الجواب الاجمالي:
إنّ المراد من رتق السّماء هو أنّها لم تکن تمطر فی البدایة، والمراد من رتق الأرض أنّها لم تکن تنبت النبات فی ذلک الزمان، إلاّ أنّ الله سبحانه فتق الإثنین، فأنزل من السّماء المطر، وأخرج من الأرض أنواع النباتات. والرّوایات المتعدّدة الواردة عن طرق أهل البیت (علیهم السلام) تشیر إلى هذا المعنى
الجواب التفصيلي:
لقد أشیر الى رتق وفتق السماء والارض فی الآیة 30 من سورة الانبیاء، حیث یقول تعالى: (أو لم یر الذین کفروا أنّ السّماوات والأرض کانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء کلّ شیء حی أفلا یؤمنون).
لقد ذکر المفسّرون أقوالا کثیرة فیما هو المراد من «الرتق» و«الفتق» المذکورین هنا فی شأن السماوات والأرض؟ ویبدو أنّ الأقرب من بینها ثلاثة تفاسیر، ویحتمل أن تکون جمیعاً داخلة فی مفهوم الآیة(1):
1ـ إنّ رتق السّماء والأرض إشارة إلى بدایة الخلقة، حیث یرى العلماء أنّ کلّ هذا العالم کان کتلة واحدة عظیمة من البخار المحترق، وتجزّأ تدریجیّا نتیجة الإنفجارات الداخلیة والحرکة، فتولّدت الکواکب والنجوم، ومن جملتها المنظومة الشمسیة والکرة الأرضیة، ولا یزال العالم فی توسّع دائب.
2ـ المراد من الرتق هو کون مواد العالم متّحدة، بحیث تداخلت فیما بینها وکانت تبدو وکأنّها مادّة واحدة، إلاّ أنّها انفصلت عن بعضها بمرور الزمان، فأوجدت ترکیبات جدیدة، وظهرت أنواع مختلفة من النباتات والحیوانات والموجودات الاُخرى فی السّماء والأرض، موجودات کلّ منها لها نظام خاص وآثار وخواص تختص بها، وکلّ منها آیة على عظمة الله وعلمه وقدرته غیر المتناهیة(2).
3ـ إنّ المراد من رتق السّماء هو أنّها لم تکن تمطر فی البدایة، والمراد من رتق الأرض أنّها لم تکن تنبت النبات فی ذلک الزمان، إلاّ أنّ الله سبحانه فتق الإثنین، فأنزل من السّماء المطر، وأخرج من الأرض أنواع النباتات. والرّوایات المتعدّدة الواردة عن طرق أهل البیت (علیهم السلام)تشیر إلى المعنى الأخیر، وبعضها یشیر إلى التّفسیر الأوّل(3).
لا شکّ أنّ التّفسیر الأخیر شیء یمکن رؤیته بالعین، وکیف أنّ المطر ینزل من السّماء، وکیف تنفتق الأرض وتنمو النباتات، وهو یناسب تماماً قوله تعالى: (أو لم یر الذین کفروا)وکذلک ینسجم وقوله تعالى: (وجعلنا من الماء کلّ شیء حی).
إلاّ أنّ التّفسیرین الأوّل والثّانی أیضاً لا یخالفان المعنى الواسع لهذه الآیة، لأنّ الرؤیة تأتی أحیاناً بمعنى العلم. صحیح أنّ هذا العلم والوعی لیس للجمیع، بل إنّ العلماء وحدهم الذین یستطیعون أن یکتسبوا العلوم حول ماضی الأرض والسّماء، وإتّصالهما ثمّ إنفصالهما، إلاّ أنّنا نعلم أنّ القرآن لیس کتاباً مختصاً بعصر وزمان معیّن، بل هو مرشد ودلیل للبشر فی کلّ القرون والأعصار.
من هذا یظهر أنّ له محتوى عمیقاً یستفید منه کلّ قوم وفی کلّ زمان، ولهذا نعتقد أنّه لا مانع من أن تجتمع للآیة التفاسیر الثلاثة، فکلّ فی محلّه کامل وصحیح وقد قلنا مراراً: إنّ استعمال لفظ واحد فی أکثر من معنى لیس جائزاً فحسب، بل قد یکون أحیاناً دلیلا على کمال الفصاحة، وإنّ ما نقرؤه فی الرّوایات من أنّ للقرآن بطوناً مختلفة یمکن أن یکون إشارة إلى هذا المعنى(4)
لقد ذکر المفسّرون أقوالا کثیرة فیما هو المراد من «الرتق» و«الفتق» المذکورین هنا فی شأن السماوات والأرض؟ ویبدو أنّ الأقرب من بینها ثلاثة تفاسیر، ویحتمل أن تکون جمیعاً داخلة فی مفهوم الآیة(1):
1ـ إنّ رتق السّماء والأرض إشارة إلى بدایة الخلقة، حیث یرى العلماء أنّ کلّ هذا العالم کان کتلة واحدة عظیمة من البخار المحترق، وتجزّأ تدریجیّا نتیجة الإنفجارات الداخلیة والحرکة، فتولّدت الکواکب والنجوم، ومن جملتها المنظومة الشمسیة والکرة الأرضیة، ولا یزال العالم فی توسّع دائب.
2ـ المراد من الرتق هو کون مواد العالم متّحدة، بحیث تداخلت فیما بینها وکانت تبدو وکأنّها مادّة واحدة، إلاّ أنّها انفصلت عن بعضها بمرور الزمان، فأوجدت ترکیبات جدیدة، وظهرت أنواع مختلفة من النباتات والحیوانات والموجودات الاُخرى فی السّماء والأرض، موجودات کلّ منها لها نظام خاص وآثار وخواص تختص بها، وکلّ منها آیة على عظمة الله وعلمه وقدرته غیر المتناهیة(2).
3ـ إنّ المراد من رتق السّماء هو أنّها لم تکن تمطر فی البدایة، والمراد من رتق الأرض أنّها لم تکن تنبت النبات فی ذلک الزمان، إلاّ أنّ الله سبحانه فتق الإثنین، فأنزل من السّماء المطر، وأخرج من الأرض أنواع النباتات. والرّوایات المتعدّدة الواردة عن طرق أهل البیت (علیهم السلام)تشیر إلى المعنى الأخیر، وبعضها یشیر إلى التّفسیر الأوّل(3).
لا شکّ أنّ التّفسیر الأخیر شیء یمکن رؤیته بالعین، وکیف أنّ المطر ینزل من السّماء، وکیف تنفتق الأرض وتنمو النباتات، وهو یناسب تماماً قوله تعالى: (أو لم یر الذین کفروا)وکذلک ینسجم وقوله تعالى: (وجعلنا من الماء کلّ شیء حی).
إلاّ أنّ التّفسیرین الأوّل والثّانی أیضاً لا یخالفان المعنى الواسع لهذه الآیة، لأنّ الرؤیة تأتی أحیاناً بمعنى العلم. صحیح أنّ هذا العلم والوعی لیس للجمیع، بل إنّ العلماء وحدهم الذین یستطیعون أن یکتسبوا العلوم حول ماضی الأرض والسّماء، وإتّصالهما ثمّ إنفصالهما، إلاّ أنّنا نعلم أنّ القرآن لیس کتاباً مختصاً بعصر وزمان معیّن، بل هو مرشد ودلیل للبشر فی کلّ القرون والأعصار.
من هذا یظهر أنّ له محتوى عمیقاً یستفید منه کلّ قوم وفی کلّ زمان، ولهذا نعتقد أنّه لا مانع من أن تجتمع للآیة التفاسیر الثلاثة، فکلّ فی محلّه کامل وصحیح وقد قلنا مراراً: إنّ استعمال لفظ واحد فی أکثر من معنى لیس جائزاً فحسب، بل قد یکون أحیاناً دلیلا على کمال الفصاحة، وإنّ ما نقرؤه فی الرّوایات من أنّ للقرآن بطوناً مختلفة یمکن أن یکون إشارة إلى هذا المعنى(4)
لا يوجد تعليق