللَّه سبحانه وتعالى فی أن یحکم بینه وبینهم[2]
3) لیستعین القوم المغتصبون بمحاصیل فدک، حیث کانت تدر الأموال الطائلة، وهذا بدوره عامل قوی فی دفع العجلة السیاسیة للحکّام آنذاک لبسط سلطتهم وهیمنتهم على بلاد المسلمین.
4) کانت هذه المسألة مهمة فی بعدها الاقتصادی، کما هو أثرها الفعال فی بعدها السیاسی، لأن وقوع أمیر المؤمنین علیه السلام وآله فی مضیقةٍ اقتصادیة یؤدی إلى تدهور وضعهم السیاسی بنفس النسبة. بعبارةٍ أخرى فإنَّ حیازتهم على فدک یوفر لهم امتیازات تکون بمثابة المتکأ الذی تستند علیه مسألة الولایة کما فعلت أموال خدیجة علیها السلام فی انتشار الإسلام فی بدء دعوة نبی الإسلام صلى الله علیه وآله.
من المتعارف علیه فی جمیع أنجاء العالم أنه إذا أرید طمس شخصیةٍ کبیرة، أو تقیید دولةٍ ما لتعیش حالة الانزواء فإنه یُعمل على محاصرتها اقتصادیاً، وقد نصَّ تأریخ الإسلام فی قصة «شعب أبی طالب» عندما حوصر المسلمون من قبل المشرکین حصاراً اقتصادیاً شدیداً.
فى تفسیر سورة المنافقین، وفی ذیل الآیة: لَئِنْ رَجَعْنا إلى الَمدینةِ لَیُخرجَنَّ الأَعَزُّ مِنْها الأَذَلَ [3]
أُشیر إلى مؤامرةٍ شبیهةٍ بهذه المؤامرة قد حاکها المنافقون، لکنَّ اللطف الإلهی أخمد نارها وهی فی المهد، لذا فلیس من العجب فی شیءٍ أن یسعى المخالفون إلى انتزاع هذه الثروة من آل بیت النبی الکریم صلى الله علیه وآله، وإخلاء أیدیهم ودفعهم بعیداً عن الساحة[4]
من هنا فإن القوم ضربوا حصارا اقتصادیا یتمحور فی الأمور التالیة:
الأول: منع آل البیت من الخمس.
الثانی: اغتصاب فدک.
الثالث: منع آل البیت من سهم خیبر.
الرابع: تحجیم تحرکات آل البیت مع قواعدهم الشعبیة[5]
5) إن هم وافقوا على أن فدک میراث النبی صلى الله علیه وآله أو هدیته لابنته فاطمة الزهراء علیها السلام وبالتالی تسلیمها إلیها فإن ذلک سیفتح الطریق لها فی المطالبة بمسألة الخلافة[6]
هذه النقطة یطرحها العالم السنی المشهور «ابن أبی الحدید المعتزلی» فی شرح «نهج البلاغة» بصورةٍ ظریفةٍ حیث یقول: سألت علی بن الفارقی مدرس المدرسة الغربیة ببغداد فقلت له أ کانت فاطمة صادقة؟ قال: نعم، قلت: فلم لم یدفع إلیها أبو بکر فدک وهی عنده صادقة؟ فتبسم ثم قال کلاما لطیفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته قال: لو أعطاها الیوم فدک بمجرد دعواها لجاءت إلیه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ولم یکن یمکنه الاعتذار والموافقة بشیء لأنه یکون قد أسجل على نفسه أنها صادقة فیها تدعی کائنا ما کان من غیر حاجة إلى بینة ولا شهود وهذا کلام صحیح[7]
6) یعتبر وجود «فدک» فی حیازة آل بیت النبوة علیه السلام میزةً کبیرة لهم، وهذا بحد ذاته دلیل على علوِّ مقامهم عند اللَّه وقربهم الشدید من الرسول صلى الله علیه وآله، خصوصاً ما نقلته کتب الشیعة والسنّة فی الروایات التی ذکرناها آنفاً من أن الرسول صلى الله علیه وآله استدعى فاطمة علیها السلام بعد نزول الآیة « وآتِ ذا القربى » وأعطاها فدکاً.
من الواضح أن وجود «فدک» فی حیازة آل بیت محمّد صلى الله علیه وآله منذ البدایة یکون مدعاةً لالتفاف الناس حولهم والبحث عن سائر آثار النبیِّ الکریم صلى الله علیه وآله فی هذه العائلة خصوصاً مسألة الخلاقة، وهذا الأمر لم یکن لیتحمله مؤیدو إنتقال الخلافة إلى الآخرین[8]
1) العداوة والبغضاء لأهل البیت علیهم السّلام: فقد عاشت السیّدة المطهّرة روحی فداها مأساة بعد مأساة مذ رحل أبوها رسول اللّه صلّى اللّه علیه وآله وسلّم، وکأنّ القوم أرادوا أن یتشفوا من رسول اللّه بابنته مولاتنا فاطمة علیها السّلام، والجانب المأساوی الذی عاشته روحی فداها ذو شقین: الأول: الجانب النفسی. الثانی: الجانب الحقوقی.
فالشق الأول: یتناول الاعتداء على جسدها الطاهر وروحها الزکیة المطهّرة.
و أما الشق الثانی: ویتناول الاعتداء على متعلقاتها وحقوقها المالیة، أعنی بذلک فدکا، ومنعها حقها من الخمس و... .
2) البخل: کما قال امیرالمؤمنین علیه السلام:
کَانَتْ فِی أَیْدِینَا فَدَکٌ مِنْ کُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ فَشَحَّتْ عَلَیْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ وسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ [قَوْمٍ] آخَرِینَ ونِعْمَ الْحَکَمُ اللَّه[1] یشیر هذا الحدیث بوضوحٍ إلى أن فدکاً کانت بید علیٍّ وفاطمة علیها السلام فی حیاة الرسول صلى الله علیه وآله، لکن بعض الحکام البخلاء تعلقوا بها، فتخلى علیّ وزوجته علیها السلام عنها مجبرین. ومن البدیهی أنهم لم یکونوا موافقین لما حدث، وإلا فما معنى سؤال وطلب الأمیر علیه السلام من اللَّه سبحانه وتعالى فی أن یحکم بینه وبینهم[2]
3) لیستعین القوم المغتصبون بمحاصیل فدک، حیث کانت تدر الأموال الطائلة، وهذا بدوره عامل قوی فی دفع العجلة السیاسیة للحکّام آنذاک لبسط سلطتهم وهیمنتهم على بلاد المسلمین.
4) کانت هذه المسألة مهمة فی بعدها الاقتصادی، کما هو أثرها الفعال فی بعدها السیاسی، لأن وقوع أمیر المؤمنین علیه السلام وآله فی مضیقةٍ اقتصادیة یؤدی إلى تدهور وضعهم السیاسی بنفس النسبة. بعبارةٍ أخرى فإنَّ حیازتهم على فدک یوفر لهم امتیازات تکون بمثابة المتکأ الذی تستند علیه مسألة الولایة کما فعلت أموال خدیجة علیها السلام فی انتشار الإسلام فی بدء دعوة نبی الإسلام صلى الله علیه وآله.
من المتعارف علیه فی جمیع أنجاء العالم أنه إذا أرید طمس شخصیةٍ کبیرة، أو تقیید دولةٍ ما لتعیش حالة الانزواء فإنه یُعمل على محاصرتها اقتصادیاً، وقد نصَّ تأریخ الإسلام فی قصة «شعب أبی طالب» عندما حوصر المسلمون من قبل المشرکین حصاراً اقتصادیاً شدیداً.
فى تفسیر سورة المنافقین، وفی ذیل الآیة: لَئِنْ رَجَعْنا إلى الَمدینةِ لَیُخرجَنَّ الأَعَزُّ مِنْها الأَذَلَ [3]
أُشیر إلى مؤامرةٍ شبیهةٍ بهذه المؤامرة قد حاکها المنافقون، لکنَّ اللطف الإلهی أخمد نارها وهی فی المهد، لذا فلیس من العجب فی شیءٍ أن یسعى المخالفون إلى انتزاع هذه الثروة من آل بیت النبی الکریم صلى الله علیه وآله، وإخلاء أیدیهم ودفعهم بعیداً عن الساحة[4]
من هنا فإن القوم ضربوا حصارا اقتصادیا یتمحور فی الأمور التالیة:
الأول: منع آل البیت من الخمس.
الثانی: اغتصاب فدک.
الثالث: منع آل البیت من سهم خیبر.
الرابع: تحجیم تحرکات آل البیت مع قواعدهم الشعبیة[5]
5) إن هم وافقوا على أن فدک میراث النبی صلى الله علیه وآله أو هدیته لابنته فاطمة الزهراء علیها السلام وبالتالی تسلیمها إلیها فإن ذلک سیفتح الطریق لها فی المطالبة بمسألة الخلافة[6]
هذه النقطة یطرحها العالم السنی المشهور «ابن أبی الحدید المعتزلی» فی شرح «نهج البلاغة» بصورةٍ ظریفةٍ حیث یقول: سألت علی بن الفارقی مدرس المدرسة الغربیة ببغداد فقلت له أ کانت فاطمة صادقة؟ قال: نعم، قلت: فلم لم یدفع إلیها أبو بکر فدک وهی عنده صادقة؟ فتبسم ثم قال کلاما لطیفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته قال: لو أعطاها الیوم فدک بمجرد دعواها لجاءت إلیه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ولم یکن یمکنه الاعتذار والموافقة بشیء لأنه یکون قد أسجل على نفسه أنها صادقة فیها تدعی کائنا ما کان من غیر حاجة إلى بینة ولا شهود وهذا کلام صحیح[7]
6) یعتبر وجود «فدک» فی حیازة آل بیت النبوة علیه السلام میزةً کبیرة لهم، وهذا بحد ذاته دلیل على علوِّ مقامهم عند اللَّه وقربهم الشدید من الرسول صلى الله علیه وآله، خصوصاً ما نقلته کتب الشیعة والسنّة فی الروایات التی ذکرناها آنفاً من أن الرسول صلى الله علیه وآله استدعى فاطمة علیها السلام بعد نزول الآیة « وآتِ ذا القربى » وأعطاها فدکاً.
من الواضح أن وجود «فدک» فی حیازة آل بیت محمّد صلى الله علیه وآله منذ البدایة یکون مدعاةً لالتفاف الناس حولهم والبحث عن سائر آثار النبیِّ الکریم صلى الله علیه وآله فی هذه العائلة خصوصاً مسألة الخلاقة، وهذا الأمر لم یکن لیتحمله مؤیدو إنتقال الخلافة إلى الآخرین[8]
لا يوجد تعليق