الجواب الاجمالي:
أنّ منشأ الوثنیة هو جهل البشر بالله تعالى من جانب، وعدم معرفته بذاته المقدّسة ومن ثم جهله بالعلل الأصلیة لحوادث العالم الذی یتسبب أحیاناً فی أن ینسب الحوادث إلى سلسلة من العلل الخرافیة والخیالیة ومنها الأصنام.
وكذلك جهل الإنسان بما وراء الطبیعة، وقصور فکره إلى درجة أنّه لا یرى ولا یؤمن إلاّ بالقضایا الحسیة.
الجواب التفصيلي:
یستفاد من الآیة رقم 138 فی سورة "الاعراف" (قال إنّکم قوم تجهلون) أنّ منشأ الوثنیة هو جهل البشر بالله تعالى من جانب، وعدم معرفته بذاته المقدّسة وأنّه لا یتصور له شبیه أو نظیر أو مثیل.
ومن جانب آخر جهل الإنسان بالعلل الأصلیة لحوادث العالم الذی یتسبب أحیاناً فی أن ینسب الحوادث إلى سلسلة من العلل الخرافیة والخیالیة ومنها الأصنام.
ومن جانب ثالث جهل الإنسان بما وراء الطبیعة، وقصور فکره إلى درجة أنّه لا یرى ولا یؤمن إلاّ بالقضایا الحسیة.
إن هذه الجهالات تضافرت وتعاضدت، وصارت على مدار التاریخ منشأ للوثنیة وعبادة الأصنام، وإلاّ فکیف یمکن لإنسان واع فاهم عارف بالله وصفاته، عارف بعلل الحوادث، عارف بعالم الطبیعة وعالم بما بعد الطبیعة أن یأخذ قطعة من الصخر منفصلة من الجبل مثلا، فیستعمل قسماً منها فی بناء بیته، أو صنع سلالم منزله، ویتخذ قسماً آخر معبوداً یسجد أمامه، ویسلّم مقدراته بیده(1)
لا يوجد تعليق