الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
أکثر التعاریف عرضة للإشکال هو تعریف ابن تیمیة إذ قال: «العبادة اسم جامع لکلّ ما یحبّه اللَّه و یرضاه من الأقوال و الأعمال الباطنیة و الظاهریة کالصلاة و الزکاة و الصیام، والحجّ، وصدق الحدیث وأداء الأمانة، وبرّ الوالدین و صلة الأرحام»[1]
وهذا الکاتب لم یفرّق- فی الحقیقة - بین العبادة و التقرّب، و تصوّر أنّ کلّ عمل یوجب القربى إلى اللَّه، فهو عبادة له تعالى أیضاً، فی حین أنّ الأمر لیس کذلک، فهناک أُمور توجب رضا اللَّه، و تستوجب ثوابَه لکنها قد تکون عبادة کالصوم و الصلاة و الحجّ، و قد تکون موجبة للقرب إلیه دون أن تعدّ عبادة، کالإحسان إلى الوالدین، وإعطاء الزکاة، و الخمس، فکلّ هذه الأُمور (الأخیرة) توجب القربى إلى اللَّه فی حین لا تکون عبادة و إن سمّیت فی مصطلح أهل الحدیث عبادة، فیراد منها کونها نظیر العبادة فی ترتّب الثواب علیها.
وبعبارة أُخرى: أنّ الإتیان بهذه الأعمال یعدّ طاعة للَّه ولکن لیس طاعة عبادة.
وإن شئت قلت: إنّ هناک أُموراً عبادیّة، و أُموراً قربیّة، و کلّ عبادة مقرِّبة، و لیس کلّ مقرِّب عبادة، فدعوة الفقیر إلى الطعام، و العطف على الیتیم- مثلًا- توجب القرب، ولکنّها لیست عبادة بمعنى أن یکون الآتی بها عابداً بعمله للَّه تعالى[2]
لا يوجد تعليق