الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
أجاب القرآن الکریم على هذا السؤال فی الآیة رقم 61 من سورة "الفرقان" حیث قال: (تبارک الّذی جعل فی السّماء بروجاً). «البروج» جمع «برج» فی الأصل بمعنى «الظهور» ولذا یسمون ذلک القسم الأعلى والأظهر من جدار أطراف المدینة أو محل تجمع الفرقة العسکریة «برج»، ولهذا أیضاً یقال حینما تظهر المرأة زینتها «تبرجت المرأة»، وهذه الکلمة تطلق أیضاً على القصور العالیة.
على أیة حال، فالبروج السماویة، إشارة إلى الصور الفلکیة الخاصّة حیث تستقر الشمس والقمر فی کل فصل وکل موضع من السنة إزاء واحد منها، یقولون مثلا: استقرت الشمس فی برج «الحمل» یعنی أنّها تکون بمحاذاة «الصورة الفلکیة»، «الحمل»، أو القمر فی «العقرب» یعنی وقفت کرة القمر أمام الصورة الفلکیة «العقرب» (تطلق الصورة الفلکیة على مجموعة من النجوم لها شکل خاص فی نظر المشاهد).
بهذا الترتیب، أشارت الآیة إلى منازل الشمس والقمر السماویة، وتضیف على أثر ذلک: (وجعل فیها سراجاً وقمراً منیراً)(1)
تبیّن هذه الآیة النظم الدقیق لسیر الشمس والقمر فی السماء (و بدیهی أنّ هذه التغییرات فی الحقیقة ترتبط بدوران الأرض حول الشمس دائماً). والنظام الفذ الدقیق الذی یحکمهما ملایین السنین بلا زیادة أو نقصان، بالشکل الذی یستطیع الفلکیون ـ أحیاناً ـ أن یتنبؤا، قبل مئات السنین بوضع حرکة الشمس والقمر فی یوم معین وساعة معینة بالنسبة إلى مئات السنین الآتیة، هذا النظام الحاکم على هذه الأفلاک السماویة العظیمة شاهد ناطق على وجود الخالق المدبر والمدیر لعالم الوجود الکبیر(2)
لا يوجد تعليق