الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
یقول ابن تیمیه: « لو قُدّر أنّ أبا بکر آذاها (فاطمة) فلم یؤذها لغرض نفسه، بل لیطیع الله و رسوله و یوصل الحق إلى مستحقه...»[1]
نقول : - مع غضّ نظر عن دواعی مختلفة کانت فی غصب فدک و الهجوم الی بیت فاطمة (س) للخلافة و عن تضادّ طاعة الله مع ایذاء بضعة الرّسول (ص) و سیّدة نساء العالمین التی لها مکانة رفیعة فی الکتاب و السّنة - ما ذکره من أنّ أبا بکر آذاها فلم یؤذها لغرض نفسه بل لیطیع الله و رسوله، یخالف کلام أبی بکر نفسه فی أُخریات حیاته، حیث ندم على کشفه بیت فاطمة.
قد ذکر ذلک الکلام غیر واحد من المؤرّخین منهم:
1. أبو عبید صاحب کتاب «الأموال»، فقَالَ: ... عَنْ حُمَیْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِی بَکْرٍ أَعُودُهُ فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَقُلْتُ: مَا أَرَى بِکَ بَأْسًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا تَأْسَ عَلَى الدُّنْیَا، فَوَاللَّهِ إِنْ عَلِمْنَاکَ إِلَّا کُنْتَ صَالِحًا مُصْلِحًا، فَقَالَ: أَمَا إِنِّی لَا آسَى عَلَى شَیْءٍ إِلَّا عَلَى ثَلَاثٍ فَعَلْتُهُمْ، وَدِدْتُ أَنِّی لَمْ أَفْعَلْهُمْ، وَثَلَاثٍ لَمْ أَفْعَلْهُمْ وَوَدِدْتُ أَنِّی فَعَلْتُهُمْ، وَثَلَاثٌ وَدِدْتُ أَنِّی سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ، فَأَمَّا الَّتِی فَعَلْتُهَا وَوَدِدْتُ أَنِّی لَمْ أَفْعَلْهَا: فَوَدِدْتُ أَنِّی لَمْ أَکُنْ فَعَلْتُ کَذَا وَکَذَا لِخَلَّةٍ ذَکَرَهَا - قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ: لَا أُرِیدُ ذِکْرَهَا - وَوَدِدْتُ أَنِّی یَوْمَ سَقِیفَةِ بَنِی سَاعِدَةَ کُنْتُ قَذَفْتُ الْأَمْرَ فِی عُنُقِ أَحَدِ الرَّجُلَیْنِ: عُمَرَ، أَوْ أَبِی عُبَیْدَةَ، فَکَانَ أَمِیرًا وَکُنْتُ وَزِیرًا، وَوَدِدْتُ أَنِّی حَیْثُ کُنْتُ وَجَّهْتُ خَالِدًا إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ أَقَمْتُ بِذِی الْقَصَّةِ، فَإِنْ ظَفَرَ الْمُسْلِمُونَ ظَفَرُوا وَإِلَّا کُنْتُ بِصَدَدِ لِقَاءٍ، أَوْ مَدَدٍ. وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِی تَرَکْتُهَا....[2]
إنّ صاحب کتاب الأموال لم یصرّح بما قاله أبو بکر و کره تدوینه فی کتابه بألفاظه، و لیس هو إلاّ کشف بیت فاطمة بشهادة أنّ غیره ذکر القصة و بنفس اللفظ.
2. ذکر ابن أبی الحدید نفس القصة و قال: روى أحمد ـ و روى المبرّد فی «الکامل» صدر هذا الخبر عن عبد الرحمن بن عوف ـ قال: «... فأمّا الثلاث التی فعلتها و وددت أنّی لم أکن فعلتُها: فوددت أنّی لم أکن کشفت عن بیت فاطمة و ترکته و لو أُغلق على حرب، و ودت أنّی یوم سقیفة بنی ساعدة کنت قذفت الأمر فی عنق أحد الرجلین: عمر أو أبی عبیدة فکان أمیراً و کنت وزیراً، و ودت أنّی إذ أُتیت بالفجاءة لم أکن أحرقته و کنت قتلته بالحدید أو أطلقته»[3]
3. نقل المسعودی فی «مروج الذهب» نفس القصة بطولها وجاء فیها: فأمّا الثلاث التی فعلتها و ودت أنّی ترکتها: فوددت أنّی لم أکن فتشت بیت فاطمة، و ودت أنّی لم أکن حرقت الفجاءة... الخ[4]
4. روى أبو القاسم سلیمان بن أحمد الطبرانی نفس القصة و قال: فأمّا الثلاث اللاتی وددت أنّی لم أفعلهن: فوددت أنّی لم أکن کشفت بیت فاطمة و ترکته وإن أُغلق على الحرب[5]
5. نقل ابن عبد ربه نفس القصة فقال: فأمّا الثلاث التی فعلتهن ووددت أنّی ترکتهن: فوددت أنّی لم أکشف بیت فاطمة عن شیء و إن کانوا أغلقوه عن الحرب[6]
6. نقل ابن عساکر فی مختصر تاریخ دمشق نفس القصة و قال: فأمّا التی وددت أنّی ترکتهن... إلى أن قال: فوددت أن لم أکن کشفت بیت فاطمة عن شیء مع أنّهم أُغلقوه على الحرب[7]
7. نقل ابن أبی الحدید عن أحمد بن عبد العزیز الجوهری مؤلّف کتاب (السقیفة): فذکر قوله: إنّی لا آسى إلاّ على ثلاث... ثم قال: فوددت أنّی لم أکن کشفت عن بیت فاطمة و ترکته و لو أُغلق على حرب[8]
8. وروى الذهبی هذه القصة، و أورد قول أبی بکر، بنفس الألفاظ المتقدّمة[9]
9. ورواها أیضاً الحافظ الهیثمی بنفس الألفاظ [10]
10. ورواها أیضاً ابن حجر العسقلانی بنفس الألفاظ[11]
والحاصل:
1- ابن تیمیه یعترف بأنّ ابابکر آذی فاطمه (س) لیطع الله!!!
2- ابوبکر کان یندَم و یتأسّف علی کشف بیت فاطمة (س).
فی الختام نسئل من منصفی علماء اهل السّنّة:هل یصحّ النّدم و التّأسّف علی عمل کان لله ؟!
لا يوجد تعليق