الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
لا یخفى أن ما نظمه الشعراء و الأدباء فی مظلومیة الصدّیقة الطاهرة علیها السّلام و شکایتها من بعض أصحاب النبی صلّى اللّه علیه و آله و سلّم تعتبر دلیلا على صحة وقوع القضیة؛
و ها باقة من شعر محبی أهل البیت علیهم السلام حیث تفجرت قرائحهم على مآسی أئمتهم، حیث آلمهم المصاب الجلل على مصیبة سیّدة النساء فاطمة البتول علیها السّلام عامة، و فی خبر المسمار خاصة، و ظل خبر المسمار الدامی الذی نبت فی صدر الصدّیقة تتذاکره الشیعة جیلا بعد جیل. و أشعار هؤلاء یعتبر سندا تاریخیا قویا، و مضمونه یؤکد ما رواه المحدثون و المؤرخون لا سیما أن بعضهم کان معاصرا للأئمة علیهم السّلام أو کان قریبا من عصرهم، مما یجعل القضیة فی دائرة المسلمات عند الإمامیة.
فها هو الشیخ الکبیر المحقّق محمّد حسین الأصفهانی الغروی النجفی أعلى اللّه مقامه الشریف (المتوفى عام 1361 ه) یقول فی قصیدة طویلة فی دیوانه المعروف ب «الأنوار القدسیة»:
أ یضرم النار بباب دارها
و آیة النور على منارها
و بابها باب نبیّ الرحمة
و باب أبواب نجاة الأمّة
بل بابها باب العلیّ الأعلى
فثمّ وجه اللّه قد تجلّى
ما اکتسبوا بالنار غیر العار
و من ورائه عذاب النار
ما أجهل القوم فإنّ النار لا
تطفئ نور اللّه جلّ و علا [1]
...
کما قال «ابن داغر حلّى»:
عضَدَ النبیَّ الهاشمىَّ بسیفِهِ
وأخاهُ دونهمُ وسدَّ دُوینَه
وحباه فی یومِ الغدیرِ ولایةً
فغدا به یومَ الغدیر مفضّلاً
قبلت وصیّة أحمد وبصدرها
حتّى إذا مات النبیُّ فأظهرت
منعوا خلافةَ ربِّها وولیِّها
واعصوصبوا فی منعِ فاطمَ حقَّها
وتوفّیت غصصاً وبعد وفاتِها
حتّى تقطّعَ فی الوغى أعضادُها
أبوابَهمْ فتّاحُها سدّادُها
عام الوداع وکلُّهم أشهادُها
برکاتُه ما تنتهی أعدادُها
تخفى لآل محمّد أحقادُها
أضغانها فی ظلمِها أجنادُها
ببصائر عمیت وضلَّ رشادُها
فقضتْ وقد شاب الحیاةَ نکادُها
قُتلَ الحسینُ وذُبِّحت أولادُها [2]
و قال الشیخ مفلح الصیمری (المتوفى عام 900 ه) :
فجاءوا إلیها یهرعون فأقبلت
صداقی علیکم ظلم آل محمد
فقالوا رضینا بالصداق و أسرجوا
علیهم و قالت فاسمعوا ثم افهموا
و شیعتهم أهل الفضائل منهم
على حربهم خیل الضلال و ألجموا
و شنوا بها الغارات من کل جانب
و خصوا بها آل النبی و صمموا
أزالوهم بالقهر عن إرث جدهم
عنادا و ما شاءوا أحلوا و حرموا
و قادوا علیّا فی حمائل سیفه
و عمار دقوا ضلعه و تهجموا
على بیت بنت المصطفى و إمامهم
ینادی ألا فی بیتها النار أضرموا
و تغصب میراث النبیّ محمّد
و توجع ضربا بالسیاط و تلطم
و للقاضی أبی بکر بن قریعة (المتوفى عام367ه) و للسیّد صالح الحلّی من تلامذة صاحب «الکفایة» و للسیّد صدر الدین الصّدر (المتوفى عام 1373 ه) فی إحدى مرثیاته و للسیّد باقر بن السیّد محمّد الهندی (المتوفى عام 1329 ه) و لکثیر من المتقدمین و المتأخرین اشعار تدل على حصول الاعتداء على الصدّیقة فاطمة علیها السّلام[3]
لا يوجد تعليق