الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
1- كتب ابن حجر فی هذا الصدد:
"اِسْتَنْبَطَ بَعْضهمْ مِنْ مَشْرُوعِیَّة تَقْبِیل الْأَرْکَان جَوَاز تَقْبِیل کُلّ مَنْ یَسْتَحِقّ التَّعْظِیم مِنْ آدَمِیّ وَغَیْره ، فَأَمَّا تَقْبِیل یَد الْآدَمِیّ فَیَأْتِی فِی کِتَاب الْأَدَب ، وَأَمَّا غَیْره فَنُقِلَ عَنْ الْإِمَام أَحْمَد أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ تَقْبِیل مِنْبَر النَّبِیّ صَلَّى اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَتَقْبِیل قَبْره فَلَمْ یَرَ بِهِ بَأْسًا ، وَاسْتَبْعَدَ بَعْض اِتِّبَاعه صِحَّة ذَلِکَ ، وَنُقِلَ عَنْ اِبْن أَبِی الصَّیْف الْیَمَانِیّ أَحَد عُلَمَاء مَکَّة مِنْ الشَّافِعِیَّة جَوَاز تَقْبِیل الْمُصْحَف وَأَجْزَاء الْحَدِیث وَقُبُور الصَّالِحِینَ وَبِاَللَّهِ التَّوْفِیق."
کذلک هذا المطلب فی کتاب الشوکولانی(1) " وَقَدْ نُقِلَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ تَقْبِیلِ مِنْبَرِ النَّبِیِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَتَقْبِیلِ قَبْرِهِ فَلَمْ یَرَ بِهِ بَأْسًا وَاسْتَبْعَدَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ صِحَّةَ ذَلِکَ، وَنُقِلَ عَنْ ابْنِ أَبِی الصَّیْفِ الْیَمَانِیِّ أَحَدِ عُلَمَاءِ مَکَّةَ مِنْ الشَّافِعِیَّةِ جَوَازُ تَقْبِیلِ الْمُصْحَفِ وَأَجْزَاءِ الْحَدِیثِ وَقُبُورِ الصَّالِحِینَ کَذَا فِی فَتْحِ الباری مثله(2)"
2- السمهودی یذکر: العزمی یقول: فی کتاب العلل والسؤالات عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبیه روایة أبی علی بن صوف نقل عنه ان عبدالله قال: "سئلت من أبی عن رجل مسّ منبر رسول الله (صلى الله علیه وآله) وقبّله قاصداً التبرک به رجاء حصوله على الثواب قال: هذا العمل لا إشکال فیه(3)
3- السبکی فی مسألة الزیارة فی باب ردّه على ابن تیمیّة یقول: "لا یوجد إجماع على عدم جواز مسح الید على القبر. فی أخبار المدینة روایة تقول ان مروان بن الحکم واجه رجلاً کان (ملتصق بقبر النبی) أخذ مروان برقبته وقال له هل تعلم ما تصنع؟ إلتفت الرجل إلى مروان وقال: نعم، أنا لم أقصد حجارة وأعودأ، لکن قصدت مرقد رسول الله (صلى الله علیه وآله) جئت إلیه(4)
4- السمهودی یقول:
حین جاء بلال (رضی الله عنه) من الشام لزیارة النبی (صلى الله علیه وآله)، جاء عند قبر النبی وبکى عند القبر وکان یمسح وجهه بالقبر. سند هذه الروایة جید(5)
1- خطیب بن حمله یذکر: إن ابن عمر یضع یده الیمنى دائماً على القبر الشریف للنبی وکذلک کان بلال یضع خدیه على القبر، من هذه الأعمال هو الإحترام والتعظیم والناس تتفاوت درجاتهم فی شأن هذه المسألة کما کان الأمر فی زمان حیاة النبی، فبعض الناس عندما کانوا یرون النبی، کانوا لا یتمالکون أنفسهم حتّى أن بعضهم کان یلصق نفسه بالنبی ولکن کان البعض الآخر یصبر ویقف خلف النبی وکل هذا خیر وحسن(6)
2- "الشیخ حسن العدوی الحمزاوی المالکی فی کتاب کنز المطالب(7) ومشارق الأنوار(8) بعد نقل عبارة الرملی المذکور یقول: ولا مریة حینئذ أن تقبیل القبر الشریف لم یکن إلا للتبرک ، فهو أولى من جواز ذلک لقبور الأولیاء عند قصد التبرک ، فیحمل ما قاله العارف على هذا المقصد، لا سیما وأن قبره الشریف روضة من ریاض الجنة"(9)(10)
الجواب: فی رأی أهل السنة الطواف حول أطراف قبر رسول الله (صلى الله علیه وآله) حرام وأنه منهی عنه.
ولکن هذا الکلام یحتاج إلى تأمل؛ به معنى أن: الطواف حول قبر رسول الله وسائر المشاهد المشرفة وقبور الأنبیاء والأئمة والأولیاء ممکن أن یکون فیه أکثر من قصد وعنوان عند قیام الطائف بالطوف:
الف) بعنوان العبادة، مثل الطوف حول بیت الله الحرام القیام به یعتبر من إحدى العبادة، وإذا کان شخص یطوف حول قبر النبی بهذا القصد والعنوان فهو بدعة وحرام، لأنه الطواف بهذا العنوان یختص بالکعبة فقط.
ب) لا یطوف بقصد عنوان العبادة، بل یطوف بعنوان أنه مستحب ومطلوب؛ لأنه یمکن أن لا یکون العمل عبادة وصحته لا تتوقف على قصد العنوان وقصد القربة؛ ولکن قد أمر به، ولذا بأی عنوان یأتی به مطلوب.
ج) الشخص الذی یطوف حول القبر قصده أن صاحب هذا القبر محبوب عنده وله علاقة به فیدور حول قبره، لا بقصد العبادة، مثل الذی یدور حول ولد أو صدیقه وأحیاناً ینطق بکلمات على لسانه فداک نفسی وروحی.
هذا النوع من الطواف والدوران لا یحتوی على أی شائبة أو مطلوبیة من الشارع أبداً وعادة لا تتقید بعدد الأشواط أو بتمامه، ممکن أن یقال انه من الناحیة العملیة لغو، ولیس فیه فائدة ولا ثواب ولا أجر مترتب علیه. وأنه فقط وسیلة لإظهار الحب والإرتباط؛ لماذا وبأی دلیل هو حرام؟ لأن الحکم بالحرمة وعدم الجواز یحتاج إلى دلیل وهؤلاء الذین یرون أن الطواف حرام وغیر جائز، قصدهم هو النوع الأول الذی کان بعنوان العبادة فی حین أن العوام والأشخاص الذین یطوفون حول قبور الأنبیاء والأولیاء لا یقصدون عنوان العبادة أو انّهم یقصدون النوع الآخر من الطواف الذی هو بقصد التبرک لا العبادة لذا فإن التبرک بکل ما کان له علاقة وارتباط بالنبی، هو جزء من سیرة المسلمین التی کانوا علیها فی الصدر الأول ومن هذه الجهة یدخل قبر وضریح النبی لأنه یضم جسد رسول الله. والناس یتبرکون بأجسادهم بطوافهم حول الأطراف(11)
لا يوجد تعليق