الجواب الاجمالي:
ان الشفاعة والغفران الالهی لیس نقضاً للقانون حتى یکون ظلماً ومخالفاً للعدالة حیث الموضوع مختلف فی الحالتین حیث یحدث
التغییر فی نفوس المذنبین من خلال الاشخاص الصالحین کالانبیاء والصالحین (علیهم السلام) ویخرجون من دائرة العقاب ویدخلون فی دائرة مستحقی الثواب ومن هذا الباب تشملهم سعة رحمة الله وغفرانه
الجواب التفصيلي:
البعض اشکل ویقول: ان المسألة لا تخرج عن حالتین أما ان تؤدی مقاضاة المجرم الى العدالة أو للظلم، فاذا کانت معاقبة المجرم ظلم فعلى ذلک یکون وضع العقوبة عبثی ومن دون فائدة واذا کانت مقاضاة المجرم تؤدی الى تحقیق العدالة عند ذلک عدم تنفیذ العقوبة فی حق المتعدی وغض النظر عن جریمته (الشفاعة) سیؤدی الى ظلم وعلى هذا فان احد الوجهین لابد ان یؤدی الى الظلم وهو محال وبعید عن رب العالمین.
فی خصوص الاجابة على الاشکال المذکور نقول: ان الشخص المذنب الذی تشمله الشفاعة اذا بقى بعد الشفاعة کما کان قبل الشفاعة أی هناک من ذنوب تسجل فی سجل أعماله فمن الممکن ان نقول ان الشفاعة فی هذه الحالة نوع من انواع الظلم وبطبیعة الحال فان الشفاعة فی هذه الصورة تشبه الشفاعة الدنیویة وهی شفاعة غیر صحیحة.
ان الشفاعة الدنیویة کذلک لا تخلو عن حالتین اما ان یکون القانون غیر صحیح وإما ان یکون محاسبة المجرم خطأ وفی کلا الاحوال فان حالة من الحالتین غیر صحیحة وبعبارة اخرى هی نقض للقانون لکن فی مجال المغفرة الالهیة وموضوع الشفاعة فان الشخص الذی تناله الشفاعة سوف لن یبقى على حالته السابقة وانما یتغیر عن وضعه السابق وتکون صحیفة اعماله نظیفة من ادناس الذنوب.
ان ارادة الله تعالى لا تتعلق بشیء الا وبوجود حکمة ومصلحة ومن هذا المنطلق یبدل السیئة بالحسنة ویغفر عن السیئة ولهذا السبب ان الله تعالى یغفر الذنوب الصغیرة للاشخاص الذین یمتنعون عن ارتکاب الکبیرة لان من یرتکب السیئة الصغیرة یؤثر الذنب فی نفسه وروحه ومادام هذا الاثر موجود فلا یمکن ان یدخل المرء الى الجنة وانما المطلوب قبل ذلک ان تغفر ذنوبه الصغیرة أو تبدل الى الحسنات وبعد تناله المغفرة الالهیة الایة المبارکة تقول: فاولئک یبدل الله سیّئاتهم حسنات...(1).
ومما تقدم فان الشفاعة والغفران الالهی لیس نقضاً للقانون حتى یکون ظلماً ومخالفاً للعدالة حیث الموضوع مختلف فی الحالتین والمسألة فی التوبة کذلک حیث یغیر المرء نفسه فی هذه الدنیا من خلال التوبة عن الذنب ویخرج عن دائرة مستحقی العقاب ویدخل فی دائرة مستحقی الثواب، والمسالة فی الشفاعة کذلک حیث یحدث التغییر فی نفوس المذنبین من خلال الاشخاص الصالحین کالانبیاء والصالحین (علیهم السلام) ویخرجون من دائرة العقاب ویدخلون فی دائرة مستحقی الثواب ومن هذا الباب تشملهم سعة رحمة الله وغفرانه.
لا يوجد تعليق