السابع: فلسفة التوسّل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
التوسّل، توحید أم شرک؟
نموذج من الحوار تکریم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی القرآن الکریم


أحیاناً یسألون: هل أنّ الذهاب إلى المحضر الإلهی وطلب الحاجة منه یحتاج إلى واسطة؟ ألم یقول الله تعالى فی القرآن الکریم: (وَإِذَا سَأَلَکَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِى إِذَا دَعَانِ...)(1).
وعلى هذا الأساس یمکن للإنسان أن یخاطب الله سبحانه بصورة مباشرة ویناجیه وأن یطلب منه أن یحلّ مشکلاته ویستجیب حاجته دون أن یتخذ أحد واسطة بینه وبین الله تعالى؟
نقول فی مقام الإجابة، وإن لم یکن هناک حاجة أن یتخذ أحد بینه وبین الله تعالى، وأنّ الله تعالى یسمع نجوانا ودعاءنا لأنّه سمیع علیم فإذا اقتضت المصلحة استجاب لنا وإلاّ فلا، ولکنّ الله تعالى أمر وأجاز لعباده أن یتخذوا إلیه الوسیلة بالصالحین والأولیاء ویجعلهم واسطة فیما بینه وبینهم، وأن یطلبوا من هؤلاء الأولیاء أن یدعو الله تعالى فی حلّ مشاکلهم وقضاء حاجاتهم واستجابة دعوتهم کما بیّنت ذلک الآیات والروایات وهذا الحثّ الإلهی یمکن أن یکون بدلیلین:
 
أ) أقرب الطرق لاستجابة الدعاء
إنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وأولیاء الدین أقرب إلى الله وأحبّ إلیه فی العبودیة والطاعة والأعمال الصالحة(2).
ومن الطبیعی أنّ وساطة وشفاعة ودعاء هؤلاء المقرّبین والعباد الصالحین أقرب إلى الله تعالى فی استجابة الدعاء، من هذا المنطلق توسّل أبناء یعقوب النبی(علیه السلام)بأبیهم أن یستغفر لهم الله تعالى، والله عزّ وجلّ یأمر المسلمین أن یستغفروه وأن یطلبوا من الله رسول الله(صلى الله علیه وآله)أن یستغفر لهم الله تعالى.
 
ب) التبجیل عن المساعی الجادة
ولا شک أننا لاحظنا فی حیاتنا وفی حیاة الآخرین وأنّ بعض الناس یقومون بأعمال مهمّة ومؤثر للناس بدافع الخیر والمعونة، مثلاً یرى الإنسان معلّماً مخلصاً وجادّاً فی تربیة وتعلیم أبنائه وبذل فی هذا المسار جهداً کبیراً ومساعی جلیلة حتى أنقذ أبنائه من الانحراف وهداه إلى المسیر الصحیح، أو یرى طبیباً حاذقاً أنقذ ابنه من الموت وبکلّ إخلاص ودقّة، أو جاراً وصدیقاً مخلصاً ضحى بنفسه لإنقاذ أهله وأبناءه من الحریق الذی شبّ فی بیته وأخرجهم من بین لهیب النار الملتهبة، وعلیه فإنّ هذا المعلّم المخلص والطبیب الحاذق والصدیق أو الجار المضحی یکون عنده محبوباً إلى درجة لو أرسل إلیه رسالة أو طلب منه حاجة أو شفاعة لأحد من الناس ألا یقبله بکل رحابة الصدر ویحسب ذلک فضلاً منه علیه أن یرد إلیهم جمیل صنعهم فی حقّه.
وردّ الجمیل وتقدیم الخدمة لهم یعتبر نوعاً من الشکر والخدمة القلیلة فی مقابل ما قدموه له من الخدمات الکبیرة.
وببیان آخر: أحیاناً لا یتمکن الإنسان أن یرد جمیل خدمات الآخرین لعظمة تضحیاتهم ووقفهم إلى جانبه، فهذا الإنسان مضافاً إلى سعیه ردّ جمیل صاحب الجمیل یسعى أن یقدّم خدمات أخرى لکلّ من یرتبط بهذا الإنسان المضحی، وعندما یطلب الشخص الفلانی المضحی بطلب الحاجة أو التجاوز عن المسیىء أو الشفاعة للآخرین فأنا أتقبله بکل رحابة صدر.
إنّ ما قام به أولیاء الله وبالأخص النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) من خدمات جلیلة ومساعی مشکورة فی نشر مبادىء التوحید ومقارعة الشرک والکفر وعبادة الأوثان واخراج الناس من الظلمات إلى نور الهدایة، یستحق الثوابی الإلهی الکبیر والأجر الربانی العظیم، ومن جملة هذا الثواب قبول دعوته واستغفاره فی حقّ المذنبین والمسیئین والشفاعة لاُمّته واستجابة دعوته.
إنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی مسار بناء الإنسان الصالح ونشر التوحید وإعلاء کلمة الحق، تحمل مصاعب وآلام کثیرة، ولم ینل هو وسام العبودیة والمقام المحمود فحسب بل استطاع بفضل الله عزّ وجلّ أن یهدف آلاف الناس إلى طریق الهدایة والعبودیة، وکانت نتیجة تلک الآلام والأذى والصعوبات أننا نسمع الیوم نداء «لا إله إلاّ الله» ینادى بها فی جمیع أصقاع الأرض ویرددها على المآذن ملایین من الناس فی شرق الأرض وغربها، فجند رسول الله(صلى الله علیه وآله)طاقاته وإمکانیاته
وقدراته لخدمة عباد الله وجهاد الشرک والکفر ولم یتساهل فی ذلک طرف عین، فترک راحة الدنیا وزخارفها ولذاتها المادیة ورفض تسویلات أصحاب الأموال والثروة من قریش وما اقترحوه علیه من الدنیا وما فیها، ترک کلّ ذلک دفاعاً عن عقیدة التوحید ومبادىء الحق، وبذلک اشترى لنفسه العناء والآلام واتهامات قریش ونفیه وقتاله وتهدید واخراجه من مکة، ولکنّه استمر فی دعوته الرائدة ورسالته الحقة لإعلاء کلمة التوحید، ألا یستحق هذا النبی الکریم(صلى الله علیه وآله)أن یقبل الله تعالى دعوته فی حق الآخرین أو یقبل شفاعته فی حقّ اُمّته، أو یتشفع عند الله لقضاء حاجة المحتاجین وکشف کربات المکروبین، أو یرفع عنهم القحط والجفاف والآلام؟
ولکن مع الأسف کل الأسف أن یقف فرقة وهابیة متعصبة فی مقابل هذه الحقائق التی أذعن بها جمیع طوائف المسلمین ما عداهم.


(1) . سورة البقرة، الآیة 186.
(2) . یقول الله تعالى فی شأن عیسى بن مریم(علیهما السلام): (وَجِیهاً فِى الدُّنْیَا وَالاْخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِینَ) (سورة آل عمران، الآیة 45).

 

نموذج من الحوار تکریم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی القرآن الکریم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma